محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ضيق

ضيق
تابوت
" هذا العالم تابوت ضيق "
مغلق على عنقي
وفي الاعلى
قردة ترقص عليه ، يلعبون ، يصرخون ، يضرطون ، يتبادلون القُبل
هذا العالم ثُقب إبرة
وانا خيط
ولكن لا لسان يرطبني
لألج الجرح
هذا العالم مسرحية مبتذلة
انا الكومبرس الذي نسيّ حنجرته في البيت
وعليّ الآن أن اصرخ
او تنشق الارض وتبتلع الجمهور
كثيرون ظنوا بأني اجن ، لأنني اشرد كثيراً ، لم يعرفوا أنني فقط اتفقد الاحذية التي دعستني إن كانت بخير ، فجسدي خشن من كثرة ما داسته الاحذية الاخرى ذات الاكعاب الشريرة
ودائماً ما تكون في حلقي سيجارة ، انا لا اُدخن لاعبر عن شيء ذو معنى ، أنا احرق الكلمات البذيئة في الحلق
لاقول مرحباً دون اصبع وسط
ولأنني اثمل ، واصرف نظري عن قضايا الكون ، الثُقب الذي اصاب الاوزون ، الدبابات التي تعمل بالكهرباء لاصحاح البيئة ، الفتاة التي تضع الاينر او " آين كان اسمه " على عينيها ، اليافتات التي تخنق الجدران البريئة من كل بول ، الاشياء التي تأكلنا يومياً
ابصق كل شيء
وامسك باثداء حبيبتي واقول وانا ابكي
" لقد دعست نملة "
اجل مجرد نملة ، نملة كاملة ، عائلة ما ستفتقد السكر
هذا العالم الذي يتغذى بالدماء الزرقاء للسماء
والبيضاء للوجوه التي تطوي احزانها على حُلم
والحمراء " اصابع تنكز مؤخرة جنرال ، فيتقيأ بارودا "
هذا العالم
حمام عمومي للمشيئات المصابة بالإسهالات
هذا العالم
يظنني ابلها
يُقبعتي التي تشبه حانة تاب نادلها عن سكب المساء ، وامتهن القوادة
بابتسامتي التي تشبه الابواب الخشبية القديمة
عالقة في ذاكرة امها الشجرة
بصوتي الذي دائماً ما يكون مسكوناً بالشتائم الصغيرة ، تلك التي تلون ضغينتها بالسخرية
والنكات السوداء حول " قطار ارتدى زيه وجمع التذاكر من ركابه "
وحول حقيقة العاهرات " رُسل اللذة المحكومين باعضاء غيرهم "
يظنوني ابلها لأنني
اغلقت الباب قبل السابعة مساء
لاحبس الليل خارج غُرفتي
ولأنني
وضعت المسدس في رأسي وقلت له اعترف بالاصدقاء ، والا اطلقت رأسي عليك
ولأنني
وضعت ارجلي في السرير ، وارتديت حذائي ببطء وخرجت
وسرت
لأكثر من منشفة
لم تتفلسف في بوحها عرق اخرين
وراسي دوار العالم ، وقيلولة الرب عن اعطاء الاوامر ، والجلوس مبتهجاً امام النكته
رأسي حفل يضج بالكثير من الانذال الشعراء والنص شعراء ، والذين اعتادوا أن يخسروا مثل حب الشعراء ، و سكارى ، الكثير من السكارى ، يغنون للمُدن التي لم تكنس ارصفتها من المومسات ، والبحارى الذين يغنون للافخاذ التي تضحك دون اسنان صاخبة تُسرب فينا المخبرين ، والكثير من النساء اللواتي خلعن الرجال الوسيمين ، والرجال اصحاب البدل التي تخفي شوارب مُسننة بالهراءآت ،والرجال الذين يحملون هراوات في احلامهم ، يُريدون قتل انتصار المشيئة
يُريدون الفوز
نساء فقط
يسحبن اوردتي ، ويحشونها بالحشيش ، ويدخنني بمودة دافئة ، ثم يضاجعنني
ونساء اخريات اجدن كتابة الشعر باثدائهن
في رأسي مجرة صعاليك ضخمة توزع الخمر كصكوك نسيان
وانا النادل المحتفل الذي لا يطرد سكيرا
يظنوني قاسياً ، عبثياً
لكنني مُفعم بالنساء والكنب التي لا ترد مؤخرة انهكتها الديون اليومية للغرامات
يظنوني ماجناً
لكنني مؤمن متطرف بالرب ، والخمر ، والنساء اللواتي في أسوأ أحوالهن
يكن نساء
لا عُلب إنكار

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى