مبارك وساط - نصـرٌ مؤكّـد

أثناء مرورنا وسط الأشجار، أَزَحْتُ
ستائرَ عن أعشاش، وابْتسمْتُ للعصافير ، فأبْدَتْ
بَرَمَها... مع ذلك
أنا فرحان.
مارية التي لم تنم جيّدا البارحة تبدو
مرهقة. ثمّ ها صديقتُها
القديمة، الفراشةُ ذات النّظرة
التّائهة، تتوقّف
قُرْبَ طاولتنا
تُقدّمُ لها أقلامَ رصاص
ومارية لا تُخرجُ من جِزْدانِها أوراقاً
بلْ ترسم عيون سيكلوبات
وأنوفَ مُهَرِّجين
على طرف قميصي!
مع هذا، فأنا
في أتمّ السّرور.
كما أنّ ظلي بدأ يثوخ في طمْيِ المرآة، ولن
أتمكّنَ من إخراجِه قبل
الغروب
وصحيفةُ " الكونُ غداً" قالتْ
سيُحاكمُون حتّى الرّيح
وقد بدؤوا برفع الحصانة عنها
وثمّة عجوز بقربي وقفتْ
وبدأتْ ترقص
فاندلق من أكمامها شلال حبر
على حذائي الرّياضي الأبيض! مع هذا
أنا فرحان فرحان:
ذلك أنّي سأمضي إلى الملعب على الفَور
وأنّي واثِقٌ من أنّ النّصر سيكون
من نصيب "دينامو البَرْنُوصِي"
في مباراته ضدّ أخطر فريق
للهياكل
العظميّة في كلّ العُصور.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دينامو البرنوصي: فريق كرة قدم متَخَيَّل. أمّا البرنوصي، فاسم حيّ فعلي بالدار البيضاء (كازبلانكا).
القصيدة من مجموعة "رجل يبتسم للعصافير"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى