حميد الحريزي - الكأس الســــوداء

ثقب اسود بين الخطين

كهف مظلم بين الفخذين

يمتد العمر ويطول الدهر

وثقبنا لا يكبر

جل ما بلغه((الصفر)) أصبح ((مرود))

يتطاول بين الكرتين

يبحث عن ((مكحلته))

انتصابه

انتفاخ أوداجه

هي مفخرتنا

مهووس بسر استطالته

مصاب بقصر النظر

لا يرى غير الإست والبظر

يطالب كل العالم ان يسجد

((لعمامته))

تاريخ أمته

مجده

عزته

كل مرهون بانتصاب قامته

ينكح كفه ولا يستنكر

ينكح مطيته ولا يستغفر

قرر ان ينكح كل العالم

يركع كل العالم لقامته

والكل يُسَبِحُ بنعمتهِ

فكل ((المراهم)) صُنْعتْ

لصلابَتْهِ

موجودٌ في ألواحِ الطيّنِ

في سومر وبابل

جلجامش يذكره في ملحمته

عشتار ركعت لقدرته

((مكحلتها ))هامت ((بمروده))

هذا الثقب الأسود

قائم في المبغى

مهيب في المعبد

مزهو ببصاقه في ((مكحلة)) خالقه

هو الأولى ان يعبد

هكذا جاء في مراجعنا

هذا ما ذكره الخبر المسند:-

كل مفطور

كل مشطور

من حصته

كل محفور عبد في مملكته

هو الخالق

هو الخانق

هو الباصق

((كرتيه)) توجز تاريخ حضارته:-

أنا اللاعب

و((القباب)) كراتي

أنا الأكبر

أنا الأقدر

من له قوة دفقاتي؟؟

من له ه—ذا ((المرود))؟؟

أنا صوت ((القواد)) وربان المقود

أنا السيد الأعلى

أنا وكيل الإله الأعمى

أنا راعي القطيع الأسمى

أنا الأول أنا الأخر

أنا الوحيد الأوحد

أنا المعبود وأنا المعبد

الأعمار بيدي

الديار دياري

الأقمار أقماري

أنا الهادي والمهتدي

أنا الأنا أنا ((الثقب الأسود))

أنا المولود الأعظم

أنا الأول

أنا الأقدم

من يفهم فليفهم

ومن لم يفهم لا يعيش

ولا يولد

********

عظيم ((ديك الجن))

احرق جاريته

كي تبقى مستعرة نيران

((مكحلتها))

ُتأجج شبق ((المرود))

أدام نشوته

باحتساء خمرته

((بالكأس الأسود))

لم يبكيها

لم يتأسَ لها أحد

ليس غريبا ان تحرق

ولا غريبا ان تشنق

من اجل نشوته

من اجل دوام استطالته

مكحلتها تتجدد

لولا ((المرود)) ما كانت تولد

ولولا ((المرود)) ما كانت توأد

خالد ((ديك الجن))

أَما جاريته

التهمها ((الإله الأسود))


حميد الحريزي/ العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى