{آآآآ ناس الحلااااة
آ ناس الحِلَّة
أنا
أنا مكتول في حوش أهل الله
آناس الحِلَّة
أ نا مكتو......}
وأظَلُّ أركضُ في شوارع غربتي
جُرْحًا
بشوشًا
صاخِبَ الضَّحَكاتِ
مُنذُ وُجِدتُّ
-قالوا-
لم أكُنْ
أبكي
وُلِدْتُ
مُقهْقِهًا
فَكِهًا
مُحِبًّا للحياةِ
ألا أزالُ؟
أظَلُّ أركضُ في الشّوارع غربةً
للنَّاس ضحْكاتي
ولي
وحدي
ضياعي والعذاب
للناس أن يتبسّموا
حولي
ولي
وحدي
أسايَ
رؤًى/سراب !
أرتاد أفراح البيوت المشرعات على
حدائق مُهجَتي
وأدور ثُمَّ أدور
أيَّةُ نحِلَّة أنا !
أدمن التّرحال مثل فراشةٍ جذلي
أغازلُ ما أشاءُ من الأمانيِّ العِذاب
{ستنال أجملهن يا المبروك}
قال لِيَ "الحنينُ" وتمتمت
شفتاهُ بالدَّعَواتِ
كان حديقةً مخضرَّةً فينانةَ البرَكاتِ
كان صديقَ أشواقي
وليًّا
مات يجذُبُهُ الغِيابُ إلى الغِياب
كان "الحنين" دَمي فغاب
كان "الحنين" أبي فغاب
كُنَّا
أنا وبساطةُ الأشياءِ من حولي
نُجيدُ براءةَ النّجوى
وندرك سِرَّ أنْ...
نستنجب الأفراحَ أغنيةً
وأمنيةً
تُضيءُ سليلةَ الحُزُنِ المُذاب
متنقِّلًا
بين الحسان
أوزِّعُ الضَّحَكات والغَمَزات
أيُّ فراشةٍ أنا !
أُرسِلُ الآهاتِ حرَّى:
{آ ناس الحلـااااة
آ ناس الحِلَّة
أنا مكتول في حوش العمدة
آ ناس الحِلَّة
آ ناس الحِلَّة
أنا مكتول في حوش عوض الله
آ ناس الحِلَّة
أنا مكتول في حوش ناس بلة}
وأعود في أعراسِهِنَّ
رسالةَ البشرى
إلى
بورٍ يباب
"ستنالُ أجملَهُنَّ"
قال لِيَ "الحنين"
وسار مُبتَسِمًا
وأمعن في الغياب
كان "الحنين" رفيق آمالي وآلامي
وأمعن في الغياب
للناس ضحَكاتي
ولي
وحدي
أسايَ
وللصَّبايا
ما يُرِدْنَ لدى الغدير حبيبِهِنَّ
و"نعمة" الأمنِيَّة السَّمراء
أجمَلهُنَّ
تنظرُني
برانِيَتَينِ حانِيَتَينِ غاضِبَتَينِ
تزجرُني
أُحلِّق في سماوات رحاب
يا "نعمة":
الأشياءُ أبسطُ من
مكابدة التّفكُّرِ في جواب
يا "نعمة":
الأشواقُ أقسى منك
لا .. بل.. أنتِ أقسى منك
بل.. لا صخرَ .. أقسى منك
يا
أحنى عذاب مُستَطاب
يا "نعمة" التَّسبي.. بعينيها .. رجالًا
كلُّهم زهوٌ
وقد
خضعت
لِسطوَةِ سحرِها الطّاغي
الرّغاب
يا نُعمُ:
ما أنا غيرُ درويشٍ
رمَتهُ مقلتاكِ بنظرةٍ غضبى فغاب
يا نُعمُ:
ما أنا غيرُ مجنونٍ
أعي..
ما لا يعي العُقَلاءُ للدُّنيا
وأُدرِكُ أنَّ خُضرَتَها .. يباب
وماءُ زينتها رهاب
يا نُعمُ:
حبًّا فيكِ أسمو
فيكِ أفتحُ للمحبَّة .. ألفَ باب
يا نُعمُ:
حبًّا فيكِ طابَ أسايَ
والأفراحُ مُنذُ أتيتِ
ضمَّتني
وحِضنُكِ لي المآب
يا "نعمة":
-العيدُ انتِظارُ إشارةٍ منكِ
-الحبورُ مدى رِضاكِ
-الوجدُ سِرُّ تفرُّدي
إذ فيكِ طاب
-والحزنُ!
-مَهْ
ما لي أغازِلُ كلَّ فاتِنةٍ
وحينَ أراكِ لا أقوى على
رَدِّ الجواب
يا نُعمُ:
أين هو "الحنينُ"؟
رفيقُ أحزاني
أبي
شيخي
وليُّ الله
وحَّدني
ووحَّد بي
أراهُ سما
ونال مُنى الثّواب
أوَّاهُ أين هو "الحنين"
يقول لي:
{ستنال أجملهنّ يا المبروكُ}
برَّحَ بي.. نواكِ
ولم أعد أقوى
أفِرُّ إليكِ منكِ
ولا إياب
{ستنال أجملهنّ يا المبروكُ}
و"نعمة" الأمنيَّةُ السَّمراءُ
أجمَلُهُنَّ
تنظُرُني
برانِيَتَينِ حانِيَتَينِ غاضِبَتَينِ
تهفو
أستمِدُّ تفرُّدي
منها
فأسمو
في سمواتٍ رحاب
{آآآ ناس الحِلَّة
آ ناس الحلّااااة
أنا
أنا مكتول في حوش أهل الله}
2001م
*القصيدة مستوحاة من رواية(عرس الزّين) للأديب العظيم/ الطّيِّب صالح
*كتب ما بين القوسين بالدارجة السّودانية نقلا عن الرّواية
مارس 2005م
آ ناس الحِلَّة
أنا
أنا مكتول في حوش أهل الله
آناس الحِلَّة
أ نا مكتو......}
وأظَلُّ أركضُ في شوارع غربتي
جُرْحًا
بشوشًا
صاخِبَ الضَّحَكاتِ
مُنذُ وُجِدتُّ
-قالوا-
لم أكُنْ
أبكي
وُلِدْتُ
مُقهْقِهًا
فَكِهًا
مُحِبًّا للحياةِ
ألا أزالُ؟
أظَلُّ أركضُ في الشّوارع غربةً
للنَّاس ضحْكاتي
ولي
وحدي
ضياعي والعذاب
للناس أن يتبسّموا
حولي
ولي
وحدي
أسايَ
رؤًى/سراب !
أرتاد أفراح البيوت المشرعات على
حدائق مُهجَتي
وأدور ثُمَّ أدور
أيَّةُ نحِلَّة أنا !
أدمن التّرحال مثل فراشةٍ جذلي
أغازلُ ما أشاءُ من الأمانيِّ العِذاب
{ستنال أجملهن يا المبروك}
قال لِيَ "الحنينُ" وتمتمت
شفتاهُ بالدَّعَواتِ
كان حديقةً مخضرَّةً فينانةَ البرَكاتِ
كان صديقَ أشواقي
وليًّا
مات يجذُبُهُ الغِيابُ إلى الغِياب
كان "الحنين" دَمي فغاب
كان "الحنين" أبي فغاب
كُنَّا
أنا وبساطةُ الأشياءِ من حولي
نُجيدُ براءةَ النّجوى
وندرك سِرَّ أنْ...
نستنجب الأفراحَ أغنيةً
وأمنيةً
تُضيءُ سليلةَ الحُزُنِ المُذاب
متنقِّلًا
بين الحسان
أوزِّعُ الضَّحَكات والغَمَزات
أيُّ فراشةٍ أنا !
