مرفت يس - فقدان..

نظرة عينية المتكررة على حائط غرفة المعيشة ، كلما انفرد بنفسه فيها ، كانت مثار دهشتي لسنوات عديدة ، على الحائط صورة معلقة لشاب يشبهه تماما ، اقطع نظرته تلك وارتمي فى حضنه بدلال طفولي، أغمر وجهه بالقبلات فيتحول بعينيه نحوي.ويضمني أكثر
فى المدرسة أخبرتنا مدرسة اللغة العربية فور عودتنا من عطلة يوم الثلاثاء عن سبب الإجازة وحكت لنا أن اليوم ذكرى انتصارنا فى السادس من أكتوبر على العدو ، ذكرت تفاصيل استقبلناها بشغف ونحن ننصت لها، شردت وقتها في الصورة المعلقة على حائط غرفة المعيشة والتي ينظر لها أبي بأسى وبعيون تمتليء بالدموع ، كلما انفرد بنفسه .
عدت للمنزل هذا اليوم ، وأنا أصرخ في ذهول
_أبي أنت محارب؟
المدرسة حكت لنا عن حرب أكتوبر نفس التاريخ المكتوب على صورتك على الحائط.
رفعني على ركبتيه واحتضنني ،ولم ينطق بكلمة واحدة.
وأصبحت أنظر للصورة بفخر شديد، لكن لم افهم سر نظرة أبي الحزينة .
كبرت ونسيت أمر الصورة وسر نظرته، حتى كان يوم وفاته، رأيت شخصا يشبهه جدا، يمد يده ليصافحني وهو يردد:أنا أخوك
انصرفت من أمامه وانتزعت الصورة من مكانها وجلست على مقعد أبي أبكي....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى