كتاب كامل علي صالح المصري - قصة الحب الاعمي كامله

قصة اهل الحب الأعمى

البــــــــــــــارت 1

الحسناء و الثعبان

صالح الشاب ذو الثلاثة والعشرين عاما بينما كان عائدا من السوق باتجاه منزله الخاوي يمشي بانكسار في الطريق المتلوي ينظر الى حيث تستقر قدميه يفكر بحياته البائسة التي تمر بلا طعم يتذكر حينما كان يمشي في نفس الطريق برفقه اصدقاء طفلته جميعهم اصبحوا الان متزوجين اعمال واطفال و مشاريع تملئ حياتهم . قفز على جدول الماء الصغير ليمشي على حافة المزرعة الواسعة وفي تلك اللحظة يسمع صراخ شابه وسط المزرعة .

انتبه لحظه وحدد مكان الصوت وغاص بين الزروع .

حتى وصل الى جوارها . ليقف خلفه شابة كحوريه من السماء جالسه بجوار كومة علف وهي تضع يديها على عينيها . وتصرخ بلا شعور .

تمعن النظر حولها يبحث عن شيء يخيفها لم يجد شيء ثم تنحنح ولكنها لم تسمع صوته وبقيت تصرخ بخوف .انزعج من صوتها العالي وقال :

- صلي على النبي يا بنت مالش ؟

صمتت جميله وهي تنظر خلسه من خلال اصابعها .ثم اشارت بيدها الى كومة العلف وقالت :

- الحنش .

اقترب صالح من كومة العلف و اخذ يفتش عن الثعبان و هو يقول :

- وين الحنش هذا ؟

انتبهت جميله لنفسها و اعادت اصلاح طرحتها لتستر شعرها وقالت :

- كان بين العلف .انتبه يلقصك .

- ما بش حاجه يمكن خاف من صياحش وهرب .

وقف ينظر اليها مبتسما وهي تقول :

  • قلت لك فجعني كيفما اصيح !
  • يمعن النظر اليها ويقول :
  • معقول الحنش يسخى يلمس هذا الجمال كله ؟
  • تنظر اليه بازداء وتقول باحراج :
  • قلي ايش اذي اداك لاهانا ؟
  • جيت انقذش من الحنش يا عسل .
  • تسلم .لكن مابيعجنيش كلامك هذا .
  • تصدقي هذا الحنش ما بش عند ابوه ذوق انا لو حنش كنت لقصتش اطعم دمش العسل .
  • قلت لك ما بيعنيش خبرك .رح لك من هانا .
  • ليش ؟
- انا خايفك منك اكثر مما كنت خايفه من الحنش.

يعطيها قاروره الماء التي كانت بحوزته ويقول :

- طيب اشربي اشربي . ولا تخافي مني ولا حاجه .

تنظر الى الماء ثم تنظر اليه ثم تخطف الماء وتشرب كل ما تبقى في قاروره الماء دفعة واحده .

ينظر اليها صالح وهي تعطيه قاروره الماء الفارغه وتقول :

- تسلم . الله يسقيك من حوض الجنه .

يخذ صالح القاروره من يدها ويرميها ويقول :

- انا اسمي صالح وانتي بسمش ؟

تنحنى تاخذ الحبل لتربط العلف وكأنها غير مهمته بسؤاله وهو يضيف :

- ليش ما تقولي بسمش يعني ما يقطعش فيش العيش والملح .

تنظر اليه جميله بضيق وتقول :

- اسمي جميله بنت مهيوب ولا تفكر انك قد اديت لي شربه ماء قد عد تصاحبني . لكن افهم ورح لك من هانا قبلما احد يشوفك .

- وليش خايفه لاحد يشوفني معش ؟

- الناس بيفهموا غلط يا صالح .

- يفهموا اللي يفهموا الحنش هذا مرسل من عند الله يجي يفجعش من اجل اتعرف عليش .

تتضايق جميله وتقول :

- اااف والله انك ملغج .

ثم تحمل كومة العلف على راسه و صالح يساعدها في رفع الحزمه على راسها ويقول :

- جميله . قسم بالله العظيم انش عجبتيني واشتي اجي اخطبش من ابوش .

تنظر اليه بصمت ثم تغادر المكان . وهي تبتسم .

وتمشي باتجاه البيت وهي تقول في نفسها :

- يمكن صدق الله ارسل هذا الحنش من اجل يجي صالح هذا يتعرف عليا ولا من اجل ينقذني من الشيبه صاحب الدكان هذا اذي ابي يشتي يزوجني به غصب عني .





قصة اهل الحب الاعمى

تأليف علي صالح المصري

البـــــــــــارت 2

العصفورة الاسطورية

دخلت الشمس خلف جبل السوق واختفت ودخل صالح الى غرفته الوحيدة التي تبعد عن منزل اخوه عشرات الامتار . واندس في فراشه وهو يبتسم ويتذكر تلك الصدفة التي جمعته بجميله الفتاه الجميلة التي احتلت كل زوايا روحه . واغلق صالح عينيه ونام بعمق فيما تسللت الاحلام الى عقله كما تسلل ضوء القمر الى غرفته عبر تلك النافذة الصغيرة التي يرقد بجوارها . كان صالح يحرك راسه وكانه يقاوم كابوس .

لقد شاهد جميله في نفس المزرعة وهي تصرخ بقوه وحينما اسرع لنجدتها وجدها ترتمي جثه هامده فاقترب منها وحينما مد يده ليلمسها . تحولت جميله الى عصفوره ملونه وطارت في السماء

فلحق بها يجري صالح بين المزارع حتى وصل الى قمة جبل عالية وبقي ينظر الى العصفورة مندهشا و هي تحمل كرة بيضاء كجوهره تشع نورا تضيء السماء وفجأة حلقت حولها الصقور الجارحة والنسور وطاردتها في السماء ثم حاصرتها الطيور الكثيرة فاستسلمت العصفورة الصغيرة الجميلة و سقطت تلك الجوهرة من يديها وسقطت العصفورة وبقيت تهوي على الارض

وصالح يجري بين المنحدرات يحاول الوصول اليها قبل ان ترتطم بالأرض . وبالفعل سقطت العصفورة على يديه وامسك بها وبقي يحركها بين يديها ولكنها جثة بلا روح و هو يصيح :

  • جميله جميله.
  • استيقظ صالح مذعورا من هذا الكابوس اللعين ولكن ادرك انها رؤيا وقد تتحقق .


وفي صباح اليوم التالي كانت جميله في نفس المزرعة تقوم بعملها في جمع العلف وتهنهن تغني بصوت خافت .

وقف صالح خلفها وقال :

  • صباح الخير يا عصفوره ...
التفتت جميله قائلة بغرابه :

  • صباح النور ... ايش قصدك بالعصفوره
انتبه صالح لحديثه وقال بتلعثم :

- العصفوره ...آآآ ولا ولا حاجه - كان ليش بتقلي يا عصفوره

- لا خلاص بس اشتي اقولش خلاص لا عاد تقلقيش من الشيبه صاحب الدكان .

- وانت ايش عرفك بصاحب الدكان .

- انا عرفت كل حاجه . ولا تقلقي انا جاهز وعد اجي اقابل ابوش واكلمه بالموضوع .

- طيب قلي من اللي كلمك ؟

- مرة ثانيه واقولش .

- والعصفورة هذه ايش قصتها ؟ شكلك نبشت اسرار بيتنا ولا انا داريه .

- لا لا ولا اسرار ولا حاجه .

- كان قلي ايش حكاية العصفورة .



- لا خلاص عد اقول لش ايش حكايه العصفوره .

امسك صالح يديها بدلال وبقي يسرد لها الحكاية التي رآها في منامه وحينما اكمل صالح حديثه كانت جميله جاثيه على ركبتيها تاركه ذراعيها بين كفيه .افلتتها وهي تسأله قائله :

- وانت ناوي تقتلني ياصالح .

- ايش بتقولي يامجنونه هذا كابوس .

نهضت جميله وهي تسمع صوت امها تناديها من وسط النبات وقبل ان تجيب اقترحت قائله

ــ هذه امي جت مع السلامه .

ــ خلاص خاطرش يا جميله غدوه اكمل لش الحكاية .

بقيت جمبله تتشاغل بجمع العلف وادركت ان امها التي اقتربت منها قد عرفت ان صالح كان معها تأكدت من ذلك حينما شاهدته يخرج من اطراف المزرعه ثم التفت الى جميله وسألتها

ــ من الذي كان عندش ؟

اجابت جميله بأنكار فاشل:

ـــ ماحد كان عندي

- وهذك من هو؟ - وانا ما عرفني من هو .او اذا حد مشى من هانا قلتوا انه كان عندي.

تداعت جميلة الغباء وهي تنظر مع امها في اثره واضافت تؤكد لامها ـ مش عارفه من هذا!.

قالت ذلك لتخدع امها التي ضحكت وقالت بحزم مشبوه

ـ هذا صالح .ايش كان يفعل هانا ؟

ــ صالح من يامه؟ صلي على النبي ماعيجي يفعل عندي ؟؟

قالت عبارتها وهي تمارس عملها كأن الامر لا يهمها لكن الأم لحقت بها وامسكت بقناعها حتى انكشف شعرها وقالت بحزم ملوحه بيدها الى طرف المزرعة :

ــ قلت لش الا كان هانا يا جميله ؟

  • وانا قلت لش ما حد كان عندي ولا..
  • قاطعتها الام وشدت بشعرها بقسوة وقالت :
  • قلت لش بطلي الكذب ياجميله .































  • اهل الحب الأعمى
  • البـــــــــــــارت 3
  • مقتل الثعبان

  • امسكت جميله على يد امها المشدوده على شعرها وقالت كأنها تستغيث :
  • ــ فلتي شعري يامه انا فداء لش .
  • ارخت الام يدها مشفقة عليها وهي ترى ابنتها باكيه وقالت تستدرجها بعد صمت قصير :
  • ــ جميله انا حاسسه ان به حاجه بينش وبين صالح. لكن قلي لي وانا اساعدش انتي بنتي يا جميله .
  • نكست جميله رأسها الى الارض وقالت بصوت تخنقه الدموع .
  • ــ و انتي عارفه يامه انكم تشتوا تظلموني
  • ــ احنا نشتي نظلمش !! ؟
  • رفعت جميله راسها تنظر الى امها وقالت بحنق :
  • ــ و لما تشتوا تزوجوني غصب على واحد شيبه مش ظلم يا مه ؟؟
  • امسك الام بيد ابنتها وقالت تحاول تهدئتها :
  • ــ يابنتي هذا نصيبش من الله مش احنا الي نشتي نظلمش .
  • ــ انا داريه انتوا تكرهوني يا مه .لكن انا عد اخلصكم مني ,انا عد اقتل نفسي على سب ترتاحوا مني
  • - تقتلي نفسش ليش ؟ ما تقتل نفسها الا البنت المفضوحه . ما انتي ياسين عليش . صلي على النبي واحمد الله هذا نصيبش واذي هو مقدر لش من الله عتخذيه .
  • - لا يامه نصيبي قد جاء ورفضتوه واخترتوا لي رجال شيبه بخيل لكن انا عد اختار الموت ولا اختار هذا الشيبه.
  • - ايش قصدش ؟ - اذا ماوافقتوش على صالح انا عد اقتل نفسي
  • - صالح من؟؟!!
  • - صالح الذي ريتيه قبل شويه. انذهلت الام واردفت محاوله استدراج ابنتها للصواب
  • - جميله اعقلي يابنت.... قاطعتها جميله :
  • - لاتحاوليش يامه انا قد كلمت ابي لكن ابي لطمني وقال عيقتلني لو ازيد احاكيه .قلت له الحقيقه لايرجع يبكي فوق قبري ويقل جميله قتلت نفسها .
  • - من غير شر عليش يابنتي . من غير شر عليش
  • بكت جميله وارتمت على صدر امها التي ضمتها الى صدرها وقالت :
  • - لا ياجميله لايابنتي لاتفكريش بالموت انا عد اكلم ابوش .يلا نروح يابنتي . ..
  • كما ودعت الشمس ذلك الوادي ودعته جميله بنظره حزن عميق وشوق محرق وكأنها تقول للنبات ودعي صالح نيابه عني وقولي له طابت ليلتك

  • في الثامنة مساء كانت في غرفتها شارده بذهنها تنظر من نافذتها الصغيرة الى القمر وهو يندس وراء السحب تفكر في امها هل ستنجح في اقناعه .وقبل بزوغ الفجر نامت جميله لست ساعات متكاملة حتى وثبت الام تصحيها
  • - هيا يابنتي .هيا قومي
  • نهضت جميله تفرك عينها وقالت:
  • - مافعلتي يامه
  • اطلقت الام نهده ممزوجة بالخيبة والالم ,,
  • - ابوش يابنتي اناني مايعرف حب ولا عواطف وما يهمه الا الفلوس وبس
  • - خلاص يامه احسبي ان جميله ماتت من اليوم
  • - ايش بتقلي يابنتي جننتيني بالكلام هذا
  • - ولا اجننش ولا حاجه ..
  • قالتها جميله وانحنت ترفع فراشها لتخرج سكين صغير سددتها الى صدرها .لكن يد رحيمه كانت اسرع من قرارها رمت بالسكين من يد ابنتها ثم قالت تؤنبها :
  • - مالش يامجنونه ماتشتي تفعلي ,مامعي بعد الله الا انتي واختش
  • انحنت الام على ابنتها الباكيه واضافت قائلة :
  • - اعقلي يا بنتي اعقلي ,
  • - خليني يامه اخلص نفسي من هذا العذاب .
  • ضمتها الام بشده الى صدرها وقالت بصوت بخنقه الدموع :
  • قلي تشتي تخلصي عليا انا والكل يا جميله . اسمعي يا جميله والله لو تفعلي بنفسش حاجه لا احرم العيشه بعدش واموت بعدش .
  • رفعت جميله راسها من على صدر امها وقالت كأنها اهتدت الى حل للمشكلة :
  • - خلاص يامه اسمعي
  • - ايش اسمع يا قلبي
  • - اناااا عد ااااهرب
  • - وين عتهربي يا بنتي
  • - لا تخافيش عليا يايمه انا عد اهرب مع صالح هذا اذا انتي تشتي اعيش خليني اهرب
  • - .لا يا جميله لا ..كلها سوى تهربي بعيد ولا تقتلي نفسش كلها سوى وكيف عد اقدر اعيش وانتي بعيده مني .ياجميله
  • ترفع جميله صوتها بصوت مخنوق وتقول :
  • - كان يمه ايش افعل انا تعبت من ابي وتعبت من الدنيا كلها .
  • - اسمعي يا بنتي انا فكرت انش تهربي لاعند الشيخ وقليله بالذي تشتي .
  • انتفضت جميله لفكره امها وسألت بعد ان رأت فيها الصواب لما يحقق طلب امها منها
  • - ايوووه اهرب لاعند الشيخ؟! بس انتي متأكده ماعد يردنيش لاعندكم ؟
  • تغمز ام جميله بنصف عينها وتقول وكانها تخطط لابنتها :
  • - اشكي له وابكي . مثلما فعلت بنت حمادي الذي هربت من اخوها والشيخ سمع كلامها وزوجها بابن عمه.فجأة تدخل فاطمه عليهما تنظر الى جميله وقالت :
  • - مالش ياجميله ,مابه يامه ؟
  • - تاعبه شويه.سيري انتي الوادي ادي علف

  • فكر صالح بزياره الوادي ليلتقي بجميله ويسألها عما حدث معها حين داهمتها امها بين اشجار الذره لكن انتظاره طال واستمد به القلق لان جميله لم تخرج طوال اليوم حيث كانت اختها قد جاءت لجلب العلف عرف ذلك حينما تكرر الموقف وكانه لا يصدق الصدف انه يسمع الان صراخ فتاة خائفة ينبعث من وسط المزرعه .اسرع صالح ناحيه الصوت واقفا خلف الفتاة المذعورة امام ثعبان يقترب ناحيتها وفي حين يآست من النجاة سقط حجر صغير على رأس الثعبان الصقته بالأرض ,التفتت الفتاة وابتسمت شاكره ثم سألت :
  • - اسمك صالح اشار برأسه مجيبا وهو يتفحص الشبه الذي بينها وبين اختها الا انها اصغر من جميله واكثر ذكاء اكدت له ذلك وهي تقول :
  • - انت طيب يا صالح وبديتك الان كانك ملاك نزل من السماء ينقذ حياتي .
  • لكنه ضل صامتا اشبه بتمثال من الرخام و لم يعلق على كلامها يشيح بنظراته الى الثعبان هاربا من ان يخونه ثباته ويمسك بذراعيها كما يفعل مع اختها ثم رمقها بنظره اخرى اكثر جاذبيه وذهب .

  • ***
  • فيما كانت جميله جالسه مع امها تقول لها الاخيرة
  • - اهربي باليل احسن .

  • قطع حديثها دخول فاطمه التي قالت:
  • - يوه يمه كنت مت اليوم في المزرعة .
  • الام تلتفت الى فاطمة وتسألها بذعر :
  • - ايش حصل يا فاطمة ؟
  • - قديه صادقه جميله يمه لما بتقل لكم الحنش عيرجع يقتل واحده مننا .و لوما صالح يامه ماكنت رجعت اليوم الا ميته .
  • - من صالح هذا؟
  • - صالح الذي قالت لش عليه جميله والله انسان طيب يامه والله انه بدأ عليا كانه ملاك نزل من السماء جاء ينقذني .
  • .وتنهدت جميله وتنهدت الام هي الاخرى وهمهمت بكلام وكأنها تقول :
  • - الله يصيبك يا صالح جننتني وجننت بناتي .
  • ***




  • اهل الحب الاعمى
  • الليلة الداميه
  • البــــــــــــــــــارت4
  • استلقى صالح على فراشه في غرفته الوحيدة المنفردة عن منزل اخوته .كان صالح يتونس بضوء القمر المتسلل عبر النافذة ونسيم الطبيعة الذي يمر عبر الباب المفتوح وغاب القمر وغاب ذهن صالح مستغرقا في النوم لكن نومه لم يدم طويلا ولم يشعر بذلك الشبح الاسود الذي دخل الغرفة واغلق الباب والتقط المسدس الذي وضعه صالح بجانبه قبل ان ينام ,ربما يريد ان يقضي على حياه صالح الذي لم يستيقظ حتى الان.
  • استيقظ صالح مذعورا و لم يصدق ان فوهه مسدس تلتصق بجبهته وانتفض بمهاره عالية كأنه ينفض اشباح الموت عن عنقه ,نهض واختطف المسدس بسرعه ليوجهه ناحيه الشبح القابع امامه الا ان تكه الصوت الذي احدثه الزناد اثار ضحكة الشبح العالية لان تكة صوت المسدس خيبت آمال صاحبه .
  • انحنى صالح ليلتقط مصباح الجيب (الكشاف)ووجه الضوء ناحية الشبح وتأكد ان صاحب الضحكة المألوفة هي جميله صاح مستغربا:
  • - جميله!!
  • - ايوه مالك خايف ؟؟او خايف مني ؟
  • - لا ,لكن ما الذي اداش ذلحين ؟!
  • - انا عد اقل لك ما لذي اداني
  • جلست الى جوار النافذة الصغيرة وقالت وصالح جاثي على ركبتيه امامها وهي تقول :
  • - اتفقت انا وامي اهرب ل بيت الشيخ.
  • انذعر صالح مستفهما وقال :
  • - لا بيت الشيخ؟!
  • - ايوه
  • - ليش مابه ؟
  • - ابي يشتي يزوجني على صاحب الدكان وانا حلفت لاقتل نفسي ولا اتزوجه .
  • - اسمعي يا جميله ارض الله واسعه ,نهرب انا و انتي ونتزوج بعيد ونعيش بعيد
  • - لا يا صالح انا مقدرش افلت امي .انا عد اهرب لا عند الشيخ و اقوله ان ابي يشتي يزوجني غصب والشيخ عيزوجني بالذي اوافق عليه انا .وانا عد اخارك انت ونتزوج واجلس قريبه من امي .
  • - كم عتجلسي في بيت الشيخ؟
  • - مدري, انت ما عليك الا تجي الى عند الشيخ وتطلب يدي منه
  • - كيف مدري ؟ وانتي عارفه ان بيت الشيخ ملان رجال وما...
  • قاطعته جميله قائله :
  • - هذا الذي جيت الى عندك من اجله .

  • فتحت جميله النافذة ونظرت من خلالها الى السماء وقالت بصوت شاعري :
  • الله ما احلى الجو مع المطر .
  • غلقي الطاقه لا يدخل المطر .
  • تأخذ جميله نفسا عميقا من الهواء وتقول بحزن :
  • لا خلني اشم الهواء الله العالم ازيد اعيش او اموت هذه الليلة .
  • جلس صالح الى جوارها وهو يقول :
  • من غير شر يا جميله لا تقوليش هكذا .
  • كشفت جميله وجهها الذي يتوهج وشعرها الذهبي وصالح يتأمل جمالها من خلال ضوء البرق الذي يتسلل عبر النافذة ليزيد من جمالها بريقا, ادركت ذلك ثم فرت شفتيها ببسمه خافته وتابعت قائلة :
  • - صالح ...انا كان عد اعيش في جنه الدنيا لو.....
  • - لو ايش ؟
  • - لو صدقت كلام ماجد ابن الشيخ لكن...
  • قطعت حديثها وهي تلاحظ غضبه الظاهر في اتساع عينيه وفمه المشدود الذي فضحه ضوء البرق وتأكدت اكثر من قوله :
  • - يحبش ؟؟؟
  • - لا اطمن ماجد ما بيحبنيش لكن كان بيعاكسني ولو صدقته كان عيتزوجني
  • - كيف يتزوجش والفرق وهو داري انكم مش انتو قبايل مثلهم.
  • - كنت عد اقدر اتصرف .
  • بعد صمت قصير وصالح يكبح غيرته في جوفه قال :
  • - اسمعي يا جميله ...لا تهربيش لبيت الشيخ
  • - لا يا صالح ...اذا بتحبني صدق فمصلحتي ومصلحتك اني اهرب الى عند الشيخ
  • - وايش عيقلوا الناس ؟
  • - يقلوا ما قالوا المهم انت . لاني عد افعل هذا كله من اجلك
  • كانت جميله تنتظر ان يتفرقع رعد اكثر اخافه لتنطلق الى صدره متظاهرة بالخوف قبل ان يشتد الصراع وتمنت ان يتفرقع ولو رعد بسيط لكن املها خاب وصالح يقول بغضب
  • - انا عد اقتل ماجد لو تهربي عندهم
  • - لا يا صالح انا ما قلت لك الا على من اجل تعرف كل حاجه وبعدين انا ما عد اسلمش نفسي لماجد
  • في تلك اللحظة تفرقع رعد مخيف فادركت انه القدر قد انقذها
  • تظاهرت بالخوف وهي ترتمي على صدر صالح احس بالمسئولية عن حمايتها وهو يضع يديه حول عنقها .ارتعش جسده وهو يفتل شعرها بيديه ,ارتعد عقله عندما نظرت الى عينيه وقالت :
  • - صالح انا لك والا للموت
  • ****
  • مرت نصف ساعه حمراء في غرفة صالح انقضت بين رغبات مكبوتة وحلم مجنون سلمت فيه جميله اغلى ما تملكه لحبيبها .
  • ***
  • نهض صالح وكأن ضوء القمر قد اعلق النار في وجهه ليتناول مسدسه والصق فوهته على صدره وهو يقول بندم :
  • - انا جبان انا ولا حاجه .انا غلطت في حقش يا جميله لكن انا عد اقتل نفسي من اجل ارضيش
  • مسحت جميله دموعها بسرعه حتى تمكنت من رؤيته في ضوء الفجر الخافت واختطفت المسدس في نفس اللحظة التي ضغط فيها الزناد وقد توسطت فوهة المسدس حاجبي جميله .
  • ارتمت على الارض صارخه ورمى صالح بالمسدس وانحنى عليها ملهوف وكأنه قد وقع في النار التى خرجت من فهوة المسدس تلك الومضة النارية التي رآها على وجه جميله .وضع يده على خدها المجروح واحس بالدماء تنزف صاح باكيا وهو يحصر ثواني حياته المتبقية يبحث فيها عن مسدسه .امسك صالح المسدس والتفت ينظر الى جميله وهو يضغط الزناد .نهضت جميله بسرعه ترتمي عليه لتزيح المسدس عن صدره وصاحت :
  • - لا ياصالح انا بخير
  • في نفس اللحظة التي ضغط فيها صالح على الزناد ادرك صالح انه اخطأ الظن كما اخطأت الرصاصة موقع القلب فحبيبته على قيد الحياة .امسك صالح على كتفه قائلا :
  • - اربطي لي ...اربطي لي
  • لم تدرك موقع الرصاصة تماما لان ثيابه كانت ممتلئة بالدماء الا انها اهتدت ان الجرح في ذراعه الايسر وبسرعه اخذت الشماغ (الشال) ومزقته ثم لوتها على ذراعه ثم تناولت قناعها ولوته على رأسها وخرجت .رآها صالح وهي تغلق الباب ثم رفع يده المبللة بالدماء وضرب بها على وجهه ندما وكأنه لم يصدق ما حصل .
  • تسابقت جميله مع حلول ضوء الفجر لتقف امام بوابة منزل الشيخ تحدق جميله في لون البوابة الاحمر التي رات فيها دماء صالح وهي تشعر بسريان رعشه خوف شديده تسري في اوردتها مترددة وهمت ان تطرق الباب لكنها رفعت يدها تقول في نفسها :
  • - لو يموت صالح ....
  • لم يترك لها الصوت المرتفع من منارة المسجد باذان الفجر فرصه للتفكير في صالح وخافت ان يخرج الشيخ الى المسجد وهي واقفه على الباب. طرقت الباب .بخوف شديد
  • بكت جميله لشدة حيرتها بماذا ستخبرهم حينما يفتح الباب
  • دقائق مضت وكأنها دهر حتى انفتح الباب ولم تستوضح من خلف دموعها لتحدد من الشخص الذي فتح الباب الا حينما تكلمت ام ماجد زوجة الشيخ تلك المرأة الاربعينية الهادئة وهي تقول باندهاش :
  • جميله ؟!! ماذي اداش في هذا الوقت ؟
  • وجميلة تنظر اليها بصمت وبعد صمت قصير وكل واحدة تنظر الى الثانيه بصمت رهيب حاولت ام ماجد ان تقتل الصمت الغريب قبل ان يقتلهما معا وقالت مستفهمه :
  • مالش يابنتي ؟ قلي لي ايش به ؟
  • ارتمت جميلة على صدر ام ماجد باكيه . واحتضنتها ام ماجد ثم ادخلتها الى غرفة ابنتها اماني .
  • بقيت جميله ملتصقه بأم ماجد وهي تحث الخطاء الى حيث تقودها ام ماجد تلك العجوز الأربعينية التي تسلسلت رائحة ملابسها الى انف جميله كأنها رائحة امها لا فرق اطمأنت جميله وهي تدخل بها بهدوء وحذر الى غرفة ابنتها اماني جلست جميله على كنبه بجوار سرير اماني حيث اشارت لها ام ماجد بالجلوس ثم غادرت المكان واغلقت الباب خلفها . اهتزت جميله بعد ان سمعت صوت الباب يغلق خلف ام ماجد . والقت نظره فاحصه على الفتاة النائمة والتي يحتضنها لحاف قطني جميل وكأنها زهره بيضاء يحتويها اللحاف خمنت جميله عمرها في الرابعة عشر من العمر . ابتسمت جميله وهي تنظر الى اماني بأعجاب شديد ولكن ابتسامها لم تدم طويلا حيث شعرت بوخز الجرح الذي على وجهها و ادركت ان عليها ان تفكر في نفسها الآن وما الذي ستقوله للشيخ ابو ماجد انه حتما سيحضر الآن وقد ربما لا يقتنع .
  • وتذكرت خلود ابنت عم اماني التي تشبهها بعض الشيء لقد زوجها الشيخ ابو ماجد بأبنه الأكبر صادق بعدما اصاب الجنون ابو خلود لقد ارغم الشيخ ابنه صادق وابنة اخوه على الزواج خوفا على الميراث . اطلقت جميله نهده عالية وهي تقول في نفسها :
  • اوووووه. ليش ما ذكرت هذه الحكاية من قبلما اجي هانا .ذحين ايش اقل للشيخ ؟!! اقوله ان ابي يشتي يزوجني غصب وانا اشتي اتزوج صالح الونش
  • ثم تضرب على راسها وتضيف تلعن نفسها :
  • شلو عقلش ياجميله ما رحمش بنت اخوه ولا ابنه كيف عيرحم جميله بنت مهيوب .





























  • قصة اهل الحب الأعمى
  • البـــــــارت 5
  • رصاصة طائشة
  • تأليف علي صالح المصري
  • لقد كانت ليلة داميه بالنسبة لصالح الذي اخذ نفسه و غادر غرفته الصغيره باتجاه السوق ليستنجد بالطبيب المحلي في سوق البلد كان صالح يتوقع ان العيادة الصغيرة قد اغلقها ابو حياة الطبيب الوحيد في تلك المنطقة ولكنه قرر ان يخرج لاكثر من سبب . عالج ذراعه الايسر المصاب بطلق ناري في تلك العيادة الصغيرة الوحيدة في تلك المنطقة واثناء عودته كان يعلم ان ام جميله ستواجه ليلة صعبه بسبب ابنتها ,اقترب صالح من منزل مهيوب وبقي يتنصت لتلك الاصوات العالية المختلطة داخل المنزل الشعبي الصغير . حيث سمع مهيوب يصرخ قائلا :
  • - حرام وطلاق من راسش يا تقيه لو جميله مش في بيت خالها لقتلها .
  • - قلت لك قوم ارقد وخلني حالي يكفيني الذي فيني يا مهيوب .
  • - كله بسببش يا تقيه كل انتي ذي خليتي بناتي يتمردين عليا .
  • - انت سبب الدبور كله انت الذي تشته تخطي قولك على الناس كلهم.قلت يا مهيوب هذه حياتها وهي اخبر قلت ماشي مابلا تمشي قولك. لكن قوم ارقد وخل الليله هذه تمشي على خير .
  • ابتعد صالح من جوار باب البيت وهو يسمع مهيوب يصيح :
  • - انا عد اخرج من البيت بكله لكن بيننا الصبح يا تقيه .
  • اطلق صالح نهده عالية و انسحب يغادر المكان قبل ان يخرج مهيوب ويشاهده .
  • وبقي يمشي في الطريق الصغير المنحدر من جوار منزل مهيوب .بلا هدى ولا سراج منير وهو يمسك بيده على جرح كتفه . لكن طريقة لم يكن مفروشا بالورد ولم يكن مختلف عن باقي ايام حياته . لقد تعثر صالح بشجره شوكيه صغيره وسقط على الارض .
  • ولم يدرك ان مهيوب قد خرج من المنزل ولحق به دون قصد .التفت صالح بخوف مرير وهو يسمع صوت مهيوب يقول :
  • - من انت ييييييه .
  • لم يكن امام صالح الا ان يجمع شتات نفسه ويجري بصمت حتى لا يعرف مهيوب من يكون .
  • امسك صالح بأحكام على كتفه وانطلق كالرصاصة التي انطلقت من بندقية مهيوب خلفه .
  • لحسن حظ صالح اخطأت الرصاصة ظهره وشاهدها تلمع في صخره كانت امامه بأمتار . واصل صالح طريقة بمشقه حتى تجاوز الخطر وعاد الى غرفته .ليرمي بنفسه على فراشه الذي لم يقبله حتى شعشع الصباح
  • ***
  • لقد كانت جميله محقه هي وصالح وحدهما يؤمنان بالحب اما الشيخ الكلاسيكي الخمسيني لا يعرف معنى الحب والعواطف حتى وان استخدمت دموعها في اقناعه فلن تفلح ورأت جميله خيبتها كما رات ضوء الشمس يغزو نافذة غرفة اماني .. وقررت جميله ان تستخدم الخداع لتنجو بنفسها ومن هذه اللحظة قررت المجازفة و قد تنجح الحيلة مع الشيخ اذا نجحت مع زوجته التي فتحت الباب ودخلت وفي يدها صحن به ثلاثة اكواب مملؤة بقهوة البن التي يمتاز بها الريف اليمني وجلست ام ماجد بجوار جميله وهي تنظر الى الجرح الذي بوجهها وسالتها قالتها ؟
  • - ماهو هذا الجرح يا بنتي ؟ ما وقع بش ؟
  • وضعت جميله يدها على وجهها وقالت :
  • - ابي يا عمه ضربني ووو ..
  • وقطعت جميله حديثها بالبكاء . كانت اماني تسمع الحوار بصمت وتتظاهر بانها نائمه و قد شدها بكاء جميله لتنهض وتسألها وماذا بعد لكن اماني صمتت و هي تعلم ان امها لن تترك جميله حتى تحكي لها كل شيء ولم يخب ضن اماني فقد سالتها امها وقالت :
  • - ايش حصل يا جميله قلي لي انا مثل امش لا تخافي .
  • اختنقت جميله بالحروف وهي تجيب :
  • - ابي ضربني وكان . وكان يشتي يغتصبني .
  • سقط الصحن من يد ام ماجد وادركت جميله شدة الصدمة على ام ماجد وعلى اماني التي انتفضت من سريرها وكأن وجهها منحوت من الصخر وهي تقترب من جميله تنظر الى الجرح الذي في وجهها وسألتها قائله :
  • - وهذا الجرح منه ؟
  • لم تجب جميله واكتفت بهضم الدموع و ام ماجد تجمع الزجاج المتطاير على ارض الغرفة وتقول في نفسها :
  • - اعوذ بالله والوقت الذي قد وصلنا له . ايش هذا الجنان ؟؟
  • ثم التفت ام ماجد الى ابنتها وقالت :
  • - اماني قومي ادي بن ما انا خلاص ما عد احمل نفسي .
  • - خليني يمه اجارح لجميله مش وقت القهوه .
قصة اهل الحب الاعمى

البــــــــــارت 6

الخوف من المجهول


  • تقوم اماني بفتح درج دولاب صغير يقبع الى جوار سريرها وتخرج قطن و اسبرت (مطهر كحولي ) و لاصق صغير وتقوم بتنظيف الجرح وعلقت قالت :
  • امانه يا جميله ابوش هذا يستاهل القتل .
  • لا يا اماني مهما كان هو اب ما حد يرضي ان ابوه يموت .
  • في نفس الوقت سمعت صوت ام ماجد تقول بصوت مرتفع :
  • اماني قلي لجميله تجاوب الشيخ .
  • الان يمه الان .
  • نهضت جميله وتقدمت باتجاه الباب ولكنها ترددت والتفت الى اماني وقالت :
  • اماني تعالي معي انا خايفه .
  • حاضر .
  • كانت جميله ترتعد خوفا وهي تمشي في الممر المؤدي الى غرفة الشيخ الخاصة .
  • ودخلت اماني ودخلت خلفها جميله ونظرت الى الشيخ وبدأ ضربات قلبها تهدئ بعض الشيء حينما استلطفت الشيخ من خلال ملامح وجهه وهدوءه وهو يشرب البن, خمنت جميله عمره في الخمسين من خلال تجاعيد وجهه و شعر راسه ولحيته المخلوط بالبياض . لكن ضربات قلبها ارتفت من جديد حينما رمق اماني ابنته بنظرة حاده وقال :
  • وانتي ما اذي ادى ابوش قومي غرفتش يالله .
  • انتفضت اماني وغادرت المجلس بصمت . وبقيت جميله تعصر اصابعها وتشعر وكان الدماء تتجمد في عروقها خوفا من ان يطلب منها الشيخ ان تشرح له القصه او يسألها نفس السؤال الذي سألتها ام ماجد لكن الحياة دبت في روحها من جديد حينما وضع الكأس ونظر اليها وقال :
  • هو صدق حصل الذي قالت لي ام ماجد ؟
  • انقذتها دموعها واكتفت بهز راسها خوفا من ادانة ابوها الذي ادانه الشيخ بنفسه وعلق قائلا :
  • كله عمل امش تقيه لو انها قد كلمتني انه بيسكر داخل البيت ان قد قرصت اذنه وفعلت درس حالي لكن كلكم ساكتين وهذي النتيجه .
  • قلي لي من كان عندش عندما ...
  • ما حد الا انا في البيت .
  • هز الشيخ راسه وادركت جميله يتوعد بالانتقام لها و اكد ضنها حينما قال :
  • ذحين ايش تشتي مني افعل به ؟
بماذا ستجيب وما العقاب الذي ستختاره لأبوها . ادهشها سؤاله جدا ولم تنجو من عذاب الضمير .هل تختار قتله او حبسه وتعذيبه ؟؟

وهل الجزاء من جنس العمل لم يكن امامها الا ان تتقن الدور تفكر في نفسها لقد ركعت عند اقدام ابوها ليتراجع عن قراراته التي تخص حياتها لقد هددت بانها ستقتل نفسها لقد استنفذت كل الوسائل لتردع ابوها عن قراره ولكن صرامته وقسوته جعلها تستخدم كيد النساء وان كيدهن عظيم انتشلها الشيخ من شرودها وتفكيرها العقيم وهو يقول :

  • هاه ايش قلتي ؟
لم تستطيع الرد وساعدتها دموعها على تجاوز الموقف حتى دخلت ام ماجد فارتمت على صدرها باكيه .والشيخ ابو ماجد ينظر اليها ثم قال:

  • دخليها هذه الجنيه عند اماني وقلي لماجد يجي لعندي .
  • اخدتها ام ماجد وخرجت بها الى غرفة اماني . ارتمت جميله على السرير تفكر ما الذي سيحل بأبوها من عقاب لم يكن امامها الا تدس وجهها تحت المخدة وتنتجع باكيه نزفت الكثير من الدموع .اعتدلت وهي تسمع اماني تدخل الى الغرفة وتجلس على الكنبة المجاورة للنافذة .و طلبت منها ان تشاركها القهوة . مسحت جميله دموعها و اخذت كاس البن ورشفت رشفه صغيره لكنها لم تستطيع بلعها وبقيت صامته تراقب اماني التي فتحت النافذة وجلست تشرب القهوة
  • ونسيم الصباح المعطر يمر عبر النافذة يدغدغ خدها الابيض بخصلة شعرها الحريري الناعم
  • وضعت اماني الكاس على النافذة وقالت :
  • طيب اقوم انضف لش الجرح انا قلت اخليه مفتوح لما ابي يشوفه .
  • هزت جميله راسها مستسلمة لأي قرار تتخذه فيها العائلة الجديدة التي اقتحمت حياتهم بقصة غريبة من نوعها لأجل الحب .
  • نهضت اماني لتأخذ القطن والديتول من جديد ثم انحنت تجارح خد جميله . التي تقشعرت حينما وضعت اماني الديتول على خدها .لكنها صمتت متذكره جراح صالح .
  • واخذت اماني الجفت وتخيلت شهقتها وهي تنزع ما يستحق النزع الا انها فوجئت بصمتها التام ودموعها التي غسلت المطهر ...
  • ***




















قصة اهل الحب الاعمى

البـــــــــــارت 7

الصدمه


تأليف علي صالح المصري

  • في ديوان البلد توقف الشيخ ينظر الى الرجل الاسمر اللون بعينيه المحمرتين وشكله المرعوب وهو بجانب محمد يوسف ومحسن الحاج وابنه ماجد. اقترب الشيخ منه لكن رائحه الويسكي التي انبعثت منه دفعت الشيخ ان يسد له صفعه .انذهل ثلاثتهم وهم يرون الرجل يهوي بجنبيته على صدر الشيخ ويقول شاتما:
  • يابن الكلب
  • استدار الشيخ نصف دوره يتفادى ضربته لتقع على كتفه بعدما يأس من نجده رجاله الذين انهالوا على الرجل ضربا وبسرعه اخذ ماجد غترته يلويها على كتف ابوه وهو يقول :
  • محمد يوسف ابي عنده سكر عينزف دمه كله
  • التفت محمد يوسف وهو يسدد ضربه قويه بكعب البندقية الى رأس الرجل ليغمى عليه تماما وعلق قائلا:
  • - بزوه الحبس واحنا نسعف ابو ماجد
  • - بسرعه يا ماجد بسرعه
  • انذعرت ام ماجد عندما فتحت الباب وهي ترى الشاش مطويه على كتف زوجها والدماء على ثيابه سألت قائله :
  • - مالك ؟ما وقع بك ؟ ما وقع بأبوك يا ماجد
  • - جرح بسيط ...قالها ماجد وهو يدخل ابوه الى غرفته ولحقته الام وكذلك اماني وجميله وهبت اماني تسأل ابوها :
  • - مالك يابه
  • انذعرت جميله وهي تتذكر ما حصل ليله البارحة الا انها انتبهت لماجد وهو يقول :
  • طعنه ابوها
  • التفتت اماني تنظر بغضب وصاحت :
  • - ابوش يا بنت الكلب ..كل هذا بسببش يا بنت الكلب
  • - ابي !!؟؟ قالتها جميله وهي تحس بالحرج
  • - اماني ..جميله ما لهاش ذنب ...قالها ماجد
  • احست اماني بوخزه الم وهي تنظر الى ماجد الذي ينظر الى جميله متسائلا عن الجرح ومالذي غير ملامحها الى هذا الشحوب متذكرا قبل ايام وهو يقف امامها عند ينبوع الماء وهو يقول لها :
  • - جميله .عتصدقيني لو اقول لش حاجه ....انا احبش يا جميله واشتي ....
  • - وانا مش مصدقه لك
  • - ليش؟؟
  • - انت ابن الشيخ يا ماجد وما يصلح ابن الشيخ يتزوج ببنت جزار و ...
  • - انا حبيت جميله وبس .
  • قال جملته محطما الارقام القياسية بين الغني والفقير والشيخ والرعية والقبيلي وصاحب المهنة
  • بعد اربع ساعات قضتها جميله في النوم اعتدلت على الفراش ورات سرير اماني مرتب ونهضت ترتب فراشها ثم جلست على النافذة تتطلع ناحيه الزنزانه التي يقبع فيها ابوها قائله في نفسها :
  • سامحني يا به انا غلطت ومافكرت فيك ولا فيما عيحصل لك .لكن انت السبب سامحني يا به
  • اكتشفت اماني حالة جميله المتوترة وهي تدخل الغرفة فسألتها جميله اولا:
  • - كيف حال الشيخ يا اماني ؟
  • - ابي بخير وابوش قد معه حقه ومن زايد قالتها اماني متصوره ابتسامه جميله لكنها فوجئت باضطرابها وهي تعلق :
  • - ابي!!ما وقع به ؟
  • - مالش يا جميله او خايفه عليه ؟
  • - ابي يستاهل لكن ما بقي فيه؟
  • - بقي له ضربه في راسه قال الدكتور انه ما بيقدرش يتكلم
  • شهقت جميله مفجوعة لكنها تلاشت الموقف مستفهمه :
  • - يعني ابي عيموت
  • - يموت والا يعيش المهم ابي يا جميله- ثم اضافت باكيه
  • – سمعت ماجد بيقول ان حاله ابي اخطر من حالته .
  • امسكت جميله بكتفها وقالت تهدئها :
  • - لا تصدقيش يا اماني ابوش بخير وانتي قد ريتي الجرح بعينش .هيا نسير نزوره
  • - ابي في ديوان البلد وعنده ناس من المجلس المحلي
  • ***
  • كان صالح في غرفته يشعر بألم في قلبه خوفا على جميله اكثر من المه من الجرح الذي على كتفه اعتدل في جلسته وهو يرى اخوه سمير يدخل عليه وبيده صحن رز ودجاج وضعهما جانبا وقال :
  • يالله يا صالح قوم اتغدا .
  • شابع يا خي .
  • رفع سمير صوته وقال :
  • شابع من ايش قوم اتغدا.
  • نهض صالح وجلس بجوار اخوه سمير على المائدة البسيطة .وسمير ينظر الى كتف صالح المتضخم وقال :
  • مالك ايش حصل لك ؟
  • تلعثم صالح وهو يقول :
  • امس وانا في طريقي خطيت من جنب صدام وسمعت صوت طلقه رصاص وما حسيت بنفسي الا والدم بينزف .
  • مادام الرصاصه من بيت اذن صدام هو الذي اطلق عليك الرصاص .انا داري بصدام هو مغرض لنا صدام بيدور بالميراث حق امه ؟ وليش ما تجي تقلي يا حمار ليش ؟
  • ايش اقل لك يالله اسعفت نفسي لعند ابو حياة جارح لي ورجعت تاعب رقدت .
  • اسمع يا صالح قوم اتغدا ونسير سوى الشيخ يحكم لك. اما صدام قسما بالله ما سارت له .
  • ***



قصة اهل الحب الاعمى

  • البــــــــــــارت 8
  • الحيلة الفاشلة
  • في ديوان البلد بدى صالح مصفر الوجه نحيل الجسد وهو بجانب الشيخ وشديد الشبه به في جلسته وهو مخزن يجلس على جانبه الايمن كما يجلس الشيخ بسبب الجروح بينما جميع الحاضرون يتكؤون على يسارهم بداء الشيخ بالحديث :
  • - احنا الاثنين سواء لكن انا غريمي موجود وانت منو غريمك ياصالح
  • كان صالح يفكر بان يلقي بالتهمة على ماجد ليتخلص من ماجد خوفا على جميله التي اصبحت قريبه منه وفي منزله . ولكن صالح ادرك ان الشيخ لن يحكم على ابنه بشيء ولن تسير الامور لصالحه وقال :
  • - وانا غريمي موجود واعرفه مثلما اعرف نفسي .
  • ابتسم سمير الشقيق الاكبر لصالح وصالح يحدق بين الحاضرين ينظر الى صدام ابن اخته المنزوي بجانب ماجد ابن الشيخ
  • بقي صالح ينظر في الحاضرين واحد واحد . والشيخ ابو ماجد يحدق في الحضور محتار من سيختار صالح .اتسعت عيني الشيخ وهو ينظر الى ماجد المتواري خلف دخان السيجارة الا ان صالح انقذ الموقف قائلا:
  • - انا غريم نفسي يابو ماجد
  • يقول ابو ماجد بارتياح وكأنه كان يشك في ابنه ايضا :
  • - اهااا الحمد لله خرجنا من مشكله
  • انتفض سمير الاخ الاكبر لصالح وقال غاضبا :
  • انت كذاب يا صالح غريمك موجود بين الحاضرين. لكن مادام ضيعت حقك ورخصت دمك انا مقاطع لك ولا انت اخي ولا اعرفك
  • كان شقيق صالح الاكبر يريد ان يستغل ليرمي التهمه على ابن اخته لكي يتخلص منه لأنه كان يطالب بنصيب امه التي هي شقيقته وشقيقه صالح
  • احس صالح بوخزه الم رهيبة وهو يودع شقيقه الذي يغادر المجلس وخرج الشيخ ايضا .وبقي ماجد ينظر الى صالح وقد ادرك ماجد مدى حزن صالح الذي فقد اخوه فانتقل ماجد للجلوس مكان الشيخ ليجلس بالقرب من صالح ويسأله :
  • ايش الحكايه يا صالح ..اخوك يقول مدري من اطلق عليك رصاص وانت تقول انت غريم نفسك
  • اسند صالح ظهره الى الجدار وقال بعد زفره خافته :
  • اخي كان يشتي اظلم انسان بريء وانا لا يمكن اظلم احد حتى ولو اخي ظلمني وقاطع مخوتي
  • اشعل ماجد لفافه سيجاره وسأل :
  • - ايش قصدك
  • - اخي كان يشتي استغل الفرصة واتهم صدام ابن اخته لأنه بيطالب بنصيب امه حقها الذي قسم لها الله
  • نفث ماجد دخان السيجارة الكثيف وعلق قائلا :
  • - ما عليك يا صالح انا اخوك بدل اخوك
  • - الله يخليك يا ماجد.. انت اكثر من اخ
  • ***
  • خرجت جميله واماني الى حوش منزل الشيخ الكبير وتسللت من امام باب ديوان البلد المقابل لحوش منزل الشيخ واتجهتا ناحية الزنزانة توقفت اماني امام الزنزانة واشارت لجميله وقال :
  • هذه الزنزانه ابوش داخل اوقفي عند الباب وعتشوفيه من الفتحه الصغيره .
  • وانتي ما عتجيش معي .
  • لا . عد ارجع غرفتي وانتي شوفي ابوش وارجعي بسرعه وانتبهي حد يشوفش
  • اسرعت جميله الى جوار الباب وشاهدت ابوها داخل الزنزانة نائم على فرش صغير .فأجهشت بالبكاء وغادرت المكان بسرعه .
  • قصة اهل الحب الاعمى
الزنزانة اللعينة

البــــــــــــــارت 9


في المساء طلبت ام ماجد من ابنها ان يأخذها الى عيادة الطبيب ابو حياة لأنها تشعر بالدوار . فطلب ماجد من اخته اماني ان تتجهز هي الاخرى لتخرج مع امها ونزل هو بسرعه و بقى ينتظرهم في السيارة .

***

في المساء كان مهيوب ينظر بغرابه الى الجدران الاربعة الضيقة التي تحيط به في زنزانة كئيبة كهذه وكأنه لم يتصور ما الذي جلبه الى هذه الغرفه المظلمة وهو يطوف بها قلقا يقف مرة بجانب الشباك الصغير الذي يشع منه ضوء القمر واخرى يقف بجوار الباب الحديدي ذو الفتحة الصغيرة المغلق بإحكام وهو يقول في نفسه :

- ماذي اداني لاهانا .

يمسك على مقدمة راسه يشعر بصداع ضخم يحدث نفسه قائلا:

- الخمر اعمتني وخلتني شيخ وانا مهيوب الجزار . ليش طعنت الشيخ وايش فعلت من نثره . اللللللله والدبور الذي حلق فوق راسي .

بقي يضرب على راسه ندما وهو ينسحب بظهره على الباب ببطء وبقي يندب حظه اللعين اوقف انفاسه وهو يسمع هدير محرك السيارة في الجانب الخلفي للزنزانة وقبل ان يضيع صوت السيارة كان قد سمع صوت امرأة تقول :

- غلقي البوابة يا جميله .

اتسعت حدقتي عينيه وهو يتساءل :

- جميله بنت من ؟؟ او هي جميله بنتي ؟!!

شعر مهيوب بالعطش الشديد ونهض ينظر من فتحت الباب الصغيرة التي يأخذ منها المساجين طعامهم وهو ينتظر ظهور الفتاة التي تجتهد في اغلاق البوابة الضخمة وقرر ان يناديها بالاسم الذي سمعه قبل قليل وصاح يناديها :

- ي.. جمـ ..

لكن صوته ظهر متقطع ادرك انه اصبح ابكم ولا يستطيع الكلام .

التفت جميله الى مصدر الصوت و اقتربت منه ببطء شديد وكأنها لم تتخيل انها سترى ابوها صاحب الجسد الضخم في هذا الموقف لم تتخيل انها سترى في عينيه الذل وفي جرح راسه الهوان لم تصدق ان ابوها صاحب الصوت الجهوري اصبح ابكم لم تصدق ان ابوها الرجل الصارم العنيف اصبح ضعيف الى هذا الحد .

انهارت دموعها وهي تشاهد حركات يديه وهو يصيح بصوته الابكم .

- ما ,ما .

ادركت جميله انه يطلب الماء فهزت راسها متمته .

واتجهت جميله الى داخل المنزل تمشي ببطء وكأنها اقدامها لم تقوى على حملها من اثر الصدمة و في عقلها يدور الحديث تحدث نفسها قائلة :

- ااح اح انا السبب في الذي حصل لك يا مهيوب لكن انت السبب في الذي حصل كله لكن يكفيك الذي حصل فيك .وانا هذه فرصتي اكفر عن ذنبي واخرجك من الزنزانه .لكن لو حد يدرى اني الذي خرجتك اكيد بتكون نهايتي .لكن يحصل اللي يحصل المهم ابي يخرج .يمكن ما القاش فرصه احسن من هذه الشيخ راقد في غرفته وماجد وامه وأخته خرجوا ورجال الشيخ ساروا عند العرس .

انهت تفكيرها وهي تدخل بلا شعور الى غرفة الشيخ الخاصة شاهدته وهو مستلقى على السرير ووجهه الى الجدار ولم تدري ان كان نائما ام لا . لكنها تظاهرت بانها تهتم بشئونه وهي تقترب منه تغطي راسه بالملايه الرقيقة التي يتغطى بها دائما .

ثم انحنت تفتح الدرج القابع الى جوار سريره بحذر شديد وهي تنظر الى الشيخ والتقطت المفاتيح ببطء وقبل ان تغلق الدرج قذف الشيخ بالملاية واعتدل ينظر اليها وسألها بحزم :

- ايش تشتي من المفاتيح يا جميله ؟؟

اندهشت جميله لدهاء الشيخ وهي تتلعثم بالجواب ولم تدري تسأل نفسها هل عرف الشيخ بنيتها ام ماذا يقصد تماما بحركته هذه . لقد تصرفت بكل ثقه كما لو انها ابنته اماني .استعادت انفاسها وهي تجيب :

- اغلق البوابه .

- اهاه !! وكيف عرفتي ان هذه المفاتيح حق البوابه ؟

تلعثمت جميله وهي تجيب :

- مممم منش عارفه بشي لكن .لكن قلت بدل ما ازعجك اجرب بهولا المفاتيح .

- طيب وين المفاتيح الثانيات ؟

- مدري يمكن مع ماجد ؟ لكن خلاص اذا ماتشتيش اغلق البوابه خلاص لما يجي ماجد يغلقها .

- واين سار ماجد ؟

- سارو يسعفوا عمتي ام ماجد .

ادركت انه شك في صدقها وهو يقول :

- خلاص قلي لاماني تنزل معش .

- اماني سارت معاهم مابش احد الا انا في البيت .

اطلقت نهده وكانها اخرجت نفس الموت من صدرها واستعادت ثقتها بنفسها والشيخ يعود الى سريره بطريقه عفويه وقال :

- يالله انزلي غلقي البوابه لكن بسرعه .

اسرعت جميلة بالخروج لتقف بخفة في الحوش تراقب نافذة غرفة الشيخ التي تحتل الطابق الثاني ثم واصلت سيرها متوقفه بسرعه عند باب الزنزانة وبسرعة ما ادرات المفتاح دفعت الباب وهمست تشير لابوها بالخروج :

- اخرج بسرعه اخرج .











































قصة اهل الحب الاعمى

المكافئة الغبية

البـــــــــــارت 10


اسرعت جميلة بالخروج لتقف بخفة في الحوش تراقب نافذة غرفة الشيخ التي تحتل الطابق الثاني ثم واصلت سيرها متوقفه بسرعه عند باب الزنزانة وبسرعة ما أدارت المفتاح دفعت الباب وهمست تشير لأبوها بالخروج :

- اخرج بسرعه اخرج .

اتسع ميناء عيني مهيوب وهو ينظر الى الفتاه اليافعة ويتسأل من تكون هذه الفتاة التي انقذته ولماذا ؟ ولكن الجواب جاء صدمة بالنسبة له وهي تقترب من اذنه وتقول :

- انا جميله بنتك اهرب يابه بعيد لاحد يشوفك . الشيخ ابو ماجد عنده سكر لو يموت رجاله عيقتلوك . يالله اخرج بسرعه لاحد يشوفك .

تخيلت جميله ان والدها الذي رفع يديه المقيدتين بالحديد سيقبلها لانها انقذته ولكن قبلته جاءت على الطريقة كما تعتاد منه .لقد هوت يديه بضربه قويه على راسها القتها ارضا .

تركت المفاتيح في باب الزنزانه وزحفت الى جوار البوابه وسقطت على الارض .

لقد استحسنت جميله القبلة الدامية لأنها ستخفف عليها من اسئلة الشيخ واتهاماته لها.

***

اعتدل الشيخ في سريره ينظر الى ساعة يده وقد ادرك ان جميله تاخرت الكثير و لكنه انتفض من مكانه وقد استشعر الخطر والتقط بندقيته المعلقه على جدار الغرفة وهبط الدرج وهو يصيح :

- جميله

- جميله اين انتي يا بنت ؟

وبسرعة ما نزل كانت سرعت توقفه اكبر حينما خرج الى الحوش وهو يصيح :

- جميلـ ...

قطع صراخه وهو ينظر الى جميله ممتده على الارض بجوار البوابه اقترب ناحيتها ينظر الى جبينها الغارق في الدماء ثم وجه سلاحه الى هنا وهناك ينظر الى باب الزنزانة المفتوح .

تفقد الحوش ادرك ان احد ما قد داهم المنزل و وكانت جميله هي الضحية

ثم انحنى على جميله يهزها ويصيح :

- جميله . جميله مالش ما حصل لش ؟ يعني قتلوش من اجل يخرجوا الكلب من الزنزانة . وين الحرس والله ما سارت لهم . قومي يابنتي قومي .

كانت جميله غائبة عن الوعي فلم يكن امامه الا ان يحملها الى الداخل .ثم اسرع الى ليجلب الماء ويرش به على وجه جميله التي فاقت تنظر يمنه ويسره ثم تغطي نفسها وهي تصيح :

- لا تلمسني لا تلمسني .

- لا تخافي يا بنتي لا تخافي .

ثم يمزق غترته التي يضعها عادة على راسه وعلق قائلا :

- الحمد لله انش بخير .

ثم جلس الى جوارها يلوي القماش على راسها ثم سألها :

- من الذي فعل بش هكذا ؟

- مدري اول ما وصلت عند البوابة ماحسيت الا بضربه في راسي ومعد شفت حاجه .

- لا تقلقي يا بنتي ولا حاجه هذولا خبرة ابوش مهيوب هجموا على البيت من اجل يخرجوه من الزنزانة .لكن كيف عرفوا ان هذه مفاتيح الزنزانة .

- مدري انا خايفة لا تشك بي يا شيخ لكن والله ..

قاطعها قائلا :

- لا لا انا قصدي ان واحد من الحراسه متامر عليا . اسمعي قومي بعدي يالله بسرعه .

ولم تتوقع جميله ان يكون الشيخ الخمسيني بهذه الخفة وهو يصعد الدرج الى الدور الثاني ثم يدخل الى غرفته يجلب بندقية اخرى ثم يعطيها لجميله ويقول :

- تعالى بعدي .

صعد الدرج الى السطوح وصعدت جميله خلفه وهي تمسك بالبندقية لاول مرة وهي تشاهد الشيخ يخفي نفسه خلف الجدار الصغير الذي بني على حافة السطح على شكل متارس لمثل هذا الموقف اخفي الشيخ نفسه وهو يوجه فوهة بندقيته الى حوش المنزل ببراعة وكانه محارب من الطراز الاول وشار لها بالجلوس بجوار الجدار الاخر في الزاوية الاخرى من السطح و هو يعلمها ان تفعل كما يفعل هو . وبقي الشيخ وجميله يراقبان أي حركة تحدث ليفتحوا عليها النار .

***

في سوق البلد توقف ماجد بسيارته الرافور امام العيادة الصغيرة ولاحظت اماني توتره وهو يدير السيارة بعكس الاتجاه وسألته قائلة :

- ايش به يا ماجد ؟

- العياده مغلقه .

اطلقت ام ماجد انينها وهي تقول بقلق :

- وكيف ع يقع بي لو عاد انا مريضه قوي اموت وما القى من يعالجني ؟

يعلق ماجد قائلا :

- عيستر الله يمه مايقع شي .

- انا قلت لك شلني لاعند الشيخ يفعل لي حرز ويقرأ لي قران وخلاص .

- يمه الشيخ هذا كذاب لوهو يقدر يعالج ان قد عالج رجله العرجاء .

- ولو يا ولدي هولاء مشايخ والناس مستعقدين بهم لا تكن تتمسخر عليهم .

لم ينبس ماجد بحرف واحد وتابع يقود السياره بسرعة في منعطفات الجبل الاغبر الذي يقلم منعطفاته ضوء القمر الباهت . وقبل ان تصل السيارة الى البيت وعلى بعد كيلو متر تقريبا . تبدد وجه اماني وامها الى ذرات خوف مرير وماجد يطفئ محرك السياره ويجهز مسدسه وهم يسمعون صوت زخات من الرصاص تنهمر على السيارة من ناحية منزلهم نفسه

بكت اماني وصاحت وهي تضع راسها على صدر امها .

- يوه يمه عنموت يمه عنموت .

اجابت الام بحسره وكانها لا تهتم للموقف وتقول :

- لا تخافيش يابنتي لي ثلاثين سنه وانا عايشه في هذه الخوف ولا مت ولا ارتحت .

نزل ماجد من السياره يتفقد مصدر الرصاص ويدور حول السياره ثم اطل عليهن براسه من نافذه السياره وقال بصوت حازم :

- اصصص اختبين خلف الكرسي وبس .

انسحبت اماني بجسمها وعينيها تحلق الى حافة الطريق حيث اشياء واقفه على حافة الطريق وكانها شياطين بسيقان طويله ارتعدت وهي تنظر الى ماجد وقالت :

- ماجد شوف ايش الذي خلفك ؟

التفت ماجد ينظر الى خلفه ثم دخل الى السياره وقال:

- مابش حاجه لاتخا.....

قطع حديثة زخات اخرى من الرصاص وماجد ينحني ليخفي نفسه تحت المقود وبدون قصد ضغط على عجلة القياده مما جعل السيارة تطلق صفارتها .

قصة اهل الحب الاعمى

البـــــــــــــــارت 11

النجاة من الموت


كان الشيخ متمترس في السطوح يطلق الرصاص باتجاه السيارة القادمة بعناية ولكن شاهدت جميله مفاجئة صادمه حينما سمعت صوت السيارة والشيخ يرمي ببندقيته ويصيح :

- هذا صوت سيارتي !!! او قد قتلت عيالي ومرتي ؟؟؟!!

وقفت جميله في مكانه وهي مصدومة بكلامه وقالت :

- مابتقل ؟؟!!!

وقف الشيخ يضرب على راسه بندم وقلق وهو يقول :

- يالله استر انا خايف ان الرصاص وقعت فيهم هاتي الكشاف يا جميله ااشرلهم

تعطيه جميله مصباح الجيب والشيخ يوجه بضوء المصباح ناحيتهم ويقول :

- اذا عادهم بخير عيشغلوا السياره وان قد قتلتهم ...


  • قطع حديثه و هو يشاهد ضوء السيارة يشتغل من جديد . واطلق نهده ارتياح وهو يقول :
  • الحمد لله عادهم بخير .
  • ***
  • توقفت السيارة في حوش المنزل وشاهد ماجد والده وهو واقف على السطح ثم التفت الى اماني وسألها :
  • وهذك منو الذي واقف جنب ابي ؟
  • اجابت اماني بعد ضحكة خافته وهي تشاهد جميله واقفه الى جانب الشيخ وهي تلوي على راسها شماغ رجالي وفي يدها بندقيه وبدت لها كانها رجل وقالت :
  • هذك جميله .
اطلق ماجد نهده عالية ممزوجة بضحكه ندم وهو يتذكر اخوه صادق الذي طرده الشيخ قبل عامين بسبب زواجه من ابنة عمه .وقال :

  • جميله ترافق الشيخ . ايووه هكذا الذي يطرد عياله
  • نزلت اماني وامها من السيارة في صمت عميق وتولى ماجد اغلاق البوابة ولم ينسى ان يلقي نظره على الزنزانة .
  • ثم دخل الى البيت وابتسم ماجد وهو يدخل الى غرفة الشيخ الخاصة وهو يرى ابعتهم جالسين على السرير وقال وهو ينظر الى جميله :
  • والله ما انا داري ايش قالوا عصابة ابوش يا جميله لما عرفوا ان المرافقين حق ابي من الجنس الناعم مثل المرافقين حق معمر القذافي .
  • ضحكت اماني وجميله . اما الشيخ فقد استطرد الحديث قائلا :
  • بعض البنات اشجع من الرجال وانا اشتي ادرب اماني وجميله على كل حاجه .
  • علقت ام ماجد على حديثة قائلة :
  • كان معك صادق رجال وسيد الرجال لكن الطمع ...
  • بترت ام ماجد حديثها وتركت لاماني توبيخ والدها حيث قالت :
  • والله صدق يا به من يوم غصبته على الزواج من بنت عمي فلت البيت ورح له .
  • قاطعها الشيخ صائحا :
  • انا قلت يتزوج بها من اجل يحفظ المال حق عمكم لايشلوه الناس.
انسحبت جميله وادركت ان الجو عائلي لا يجب ان تبقى فيه والشيخ يراقب انسحابها ثم قال :

  • صادق عيرجع عندما يدري ان خلود بنت عمه محتاجه له .
  • لايابه خلود كرهت كل حاجه وسارت تعيش عند امها . وصادق يعلم الله في أي دوله عايش .
  • اثار الحديث الحزن في نفس ام ماجد على ابنها صادق الغائب منذ ثلاث سنوات وبكت ام ماجد بصمت .
  • وخيم صمت عقيم دام دقائق والشيخ يطلق نهده عاليه ثم فض الصمت قائلا يسأل ماجد :
  • اديت لامك علاج ؟
  • وصلنا والعيادة مغلقه .
  • وليش ما تبزها عند الشيخ يفعلها حرز ؟
  • اجاب ماجد متضايق :
  • أي شيخ يابه واي كذب.
  • ثم نهض ماجد وغادر المكان قائلا :
  • تصبحوا على خير .
  • اين عتسير ؟
  • انزل الديوان اجلس انا وصالح الونش .
***



































قصة اهل الحب الاعمى

البــــــــــــــارت 12

القهــــوة


تأليف علي صالح المصري

اشرقت الشمس في صباح يوم جديد ترتدي سترتها البيضاء المرصعة بزرقة السماء واستيقظت جميله ونزلت بخفه تنظف ديوان البلد كما اوكلت اليها المهمة ام ماجد . ولكن صوت محرك سيارة محمد يوسف التي دخلت الى الحوش اقلقها و غادرت المجلس بسرعه الى الداخل و قفت خلف الباب تتحقق من القادم . حيث شاهدت محمد يوسف بقامته القصيره وجسده الممتلئ خمنت جميله عمره في الخامسة والاربعين . نزل من سيارته وهو يحمل اوراق في يده واتجه ناحية باب البيت فأخلت جميله الطريق حتى لا يشاهدها في طريقه .

كان صالح في سيارة محمد يوسف وبقي ينظر الى جميله وهو يعرف انها خلف الباب و لكنها لم تشاهده فعض شفتيه حينما شاهدها تغادر دون ان تنتبه له . دخل محمد يوسف الى المنزل وبقي صالح ينظر الى الشكولاتة التي جلبها معه لجميله لكنه لم يتوفق في مقابلتها وبقي يفكر في حيلة ليستطيع ان يقدم لها الشوكلاته .لقد قرر ان يدس لها الشوكلاته في مكان ما في الديوان وحتما ستعثر عليها مادامت هي من تنظف الديوان

***

كان محمد يوسف وابو ماجد في غرفة الشيخ الخاصة يتناقشان حينما وضعت جميله ثلاجة القهوة والاكواب عند الباب .ونهض الشيخ ولكن محمد يوسف سبقه وهو يقول :

- مكانك يا شيخ والله ما ادي القهوه الا انا .

اسرع محمد يوسف الى جوار الباب ليأخذ القهوة و كانت نيته ان يشاهد الفتاة التي قدمت القهوة لكن امله خاب وجميله تختفي في غرفة اماني . جلب القهوة وجلس الى جوار الشيخ رشف محمد يوسف قهوته ثم وضع الكاس وقال وهو يخرج الاوراق من الظرف الذي جلبه وقال وهو يفرد الورقه امام وجه الشيخ :

- هذه الموافقه من اللجنة العلياء للانتخابات .والفوز باذن الله قريب ومحمد يوسف بعدها ...لكن لاتنسى جمالتي معك ياشيخ

- ايش تشتي افعل لك ..ادي لك فلوس ولا اخلصك من اخوك الذي بيشغلك على شان تقسيم التركه .

- لا اشتي فلوس ولا اشتي تخلصني من اخي

- كان ايش تشتي يا محمد يوسف ؟

- اشتي تزوجني يا ابو ماجد

لاحظ محمد يوسف انذهال الشيخ واضاف قائلا :

- مالك يابو ماجد ؟ او ما اعجبك الخبر ؟

- الله المستعان يا محمد يوسف.لكن ...

- لكن ايش يا شيخ ؟

- لكن اواليها وارد لك خبر .

- انا متأكد انها موافقه مادام انت موافق

- جميله وليه نفسها

اندهل محمد يوسف لرد الشيخ و قال :

- ما بتقول يا شيخ؟

صمت الجميع وماجد يدخل عليهم الغرفة .بعد ان رد عليهم التحية وجلس الى جوار محمد يوسف مد ماجد يده ليأخذ كاس البن وبقي يحدق بعينيه على الورقة التي على الطاولة ثم مط شفتيه بلامبالاة واخذ كاس البن .ادرك محمد يوسف عدم رضى ماجد بترشيح الشيخ في الانتخابات وقال بتفاخر :

- ابصرت يا ماجد ما تجيبها الا رجالها .

لكن رد ماجد جيب امله وهو يقول :

- ماكان بش لها داعي .

- ماهي اللي مابش لها داعي .ابوك عيقع عضو في المجلس المحلي قول وفعل يا ولد وانت جايا تقلي مابش لها داعي .

- ابي قدوه شيخ و ما عاد يحتاج يقع عضو في المحلي .

سحب محمد يوسف الورقة من يد ماجد واضاف يغير مجرى الحديث:

- هيا قم جاوب صالح الونش هوذك منتظر لك فوق السياره حقي .

انهى محمد يوسف كلامه وهو يقلم الورقه بين يديه ويتامل خروج ماجد .

صمت محمد يوسف يفكر في ما جاء لأجله يحدث نفسه قائلا :

- انا جيت اخطب اماني بنته مش جميله بنت مهيوب .لكن انا عد ارجع جميله الى عند ابوها من اجل يعرف ابو ماجد قدري .ههه قال ولية نفسها .

***











قصة اهل الحب الاعمى

تأليف علي صالح المصري

البـــــــــــارت 13

القنبلة المجهولة


في ديوان البلد جلس الاثنان عند ثلاجة الماء التي على النافذة وبعد ان رشف ماجد كاس الماء قال :

  • ايش رايك ياصالح ؟
  • اجاب صالح يفكك رموز سؤاله الغامض بنكته كماهي عادته وقال :
  • الراي من راي البنيه .
  • ضحكة عالية انتهت وماجد يخبط بيده على يد ماجد وقال :
  • قصدي قال محمد يوسف يترشح ابي للمجلس المحلي .
  • ومن عاد افضل من ابوك يا ماجد .
  • يا صالح ما يسبرش هذا الكلام قد الاستاذ عزيز رشح نفسه والناس موافقين عليه وبعدين عزيز شباب ومتخرج من الجامعة وقادر يقوم بالمهمه ويراجع لقريتنا على المشاريع و يقوم بواجبه اما ابي ما عد يتحملش التعب والملاحقه .
  • الصدق يا ماجد الاستاذ عزيز مسكين لا معه فلوس ولا حد بيدعمه ولا حد عيوقف معه مثل ابوك
  • وابي من بيدعمه ؟
  • ابوك يكفيه محمد يوسف .
  • مدري ايش قصته هذا محمد يوسف جالس حول ابي ولا انا داري ليش
  • ما تزعلش مني لو اقل لك الحقيقة يا ماجد ؟
  • انا والله ما حبيت فيك الا الصدق .
  • الصدق ابوك والله انه رجال جييد لكن ماينفعش يمسك المجلس المحلي ويمسك المشيخه وكيف عيتصرف بكل هذه المسئوليات كلها وثانيا ابوك ما بيقدرش يتصرف بعقل حتى في عياله .لكن قد قلت لك لا تزعل مني .
  • اااح والله ان هذه هي الحقيقه .لكن ان شاء الله يرجع اخي صادق ويترشح هو في الانتخابات .
  • في نفس الوقت كان محمد يوسف ينادي صالح من الحوش فقال صالح مقاطعا :
  • اسمع اسمع هذا صوت محمد يوسف .
  • قم ياصالح جاوب داعي خير .
  • ضحك صالح بسخريه وقال :
  • اين الخير من وجه الغراب .خاطرك .
  • خرج صالح من المجلس وشاهد محمد يوسف ينتظره في سيارته العتيقة موديل الثمانيات .ازاح صالح الكرتون الذي يحوي صور المرشح الجديد وجلس وبادر محمد يوسف قائلا وهو يعطيه بندقيه :
  • امسك هذه بندقك .
  • انذعر صالح وهو يمسك البندقية ثم نظر الى محمد يوسف بتعجب وهو يدير محرك السيارة وينطلق بسرعه مما زاد صالح ذعرا وسأله قائلا :
  • قلي اين عنسير ؟
  • التفت اليه محمديوسف وقال :
  • ليش او خايف
  • خايف ؟ لالا قل جاوع ..
  • مادام جاوع مش مشكله اول ما نوصل السوق ذكرني اشتري لك عصير وبسكويت .
  • من صدق تشتري لي عصير وبسكويت ؟!!
  • ايوه اش فيها ؟؟
  • اطلق صالح نره بعيدا وقال مازحا :
  • الللله ما احلى العصير والبسكويت يمكن قد لي من العصير ست مية سنه .
  • ضحك محمد يوسف وهو يقول :
  • خلني استضي الطريق مش وقت النكت .
  • وانت الطريق حق السوق من هانا اين عتسير ؟
  • قلت لك نسير ننسق مع القبايل يرشحو ابو ماجد ..
  • يا محمد يوسف القبايل الذي عتسير عندهم الان كلهم يشتوا يرشحوا الاستاذ عزيز .
  • نظر اليه محمد يوسف بغضب وقال وهو يضرب على البندق :
  • اين عزيز وهذه البندق لماهيه؟
  • في اثناء حوارهم كانت السيارة قد تحملت عنا النزول في منعطفات الجبل القاتم حتى وصلت الى السوق الريفي الصغير وتوقفت امام متجر صغير .نزل محمد يوسف و اشتري بسكويت وعصير ثم التفت الى صالح الذي كان جالس في السيارة يسمع اغنيه لأحمد السنيدار قل للغواني ناهبات الارواح .
  • اغلق صوت المسجله وهو يسمع محمد يوسف يصيح :
  • تعال ياصالح وهات الكرتون معاك .
  • نزل صالح واخذ معه الكرتون والبندقية واعطى الكرتون لمحمد يوسف واخذ منه العصير والبسكويت وعاد الى السيارة .



















  • قصة اهل الحب الاعمى
  • البـــــــــــارت 14
  • الحقنه الغبية
  • وبينما كان صالح يأكل ويستمتع بالأغنية التي تذكره بجميله :
  • ازعجه صياح وعراك يحدث امام المتجر البعيد ادرك ان صاحب الصوت البحوح هو صوت محمد يوسف وادرك ان صوته يدل على ارتكاب حماقه كعادته .وقبل ان ينزل من السيارة سمع صوت اطلاق نار .قال صالح بتشاؤم :
  • - اههه نثرها محمد يوسف .الله لا الحقه خير .
  • نزل صالح بسرعه باتجاه المتجر و وجد محمد يوسف يتعارك مع صاحب المتجر وقد تجمهر حولهما الناس غاص صالح وسطهم ليمسك بيد الرجل الذي يهوي بخنجره على كتف محمد يوسف وامسك يد الرجل بخفه
  • ثم سحب محمد يوسف الى الخلف وقال :
  • - اطلع فوق السياره خلنا نتخارج اليوم هذا.
  • صاح محمد يوسف بصوته البحوح :
  • - حرام لا احرج قلبه قلك نتخارج
  • ***
  • اشارت ساعة الحائط المعلقة في جدار ديوان البلد الى تمام الثامنة مساء حيث بدأ الثلاثة الرجال المحملين بالسلاح ناقمون لا يلون على شيء سوى الشر والانتقام وهم يجلسون بجانب الشيخ وابنه ماجد حيث يمثل الشيخ في تلك المنطقة القضاء والعدالة في بلاد يخيم عليها الجهل كما يخيم السحاب الممطر على سماء المنطقة .اقترب احدهم من الشيخ وهو يضع بندقيته امام الشيخ وقال :
  • - اسمع يا شيخ احنا مسكنا نفوسنا و ربطنا على قلوبنا بالصبر وجينا الى عندك مش خوف من بني راحج ولا قل حيله عبد الله الحاج قتله الدكتور ابو حياه بابره في حقه العياده والناس كلهم شاهدين انه دخل للعياده بخير الا حبه مهدئ وقام ضرب له ابره قتلته . ذلحين ما هو رايك ؟
  • - والله انكم عاقلين و رجال مواقف يا بو عادل وانا عد اطلب بني راجح يحكموا ونحل المشكله .
  • - واحنا على يدك يا شيخ حل المشكله قبلما تكبر .
  • - خلاص اتركوا لي عشره ايام وانا اقربهم ونشوف حل للمشكله .
  • - لك ثلاثة ايام يا شيخ .ومن بعدها انا مقدر امسك بني الحاج من دم غريمهم
  • - يا محسن الحاج قلت لك عشره ايام .وبعدى الدكتور ابو حياة قد هرب معد معاك الا تصبر والصبر واجب .
  • قاطعة محسن الحاج وقال :
  • - حتى ولو هارب انت تقدر تقربه من الجن يا شيخ .
  • - كيف يا محسن الحاج ؟
  • - احبس ابوه واخوته لما يدوه .
  • دخل صالح الى الديوان ودخل خلفه محمد يوسف وكأن محمد يوسف قد سمع كل مادار بينهم من حديث وقال :
  • - لا يا محسن الحاج ما يسبرش هكذا .
  • ثم اصاف وهو يجلس بجانب الشيخ ثم التفت الى صالح وقال:
  • - هات البندق ياصالح .
  • اخذ البندق من صالح و وضعها امام الشيخ وقال :
  • - اسمع يا محسن الحاج انت موقفك مشرف و انا قد قمت بالواجب هذه البندق حكم من بني راجح .
  • التفت ما جد الى صالح وقال هامسا :
  • - اول موقف يجي من محمد يوسف صح.
  • اقترب صالح من ماجد وقال هامسا :
  • - .يقول لك المثل اخس البقر تمغر الماء .. اصبر لا تستعجل.
  • وسكت صالح حينما سمع محسن الحاج يقول :
  • - بيض الله وجهك يا محمد يوسف لكن البندق هذه ما هي براس صاحبنا ولا توقفنا على اخذ ثارنا .
  • - احنا نشتي نحل المشكله يا محسن . ما نشتيش نطاولها هذه بندق من قبل بني راجح وانا كفيل الدكتور ابو حياة يحضر الى عند الشيخ وموعدنا بعد عشره ايام .
  • ضرب محسن الحاج على بندقه وقال :
  • - عشره ايام ايش يا محمد يوسف . اما معد انتظرش لما يهرب غريمي وبعدى ارجع الاحق
  • - قلت لك انا كفيله يهرب ولا يجلس .لكن واسمع الكلام .
  • - شوف يا محمد يوسف تقديرا لك وللشيخ ابو ماجد انا موافق .لكن بعد عشره ايام انا ما اعرفك الا انت ولا معي غريم غيرك .
  • بعد صمت قصير دام دقائق ومحمد يوسف يفكر بصمت ادرك صالح ان محمد يوسف اصبح خايف من العواقب لكن امله خاب ومحمد يوسف يفك الصمت قائلا :
  • - شوفوا يا رجال هذه الايام الشيخ محتاج لكل شخص في الناحية وما يقدر يستغني عن أي واحد لا من بني راجح ولا من بني الحاج .الشيخ داخل على انتخابات ولهذا قلت لك ناجل الموضوع الى بعد الانتخابات المهم يفوز الشيخ وبعدي يكون له قول وفعل هذا اذا انت تشتي من الشيخ يضبط غريمكم .
  • - والله ما اقول لك الا كل خير .قد انت داري عزيز ترشح والعيال كلهم معه .































قصة اهل الحب الاعمى
البـــــــــــــــارت 15
الشوكلاته التي تحبها

تأليف علي صالح المصري
في نفس الوقت اخرج ماجد علبة السيجارة و بقي يبحث في جيوبه عن قداحه . ثم نظر الى صالح وقال :
هات الولاعه يا صالح-
بقي صالح يفتش في جيوبه و اخرج الشكولاته التي تحبها جميله ثم اخرج القداحه واعطاها لماجد .
اشعل ماجد سجارته وصالح ينظر اليه وقال :
- - اشتي منك خدمه يا ماجد
- - ايش الخدمه هذه ؟
توصل هذه الشكلاطه لجميله تقول لها من صالح -
ضحك ماجد بسخريه وقال :
- شلوك الجن قلت مدري ما عتقول . الناس في مشاكل قتل وانت حانب انت والشكلاته .
- اناعندي هذه اكبر من مشكلة الثار حقهم . يا منعاه يا ماجد افعل معروف معي والله ما انساه لك طول العمر .
- - طيب تمام هات .لكن وخلنا نسمع الناس ايش بيقلوا
التقطها ماجد من يده و وضعها في جيبه .

***
بقي صاح وماجد فقط في الديوان بعد ان خرج الجميع وبقي ماجد صامتا ينفث دخان سجارته في الهواء يفكر بصمت حتى نكزه صالح وقال : :
مالك شارد يا جني بايش بتفكر ؟ -
- - والله يا صالح شاغلني محمد يوسف هذا مدري ايش قصته . رغم ان الاستاذ عزيز ولد بنت عم محمد يوسف وهم اهل وانساب لكن مدري ايش العداوه بينه وبين الاستاذ عزيز .
- - قدهم اخبر واحنا ما دخلنا نشغل ارواحنا بهم ؟
- لا ياصالح اكيد محمد يوسف بيخطط لحاجه كبير-
مثل ايش يعني فهمني -
هات الطفايه هات وانا عد اقل لك -
مد له صالح بالطفاية واطفئ ماجد عقب سجارته ثم قال :
- شوف يا صالح ابي ما كانش يفكر بالمجلس المحلي ولا يشتي يترشح .لكن محمديوسف فعل كل حاجه بدون رضى ابي .واصبح الان ابي المنافس الوحيد للاستاذ عزيز وانا خايف ان محمد يوسف يشتي يتخلص من عزيز ويرمي التهمة على ابي لان في نظر الناس ابي هو المنافس الوحيد لعزيز ..عرفت؟
- انا من رايي يا ماجد نكلم الاستاذ عزيز ينتبه لنفسه و تريح ضميرك وخلاص .
- - انا قد فكرت بهذه لكن بدون ما يعرف ابي
- يالله قم هات لنا عشاء ونسير الى بيت عزيز ونكلمه .اعتقد هذا افضل وقت.
تمام انا عد ادخل ادي المفتاح حق السياره وادي لك عشاء . -
ينهض ماجد يغادر الديوان ويقبل ان يخرج من الباب يناديه صالح ويقول :
ولا تنسى الشكلاطه في جيبك -
حاضر -

***
كانت جميله في المطبخ تجهز العشاء وتهنهن بصوت منخفض في نفس الوقت ظهر ماجد وهو يدخل الى المطبخ .وصمتت جميله وهي تغطي رأسها وهو يسألها قائلا : قد العشاء جاهز ؟
ايوه-
التفت ماجد الى الباب ليتفقد لعل احد يراقبهما وهو يقول :
- واماني وين هي ؟
في غرفتها -
اخرج ماجد من جيبه الشكولاتة واعطاها لجميله التي ابتسمت وقالت :
- هذه لي ؟ولا لاماني ؟
انتي لش -
تسلم يا ماجد لكن انا ما تعجبنيش الشكلاطه -
ابتسمت جميله لانه كشف كذبتها وهي تأخذ الشكولاتة من يده وقالت :

- لا تكذبي انا متاكد ان هذه الشكلاطه الذي تحبيها
- وانت كيف عرفت ؟
- مش مهم كيف عرفت المهم اني اكن ادي لش أي حاجه في نفسش من غير ما تتكلمي .
فتحت جميله عينيها باندهاش وكأنها لا تصدق ان ما كانت خايفة من مواجهته قد بدأ للتو وقالت :
- وليش هذا كله يا ماجد ؟
- سميه حب ولا سميه اهتمام ولا أي حاجه المهم مش وقت الهدره ذحين جهزي العشاء احنا منتظرين في الديوان .

.
خرج ماجد وجميله تنظر الى الشكولاتة وهي تعظ على شفتيها بقلق وخبطت على راسها ورمت الشكولاتة الى الارض وجلست تبكي بجوار البوتقاز .
حتى دخلت اماني واستجمعت جميله قواها تحاول ان تخفي دموعها قبل ان تخفي الشكولاتة المرمية على الارض ولكن اماني الفتاة الذكية كانت سريعة الملاحظة وسالتها قائلة :
- مالش يا جميله ؟شكلش كنتي بتبكي ؟
ردت جميله بكل ثقه تحاول ان تبدوا طبيعيه في نظر اماني وقالت بمغالطه :
هااه لا لا ولا حاجه بس احرقت يدي بالبوقاز -
ابتسمت اماني وهي تسمك بيد جميله تتفقدها ثم علقت بذكاء قائله :
- حرق بسيط ما يستاهلش البكاء لكن باين عليه حرق في القلب

افلتت جميله يدها من يد اماني قبل ان تكشف اسرارها وقالت تغير الموضوع :
العشاء جاهز قربي لهم العشاء -


















قصة اهل الحب الاعمى

البـــــــــــارت 16

انفجار قاتل


تأليف علي المصري

خرج ماجد وهو يبتسم بارتياح عجيب يفكر انه كسب قلب جميله وبقي يفكر في ذلك اليوم حينما شاهدها فيه مع اختها فاطمة حينما ركبت معه في سيارته في ذلك اليوم كانت جميله تشتكي من الم في اسنانها فأخذها معه الى عيادة الدكتور ابو حياة وكان ماجد يتأمل فيها من خلال المرآة .

قطع شروده وهو يقف امام غرفة الشيخ الخاصة فسمع كلام محمد يوسف الذي قال بعد ضحكة عالية :

  • مثلما فعلنا بمحسن الحاج نفعل ببني راجح المهم مصلحتك يا شيخ .
  • ناهي اسمع من الكركره .لو يهرب الرجال ولا ما يرضوا بني راجح يعترفوا .
امتقع لون بشرة محمد يوسف وهو يسمع الكلام من الشيخ نفسه إلا انه غير شحوب وجهه ليظهر براعته وشجاعته وقال :

  • ساعتها لا كفلت ولا ضمنت وما عيقدرش محسن الحاج يدخلني طرف ثالث في القضية. ذحين خاطرك اقوم اسير اشوف عملي .
  • ايش من عمل ؟
  • يطلق محمد يوسف نهده خفيفة ويقول :
  • مابلا به فار بيشغلني وخايف منه لا يخرب المخطط .
  • خايف من الفار !!
  • ايوه يا بو ماجد قالوا ان الفار هو الذي هدم سد مارب .خاطرك .
  • اندهش ماجد وهو يسمع كلام محمد يوسف وادرك ان في كلامه مغزي .غادر ماجد بسرعة حتى لا يشاهده محمد يوسف وهو واقف يتنصت عند باب الغرفة ونزل ماجد باتجاه الديوان .
  • وحينما دخل الديوان بادره صالح وقال :
  • وين العشاء يا ماجد ؟
  • مش وقت العشاء قوم بسرعه .
  • نهض صالح وهو يسأل :
  • ايش به ؟
  • سمعت محمد يوسف بيقول انه يشتي يتخلص من الفار .وانا متاكد انه بيقصد يتخلص من الاستاذ عزيز .
  • ***
  • صعد صالح الى جوار ماجد في السياره وانطلقت السياره تهبط منعطفات الجبل قم صعدت الجبل الصغير الماجور لجبل البلد وبقت السيارة تعوم في منحيات الجبل الصغير كما تعوم القمر وسط السحاب الكثيف في السماء وصالح يتأمل جمال الجبل الصغير في منطقة بني راجح الجبل الذي يشبه احد اهرامات الجيزة وهو يرتدي حلة خضراء من شجرة البن .يزين خصر الجبل ثلاثة ينابيع ماء وبدأ لصالح ذلك الجبل كانه طفل مدلل مقارنة بالجبل المجاور له ذلك الجبل العاري تماما الا من بقعة ضوء على راسه اسقطها عليه ضوء القمر . هكذا تأمله صالح والسيارة تنعطف بإتجاه منزل عزيز .
  • ارتفع من خلف السيارة شبح مدجج بالسلاح يعض شفتيه بقلق وهو يقول :
  • هذه سيارة الشيخ اكيد هذا ماجد .لكن ايش جاء يفعل ماجد الى عند عزيز ؟
  • توقفت السيارة بجوار منزل عزيز و بقي محمد يوسف يأكل نفسه حيرة حينما شاهد شخصين ينزلان من السيارة لم يتأكد منهما تماما بسبب الظلام لكنه تأكد انه ماجد وصالح حينما سمع صوت ماجد يقول :
  • غلق السياره ياصالح وتعال .
ثم قال في نفسه :

  • ماجد وصالح الونش .اكيد ماجد سمع كلامي انا والشيخ وجاء يكلم عزيز اني ناوي اتخلص منه .
اضاف محمد يوسف وهو يفتل شاربه بتأمل وخبث :

  • كثرت حبالك يا ماجد وكلما اتغاضى عنك القاك في وجهي لكن قديه فرصه اجتمعت الفيران الى مكان واحد ماجد ما يرتاح لي ابدا واكيد ما عيوافقش على زواجي من اخته اماني .لكن لو تخلصت منه اليوم مع الاستاذ عزيز وعد ابقى الشخص الوحيد مع الشيخ وعيوافق يزوجني بدون اعتراض .
شاهد محمد يوسف الضوء ينير مجلس منزل عزيز وتأكد ان ثلاثتهم الآن في المجلس وبقي يتأمل في ضوء مصباح الغاز المعلق وسط المجلس وقال :

  • رصاصة واحده للغاز تخلصني منكم كلكم . وعيقولوا الناس انه اتريك الغاز انفجر بهم. واعذرني ياصالح انت ما بش لك ذنب لكن ذنبك انك من قال لك اطلع معي طلعت معه .
  • ***
  • كان ماجد وصالح في المجلس ينتظران قدوم الاستاذ عزيز وبقي صالح يطالع في المخطوطات الفنية المعلقة على جدار الغرفة والتحف المرصوصة على الرف وتلك الاغطية المصنوعة من العزف المحلي كما تجيد تلك المصنوعات فتيات الريف اليمني .
  • ثم نقل صالح بصره الى ساعة الحائط التي تشير الى العاشرة والنصف مساء .في نفس اللحظة ظهر عزيز على باب الغرفة بقامته المعتدلة و وجهه الاسمر المائل الى البياض وعينية البنتين التي تعلن تفوقه وذكائه وشاربه القصير خمن صالح عمرة في الخامسة والثلاثين كما بدأ هادئا وهو يرحب بهم قائلا:
  • اهلا وسهلا وحياكم الله .
  • سلمت وبقيت .
  • قالها ماجد وهوي نهض ليصافحه . ثم صافح صالح ايضا وقال :
  • حياكم الله يا رجال شرفتوني والله .
  • الله يسلمك يا استاذ عزيز وسامحنا على الازعاج لكن معزتك كبيره عند الاخ ماجد الذي ادانا في هذا الوقت .
  • اهلا وسهلا بكم .
  • بقي صالح يحك راسه وهو يفكر كيف يبدأ الحديث .
  • والله يا استاذ عزيز ما ادانا في هذا الوقت الا غلاك الكبير عندنا وو...
ادرك ما جد ان صالح سيبدأ الحديث بمقدمات فقاطع حديثه وقال :

  • انا عد اكلمه ياصالح .
  • انا حاسس انكم جيتوا من اجل تكلموني في موضوع الانتخابات صح .
  • اسمع يا استاذ عزيز انا لايهمني ترشيح ولا انتخابات انا جيت اقول لك تنتبه لنفسك .
  • استفسر عزيز بهدوء وكأنه لم يلقي أي اهتمام لكلام ماجد وقال :
  • ممن انتبه لنفسي ؟
  • سكت ماجد وصالح معا وتابع عزيز كلامه بدهاء وقال :
  • من ابوك صح ؟ شوف يا ماجد ابوك من حقه ينافس في الانتخابات لكن بدون أي مشاكل لانه لو حصلت مشاكل اللجنه عيلغوا المقعد المخصص لمنطقتنا نهائيا .
  • لا يا استاذ عزيز من ناحية ابي اطمن .لكن به ناس عيونهم على المشيخه وانا خايف يقتلوك ويرموا التهمه على ابي .او يكون بينك وبين ناس مشاكل يجوا يقتلوك ويتهمو الشيخ بحكم انه المنافس لك .
انذعر عزيز من كلام ماجد وبقي يتأمل في حديث ماجد وكانه انصدم فكيف غابت عن باله هذه النقطة المهمة وهو يفكر بعمق من هم الاشخاص الذي يتحدث عنهم ماجد ثم سأل قائلا:

  • من يا ماجد ربشتني ؟





















  • قصة اهل الحب الاعمى
  • الــــــــــــبارت 17
  • الخطوبة مقابل الورقة السرية
  • تأليف علي صالح المصري
وقبل ان يجيب ماجد جاء الجواب صدمه اخرى وزجاج النافذة ينهمر على رأس صالح وزخات الرصاص تخترق النافذة موجهه ناحية مصباح الغاز . المعلق وسط الغرفة .

ادرك عزيز ان ما جاء ماجد يحذره منه ليس تهديد كما كان يضنه ليتنازل للشيخ حيث والجاني استهدف الجميع بمن فيهم ماجد .

  • صرخ صالح محذرا وكمية اخرى من الرصاص تخترق النافذة .
  • ازحفوا الرصاص موجه على الغاز اخرجوا بسرعه .
  • ارتطم الرصاص بالجدار واطاحت بالتحف والورود الصناعية المعلقة على رأس صالح التقط صالح ورده والغبار يعج بالمكان و بقي ينظر الى الوردة ويقول في نفسه "
  • اديها لجميله .

  • اثارت حركة صالح الرومنسية ضحكة ماجد وهو يضع الوردة عند انفه بخيال عميق .
  • وضحك عزيز ايضا وكأن الحركة الغريبة التي قام بها صالح انستهم الموقف المخيف .
  • وتعالت ضحكات الجميع ولكن ضحكاتهم اختفت بضجيج زخه جديدة من الرصاص .
  • واختفى ضوء مصباح الغاز حيث قطعت احد الرصاص السلسلة المرتبطة بالمصباح الى السقف .
  • ولحسن الحظ لم يصيب احد رغم كمية الرصاص المتصبب والتي اخطأت جميعها الهدف .
  • ***
  • وبعد ايام طويله فاز الشيخ بالانتخابات و لم يتغير شيء في القرية سوى حياة محمد يوسف الذي طلق زوجته وبدأ يفكر في تحقيق حلمه الذي ركب سيارته بزهو وانطلق بها ناحية منزل الشيخ وتوقفت السيارة داخل حوش المنزل و نزل من سيارته وهو يبالغ في ارتداء ملابس جديده وفاخرة كان ماجد يشاهده من نافذة غرفته وهو يتجه ناحية باب البيت . ادرك ماجد ان بينه وبين الشيخ ميعاد مسبق , نزل ماجد بسرعة ليفتح له الباب . وبقي ينظر اليه بصمت فرد محمد يوسف تحية المساء ودخل .
  • اغلق ماجد الباب ودخل خلف محمد يوسف الذي توقف في صالة البيت ينظر الى المطبخ في اثر اماني التي دخلت للتو . واطلق نهدة شوق عميقة لم تخفى على ماجد الذي قال بسخط :
  • هيا مالك يا محمد يوسف او قد نسيت غرفة الشيخ ؟
  • اجاب محمد يوسف بنهدة وخيال عميق وهو يقول :
  • أيه والله يا ماجد احيانا تمر حاجه على البصر تخطف العقل وينسى الواحد كل حاجه .
  • ادرك ماجد ما يرمي اليه محمد يوسف وقال ناهرا:
  • لاحول ولا قوة الا بالله , ما بلا قدوه الخرف .
  • واصل محمد يوسف طريقة الى غرفة الشيخ . ودخل ماجد غرفته .
  • كان باب غرفة اماني مفتوح بفارق اصبع حيث كانت جميله تشاهد من خلالهاما يدور في الصالة ثم اغلقت الباب والتفت الى اماني وقالت :
  • اماني هذا محمد يوسف مدري ايش قصته اليوم دخل وهو لابس ملابس جديده وكانه عيطير .
  • سمعت ماجد بيقول انه طلق مرته واكيد بيدور مره جديده ويمكن انه جايا يطلب يدش يا جميله .
  • الله لا قال لا تتفولي يا اماني فال الله ولا فالش .
  • جي نتسمع ما بيقلوا .انا حاسسه انه جايا لهذا الموضوع .
  • سيري انتي اتسمعي وانا عد انزل اشوف صالح اكيد انه الان في الديوان .
  • غادرت جميله المكان واماني تنظر اليها بتأمل ثم اطلقت نهدة وقالت :
  • ياعيني على الحب ما يفعل .
  • اسرعت اماني لتقف بجانب باب غرفة الشيخ وبقيت تسمع كلام محمد يوسف وهو يقول :
  • خلهم يشوفوا اذا به قلص شاهي يا بو ماجد . انا اشتي الليله نسمر نتجابر بامور كثيره .
  • توتــر الشيخ لطلبه وقال :
  • اااا . لاوالله ما بحد من يفعل ام ماجد تاعبه .
  • واماني مالها ما تصلح شاهي ؟ الشاهي من يدها عسل .
  • اماني عادها صغيرة ما تعرفش حتى تغسل القلص .
  • صمت محمد يوسف لبرهه ثم قال بذكاء :
  • ما قصدك بالتلميح هذا يابو ماجد ؟
  • لا تلميح ولا حاجه هو صدق اماني عاد عمرها 15 سنه .
  • وليش ما قلت لي من بدايتها ان عادها صغيره .ليش ما قلت لي يوم طلقت مرتي ويوم صرفت الملايين في الانتخابات ويوم فعلت الجرايم من اجلك تفوز وتترشح .
  • ما بتقل يا محمد يوسف ماهو قصدك ؟
  • ماهو قصدك انت يا شيخ .
  • ولا حاجه اذا انت من القلص الشاهي عد اقوم اصلح لك انا .
  • اطلق محمد يوسف نهده عالية وقال :
  • شوف يا بوماجد انا ضحيت بأشياء كثيرة حبا في نسبتك ومصاهرتك يا شيخ وحبا في اماني .لكن اذا كان قصدك انك عتضحك على عقلي امد تمشي امورك وتفوز بالانتخابات وبعدين تقلب عليا وجه النكري .
قاطعه الشيخ وقال :

  • الليله مدري مالك يا محمد يوسف .
  • لم يجب محمد يوسف على تعليق الشيخ واضاف قائلا :
  • اسمع يا شيخ انا جاريتك وساعدتك في اشياء كثيره . او قد نسيت يا شيخ اخوك محمد المجنون الذي جننته من اجل نصيبه واحتلنا عليه .ولا تنسى جريمة قتل ابن عم محسن الحاج الذي تقاضيت ديته من ابو حياة وكان القضيه عتتحول ضدك ولوما انا غطيت عليك . او قدك ناسي اني الذي كتبت الورقة بيدي والورقه عندي عادها تشهد .
  • وليش ؟ بتنبش الاسرار يا محمد يوسف ايش السبب ؟ .
  • انبش من اجل تعرف اني احب اماني بنتك حب اعمى حتى اني طلقت مرتي من اجل لا تختلق عذر وتقلي ما عتزوجش بنتك على طبينه .
  • صل على النبي يا محمد يوسف .
  • صلوات الله عليه .
  • اسمع يا محمد بنتي اعتبرها بنتك و اذا انت ترضى لبنتك تتزوج رجال مثل ابوها . بنتي عنيده و لو اقتلها ما توافق .
  • ***
  • اندهشت اماني وهي تسمع كلام محمد يوسف ولطمت وجهها وبكت حينما شاهدت ماجد يقف بجوارها وشاهد دموعها وقال متأثرا :
  • مالش يا اماني ؟
  • محمد يوسف يشتي يخطبني .
  • احتضنها ماجد الى صدره وقال بعضب :
  • تحرمي عليه ساعما حرمت مكة على اليهود .
  • قد سمعت كلامهم واكيد ابي عيوافق . لكن قسم بالله لأقتل نفسي لو ابي يوافق .
مسح ماجد بيده على راسها وقال :

  • لا تقلقيش ابدا سيري غرفتش وانا عد اهتم بالموضوع .
اسرعت اماني الى غرفتها و اقترب ماجد من باب الغرفة وبقي يسمع محمد يوسف يقول بصوت مرتفع :

  • اسمع يا شيخ انا قد كل الجرايم فعلتها واذا ما عتزوجنيش باماني قسم بالله لخرج اسرارك . وادخلك السجن .وارجع اتزوج ببنتك وانت في السجن واذا ما وافقت على زواجي منها لاقتلها و أي واحد من عيالك عيعترض عد اقتله
  • ابتلع الشيخ ريقة وقال :
  • يعني جايا تهددني يا محمد يوسف ؟
  • اخرج محمد يوسف الورقة من جيبه وقال:
  • مش تهديد يا شيخ . لكن انا بين اذكرك اذا قد نسيت .
  • هات الورقة يا محمد يوسف .
  • ضحك محمد يوسف بمكر ثم قال :
  • ههه عد اديها لكن بعدما تعقد لي باماني .
  • بقي اشيخ صامتا وهو يطلق نهده عالية ومحمد يوسف يطبع على الورقة قبلة ويقول بدهاء:
  • ايوه نسيت اقول لك يا شيخ . محسن الحاج مستعد يزوجني ببنته ويزيد يدي لي ثلاثة مليون مقابل هذه الورقة .
اطلق الشيخ نهده عالية وهو يمسح وجهه لا يدري ماذا يقول و محمد يوسف يبتسم في وجه ابتسامة ماكره ويقول :

  • هيا ما قلت يا نسب ؟
  • ضرب الشيخ بقبضته على الكنبة التي يجلس عليها وقال :
  • هات الورقة يا محمد يوسف انا موافق .
  • ضحك محمد يوسف بصوت مرتفع وهو يقلم الورقه ويدخلها جيبه . ولكن قطع ضحكته دخول ماجد الذي وقف امامه وملامحة تشتغل غضبا وهو يقول :
  • اسمع يا محمد يوسف .مابش معانا بنت نزوجك بها . واذا انت فاكر انك عتهدد ابي بالورقه هذا بلها واشرب ماها .
  • نهض محمد يوسف وقال بضيق واضح :
  • ليش يا ماجد او انا ناقص ولا ما يشرفكم تناسبوني ؟
  • هدئت حدة الغضب لدى ماجد بعدما سمع كلام محمد يوسف الذي امتص غضبه وقال بهدوء:
  • لا يا محمد يوسف . اماني عرفت ايش تشتي وبتهدد لا تقتل نفسها .
  • صاح محمد يوسف بلامبالاه :
  • اذا ما عتقبلش بي تقتل نفسها احسن ما اقتلها انا بيدي .
  • وبسرعة ما صعق الغضب وجه ماجد سدد صفعة الى وجه محمد يوسف
  • انتفض محمد يوسف وبنفس السرعة انتزع ماجد مسدسه من حزامه وجهزه وكان يتوقع ردة فعل خطيرة من محمد يوسف التفت بصمت الى الشيخ المبهور بما فعله ماجد


























  • قصة اهل الحب الاعمى
  • البــــــــــــــــــارت 18
  • اختطاف بريئه
  • تأليف / علي صالح المصري
وبسرعة انتفض الشيخ وسدد صفعة الى وجه ماجد الذي امسك على خده وهو ينظر الى محمد يوسف بمقت الذي قال بحقد :

  • مقبوله منك يا ماجد .
  • امسك الشيخ بكتف محمد يوسف وقال :
  • خلاص يا محمد قد انا انصفتك .
ومحمد يوسف ينظر الى ماجد بحقد ويقول :

- لكن لاتنسى هذا الملطام يا ماجد .و الايام عتثبت لك منهو محمد يوسف ..