أُرسِلُ الآهاتِ حرَّى:
{آ ناس الحلـااااة
آ ناس الحِلَّة
أنا مكتول في حوش العمدة
آ ناس الحِلَّة
آ ناس الحِلَّة
أنا مكتول في حوش عوض الله
آ ناس الحِلَّة
أنا مكتول في حوش ناس بلة}
وأعود في أعراسِهِنَّ
رسالةَ البشرى
إلى
بورٍ يباب
"ستنالُ أجملَهُنَّ"
قال لِيَ "الحنين"
وسار مُبتَسِمًا
وأمعن في الغياب
كان "الحنين" رفيق آمالي وآلامي
وأمعن في الغياب
للناس ضحَكاتي
ولي
وحدي
أسايَ
وللصَّبايا
ما يُرِدْنَ لدى الغدير حبيبِهِنَّ
و"نعمة" الأمنِيَّة السَّمراء
أجمَلهُنَّ
تنظرُني
برانِيَتَينِ حانِيَتَينِ غاضِبَتَينِ
تزجرُني
أُحلِّق في سماوات رحاب
يا "نعمة":
الأشياءُ أبسطُ من
مكابدة التّفكُّرِ في جواب
يا "نعمة":
الأشواقُ أقسى منك
لا .. بل.. أنتِ أقسى منك
بل.. لا صخرَ .. أقسى منك
يا
أحنى عذاب مُستَطاب
يا "نعمة" التَّسبي.. بعينيها .. رجالًا
كلُّهم زهوٌ
وقد
خضعت
لِسطوَةِ سحرِها الطّاغي
الرّغاب
يا نُعمُ:
ما أنا غيرُ درويشٍ
رمَتهُ مقلتاكِ بنظرةٍ غضبى فغاب
يا نُعمُ:
ما أنا غيرُ مجنونٍ
أعي..
ما لا يعي العُقَلاءُ للدُّنيا
وأُدرِكُ أنَّ خُضرَتَها .. يباب
وماءُ زينتها رهاب
يا نُعمُ:
حبًّا فيكِ أسمو
فيكِ أفتحُ للمحبَّة .. ألفَ باب
يا نُعمُ:
حبًّا فيكِ طابَ أسايَ
والأفراحُ مُنذُ أتيتِ
ضمَّتني
وحِضنُكِ لي المآب
يا "نعمة":
-العيدُ انتِظارُ إشارةٍ منكِ
-الحبورُ مدى رِضاكِ
-الوجدُ سِرُّ تفرُّدي
إذ فيكِ طاب
-والحزنُ!
-مَهْ
ما لي أغازِلُ كلَّ فاتِنةٍ
وحينَ أراكِ لا أقوى على
رَدِّ الجواب
يا نُعمُ:
أين هو "الحنينُ"؟
رفيقُ أحزاني
أبي
شيخي
وليُّ الله
وحَّدني
ووحَّد بي
أراهُ سما
ونال مُنى الثّواب
أوَّاهُ أين هو "الحنين"
يقول لي:
{ستنال أجملهنّ يا المبروكُ}
برَّحَ بي.. نواكِ
ولم أعد أقوى
أفِرُّ إليكِ منكِ
ولا إياب
{ستنال أجملهنّ يا المبروكُ}
و"نعمة" الأمنيَّةُ السَّمراءُ
أجمَلُهُنَّ
تنظُرُني
برانِيَتَينِ حانِيَتَينِ غاضِبَتَينِ
تهفو
أستمِدُّ تفرُّدي
منها
فأسمو
في سمواتٍ رحاب
{آآآ ناس الحِلَّة
آ ناس الحلّااااة
أنا
أنا مكتول في حوش أهل الله}
2001م
*القصيدة مستوحاة من رواية(عرس الزّين) للأديب العظيم/ الطّيِّب صالح
*كتب ما بين القوسين بالدارجة السّودانية نقلا عن الرّواية
مارس 2005م