لم يأبه ماجد لتهديد محمد يوسف و وجه حديثه الى والده وقال بضيق :

  • كثرت مظاليمك يا شيخ ظلمت اخوك وظلمت ابنك وظلمت الناس وذحين تشتي تظلم بنتك من اجل تكسب واحد كلب مثل محمد يوسف .
  • انهى حديثه وهو يدق جبهة محمد يوسف بفوة المسدس.
  • امسك محمد يوسف المسدس بغضب وصاح :
  • انا معد اقدرش اصبر على غواك يا ماجد اكثر من هذا .
  • امسك الشيخ بالمسدس و ثم دفع ماجد الى الباب وصاح بغضب :
  • والله ما كلب غيرك اخرج من قبالي يا قليل الادب .
  • امتثل ماجد بصمت وابوه يدفعه الى الخارج وهو يسحب الجنبية الثمينة من عسيب ماجد و يصيح :
  • . هات الجنبيه حقي ما دام قد تقوم تتحكم ترفع صوتك عليا و تتحكم وتفرض رايك وعادانا على قيد الحياه ,يالله روح لك من بيتي . لا ازيد اشوف وجهك.
  • غادر صالح ومحمد يوسف يطلق نهدة ارتياح وهو يجلس ثم قال .
  • يرضيك يا شيخ الذي حصل وانا تحت خشبة بيتك .
  • اخذ الشيخ الجنبية الثمينة التي اخذها من ماجد و وضعها على حضن محمد يوسف وقال :
  • وانا محكم لك وهذه حكمك .
  • اخذ الجنبية و وضعها بحضن الشيخ وقال :
  • وانا ارد الحكم منك وعليك .كلنا عيالك يا شيخ .
  • بكره اجي ارضيك يا محمد و لو لك من لحم كتفي المهم رضاك .
  • انت داري ياشيخ ايش الذي يرضيني .
  • اسمع يا محمد انا عد اكلم البنت واحاول اقنعها لكن اذا رفضت ازوجك غيرك .معي لك بنت احلى من بنتي .ازوجك بها .
  • من قصدك يا شيخ ؟
  • ازوجك جميله بنت مهيوب . بنت مخلقه ومؤدبه و فاهمه .
  • ضحك محمد يوسف ضحكة ساخرة من كلام الشيخ ثم قال في نفسه :
  • ههه قال يزوجني جميله .الرجال ناسي انها بنت مهيوب. لكن هذه جميله عد اشوف لها حل من اجل يعرف ان ما معه الا بنت واحده بس . ايش اقله ذحين ؟
  • قطع شروده كلام الشيخ الذي قال :
  • مالك مطنن يا محمد ؟ بايش تفكر ؟
  • هاااه ؟ دخل في راسي موضوع جميله هذه .
  • ايوه فكر بها وبس هي احلى لك .
  • ضحك محمد يوسف بدهاء وهو ينهض وقال :
  • ههههه . عد افكر بالموضوع ولازم اشوف حل يقنعك ويقنع اماني وماجد .
  • ***
  • في ديوان البلد كان صالح مستلقيا على ظهره منتظر بملل عودة صديقه ماجد الذي ظهر على الباب فجأة نهض صالح بتعجب مريب وهو يوزع نظراته بين وجه ماجد المشتعل بالغضب وبين صدره الخاوي من جنبيته الثمينة . وحقيبته التي يحملها على كتفه استفسر صالح قائلا:
  • وين رايح يا ماجد ما به ما حصل ؟
  • رد ماجد بكلام متقطع تخنقه الدموع وقال :
  • خاطرك يا صالح انا مسافر .
  • وين ؟
  • اروح لي ارض الله بعد اخي صادق خاطرك .
  • اسرع صالح ناحيته وقبل ان يستدير للمغادرة امسك صالح بكتفه ولم يدري ما هي الجملة المناسبة فقال :
  • ماجد يمكن ما قدرش اقنعك لاتسافر لكن ممكن تسمح لي اقول لك كلمه قبلما تسافر ؟
  • ابعد ماجد يد صالح وقال :
  • يوم ثاني يا صالح .
  • قاطعة صالح قائلا :
  • يعلم الله من يعيش بعد هذه اللحظة يا ماجد اسمح لي اكلمك .
  • دخل ماجد معه الى الديوان وجلس ماجد جوار ثلاجة الماء وهو يطلق نهده عالية وبعد ان رشف كأس الماء التفت الى صالح وقال :
  • ايش تشتي تقولي يا صالح ؟
  • قلي ايش حصل يا ماجد .
  • بقي ماجد يسرد له ما حدث فعلق صالح قائلا:
  • اسمع يا ماجد . قرار السفر غلط لانك اذا تركت البيت يعني تركت لمحمد يوسف حريته ويفعل . لاتتخلى عن ابوك واختك وبيتك واهلك يا ماجد وتتركهم لمحمد يوسف .
  • لكن ابي طردني يا صالح وطلمني امام محمد يوسف .
  • ولو يا ماجد ابوك محتاج لك الان اكثر من أي وقت لانه ماسك عليه نقطة ضعف و انت الوحيد الذي تقدر توقف امامه .
  • ما اعتقد ان بقاي في هذا البيت له فايده .
  • الا لك مليون فايده على اقل امك مريضه ومحتاجه لك .وانت محتاج لهم انت عايش امير في هذا البيت ياماجد واذا سافرت ما عتلقاش الراحه والحياة الذي انت فيها هانا يا ماجد .
  • الله ما يفلت احد هوذا انت عايش بفضل الله لا محتاج اخوتك ولا احد .
  • انا ما عد يفرق عندي شي يا ماجد لأني عشت حياتي كلها جعجعه وبهذله وتعب بس انت غير .
  • كانت جميلة واقفه خلف نافذة الديوان من جهة الحوش تشاهد صالح وماجد وهم بداخل الديوان وشعرت بالبؤس وصالح يتحدث عن حياته .تتمنى ان تحتضنه لتعوضه كل ما فقده من حنان ورعاية . الا ان محمد يوسف الذي وقف خلفها افزعها وهو يقول بتطفل :
  • اماني ؟؟
  • التفتت ناحيته مفزوعة وقالت :
  • لا انا جميله .
  • جميلة ؟ وما بتفعلي هانا ؟
  • تلعثمت جميله وقالت بخوف مرير :
  • هاااه ولا حاجه بس كنت ..
  • اخرج محمد يوسف مسدسه و وضعه علي راسها وقال :
  • اصصص ولا تطلعي صوت ولا قسم بالله لا اطاير راسش .
  • ثم سد على فمها بيده الاخرى وقادها الى سيارته .
  • قصة اهل الحب الاعمى
  • البــــــــــــــــــارت 19
  • لا مجال للشك

  • انطلقت سيارة محمد يوسف بسرعه و وانذعر ماجد لسماع صوت محرك سيارة محمد يوسف وسحب المسدس من خصر صالح ونهض قائلا :
  • قدو ذا الكلب راوحي .
امسك صالح بيده وقال :

  • اهدأ يا ماجد .
  • فلتني اخرج اقتله .وارتاح من شره .
  • سحب صالح المسدس من يد ماجد وصاح يؤنبه :
  • قلت لك اعقل وبطل الجنان . ولا تشته يعدموك بعده .
  • وصاح ماجد غاضبا :
  • يا اخي ما لك دخل مني .يعدموني .
  • بعد صمت قصير قال صالح بصوت اكثر هدوء :
  • ع يديه الله وتبرد قلبك فيه بس خل الامور تمشي بالراحة . لاتضيعش نفسك في واحد ما يسوى .
  • يا صالح انت مش انت داري ايش بيخطط هذا المجرم ؟
  • امسك صالح بيده وقال :
  • اجلس .اجلس وانا عد افهمك .كيف يقع به .
  • جلس صالح وماجد يتناقشون .
  • ***
  • فيما استفاقت اماني بعد نوم قصير تتذكر ما حدث هل كان كابوس ام حقيقة .مسحت على وجهها من اثار الدموع الجافة على خدها وبقيت تحدق في فراش جميله ثم اطلقت شهقه وهي تنظر الى ساعة الحائط التي تشير الى تمام الثانية عشر ليلا وقال :
  • جميله .. ليش ما قد رجعت لا ذلحين ؟ وين سارت .
  • قامت اماني تطوف بالغرفه بقلق وهي تفكر اين ذهبت جميله ولماذا تأخرت الى هذا الوقت ثم قالت في نفسها :
  • اسير اكلم ابي .لكن ايش اقول له ؟اقوله انها خرجت تشوف صالح ؟!! ياربي وينها وكيف افعل ذحين . ليش ما منعتها ليش ما قلت لها لا تخرج ؟ لازم اشوف حل .

  • خرجت اماني الى الحوش بخوف مرير من ان يسمعها احد .خرجت تتفقد جميله و في عقلها يدور الف سؤال وسؤال .
  • توقفت اماني في الحوش تنظر الى جوار النافذه التي كانت جميله جالسه بجوارها ولم تشاهد احد . وعادة اماني الى غرفتها بصمت وحذر شديد . قضت اماني ليلتها في حيرة لا يغمض لها جفن ولم تجرء ان تسأل احد خوفا على جميله من رد فعل الشيخ .

  • و رجحت اماني الضن بان جميله هربت مع صالح .
  • ظهر ضوء الفجر الخافت فأسرعت اماني تبحث عن جميله في كل ارجاء البيت و كانت صدمتها اكبر وهي تتوقف في حوش المنزل وتشاهد احذية جميلة بجوار نافذة الديوان . ادركت اماني ان جميله لم تهرب بل تم اختطافها .

  • بكت اماني وهي تلتقط الحذاء وتنظر اليها بحزن مرير . وعشرات الاسئلة تدور في راسها من قد يكون الذي اختطفها وقالت بحزن :
  • سامحيني يا جميله كنت افكر انش هربتي مع صالح .لكن باين ان صالح غدر بش واختطفش . لكن والله لاخلي ابي يشنقه .

  • وضعت الحذاء مكانها وكأنها اهتدت الى حل واسرعت الى الداخل وجلبت ملابس جميله بعد ان بللتها ثم نشرتها على الحبل واخذت الأحذية و وضعتها بجوار الحبل .
  • ثم اسرعت الى الداخل تطرق غرفة ماجد وتصيح :
  • ماجد . ماجد .


  • فتحت الغرفة وانصدمت وهي تشاهد غرفة ماجد فارغة وقالت في نفسها :
  • ايش القصه ؟؟ يعني جميله مع ماجد ؟ مش معقول ماجد يخطف جميله ؟ انا كنت اشك فيك يا ماجد من يوم دخلت المطبخ وهي بتبكي .

  • قضمت اماني شفتيها وهي تتذكر ذلك اليوم حينما دخلت المطبخ و وجدت جميله تبكي وبجوارها الشكولاتة .



  • انهارت اماني وخرجت من الغرفة تجر اقدامها المنهارة ولمحتها امها وهي عند باب الغرفة وقالت :
  • صحي ماجد قلي له يقوم يصلي .
  • نظرت اليها اماني بصمت وكأنها عاجزه عن الرد ثم دخلت غرفتها .
  • انذعرت ام ماجد وهي تنظر الى اماني وسالت نفسها :
  • مالها البنت هذه ؟
  • دخلت غرفة ماجد و بقيت تتطلع الى الغرفة الفارغة .ثم اسرعت الى غرفة اماني و وقفت امامها وقالت :
  • وينو اخوش يا اماني ؟
  • التفت اماني ناحية امها وقالت :
  • والله ما انا داريه ايش اقل لش يامه ؟!!
  • اقتربت منها وقالت وهي تنظر الى عينيها :
  • قلي لي ايش به ؟ اين اخوش ؟
  • لا ماجد ولا جميله مختفيين من بعد صلاة العشاء .
  • ايش قصدش يا بنتي ؟

  • مدري يامه انا خايفه ان جميله مع ماجد .
  • ما بتقلي يا مجنونه .ولدي ماجد ما يفعلش هكذا .
  • يا مه قبل يومين شفت ماجد خرج من المطبخ و انا دخلت ولقيت جميله بتبكي ولما سالتها مارضيت تقل لي لكن ابصرتها وهي بتخبي الشكلاطه وعرفت ان ماجد ادالها شكلاطه .

  • خلاص بس اسكتي اسكتي لا يسمعش ابوش والله لا يقتله .
  • في نفس الوقت سمعت صوت الزفة الشعبية ينبعث من غرفة الشيخ فالتفت الى مصدر الصوت وقالت :
  • الله يسمعنا خير .وهذا ماله بيزف .

  • اسرعت ام ماجد ناحية غرفة زوجها وظهرت عليه من الباب وقالت :
  • هيا ما قد به معانا من يالله رضاك .
  • خفض الشيخ صوت المسجلة وقال :
  • معانا عرس .
  • عرس من ؟
  • عرس جميله . لقيت لها عريس يعيشها في عز ونغنغه . يستاهل نفرح كلنا ونغني ونرقص .
  • وين هي العروسه اولا ؟
  • قلت لش العروسه جميله الله يديم سرورها . سيري قلي لها تجي لا عندي .
  • اطلقت ام ماجد نهده عاليه وقالت بحسره :
  • الله يزكينا العقول . هيا ذحين ابدع القا العروسه وبعدى افعل لها عرس وافتح الزفه .
  • ما بتقلي ؟
  • قلت لك جميله مختفيه من امس بعد العشاء ؟ ولا لها حس ولا خبر .
  • اغلق الشيخ صوت المسجل ونهض بذعر وقال :
  • ماهو ؟






















  • للقصه بقيه يمكنكم الاطلاع على احداثها القادمه من خلال التلخيص الاتي :






  • خطوط واحداث للحلقات القادمه
  • ابو ماجد يجد احذية جميله ويتهم ماجد باختطافها
  • يتصل بمحمد يوسف للبحث عن ماجد ويخبره بما حصل
  • محمد يوسف يبحث عن ماجد ويذهب الى بيت صالح ويخبره انه يريده في مهمه البحث عن ماجد الذي خطف جميله
  • صالح يجن جنونه و يحلف باليمن انه سيقتله ويعترف لمحمد يوسف انه يحبها
  • يطلب منه محمد يوسف ان يقتل ماجد ويوعده ان جميله ستكون زوجته
  • صالح يبحث عن ماجد ويجده في بيت عزيز.
  • صالح يتسلل الى بيت عزيز يسمع ماجد و عزيز وهو يتحدث انه الذي احرق سيارة محمد يوسف .
  • صالحيستغل الفرصه و يجد ماجد لوحده يريد قتله لكن ماجد يتفادي ضربات الملثم ويمسك به ويكتشف انه صالح ويسأله عما اذا كان محمد يوسف يعرف مكانه
  • صالح يكتشف ان ماجد بري ويعرف من هو الخاطف الحقيقي لحبيبته
  • صالح يحاول الاحتكاك بمحمد يوسف من اجل الوصول الى جميله . و يبقى على السر الدفين .
  • يصبح صالح المحرك الوحيد للعبة بين الجميع . و يعيش بينهم كالذي يقف على عبوة ناسفة .
  • في ضل البحث عن جميله يكتشف صالح جريمه انسانية يخطط لها محمد يوسف والدكتور ابو حياة ويصبح بين نارين اما انقاذ الناس من شرهم او الصبر حتى العثور على جميله .
  • صالح يقرر يختار حياة كل اهل القريه الذين يتعرضون لادوية ابو حياة المسمومه . ويعتبره امر اهم من العثور على جميلة في الوقت الحالي
  • لكن محمد يوسف يكتشف امر صالح الذي ادرك انه يخطط لإفشاء السر 0
  • فيكشف له مكان جميله ويهدده بقتلها . ان كشفهم للحكومه .
  • وهناك الكثير من الاحداث المشوقه ولا وجود للملل ابدا
  • تقبلوا تحياتي
  • المؤلف / علي صالح المصري
  • 771281955_00967






1643483655358.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى