ميشيل سعادة - أغصان الشهوة

ألحُبُّ وَحدَهُ _
يُمَارِسُ تَأهِيلَ التَّكوِينْ
وَحدَهُ –
الحُبُّ إيقَاعَاتٌ
عَصِيَّةٌ عَلَى التَّلحِينْ ..
وَحدَهُ _
الحُبُّ امرَأَةٌ عَارِيَةٌ
بِأَلفِ رِدَاءْ
... وَامرَأةٌ تُسَافِرُ
تَعُودُ تُسَافِرُ
جَسَدُهَا هُناكَ
قَلبُهَا هُنَا .. هُنَاكَ
كَأَنَّهَا مَعَكْ وَلَيستْ مَعَكْ
دُونَ أن تَكُونَ مَعَكْ
تَطبَعُ قُبلَةً تُفَجِّرُ شَهوَةَ العِنَاقْ
وَنَسأَلُ –
مَا هَذَا الخَيَالْ
يَجُولُ فِي البَالْ
يَختَالُ أُرجُوحَةً
يُهَدهِدُنَا وَيَحتَالْ ؟
كَأَنَّنَا فِي الحُبِّ
كِتَابٌ وَاحِدٌ يَجمَعُنَا
نَقرَأُ فِيهِ تَمَاتِمَ دَفعًا لِلعَينِ
نَتَبَرَّكُ ..
فَمٌ رَفَّافٌ لا يَشبَعُ
وَلا يَنتَهِي الكِتَابُ !
كِتَابٌ مَفتُوحٌ عَلَى مَذبَحِ الجَسَدِ
كِتَابٌ –
كُؤُوسُ شَهوَاتٍ
كِتَابُ أسئِلَةٍ يُملِيهَا الضَّوءُ
وَالظَّلَامْ
لَكِنّ قَمَرًا يُجِيبُ
عَن أَسئِلَةِ المَدِّ وَالجَزرِ
قَبلَ أَنْ يَخلُدَ للنَّومِ
وَرَاءَ غَيمَهْ
كَأَنَّ الكِتَابَ كالعِشقِ
حَالَةُ عِشقٍ
سَطرٌ يُجَامِعُ سَطرًا
عَلَى صَفحَةٍ بَيضَاءَ
وَيُملأُ هَذَا الفَرَاغْ
كِتَابُ إِشَارَاتٍ وَدَوَالْ
كِتَابُ مَدلُولاتٍ حُبلَى
بِالأَسمَاءِ .. بِالأَفعَالْ
وَتَكُرُّ سُبحَةُ المَعَانِي ..
عِشَّاقٌ –
سُطُورُ هَذَا الكِتَابِ
عَوَاطِفُهمْ نِقَاطٌ .. فَوَاصِلُ
عَلامَاتُ تَعَجُّبٍ
نِدَاءَاتٌ وَاستِفهَامْ
أَجوِبَةٌ مُرجَأَهْ
كَأنَّ الكِتَابَ بَيتٌ
نَوَافِذُهُ مُشَرَّعَةٌ
تُهَلِّلُ للزَّائِرِينَ القَادِمِينَ
عَلَى شَبَقٍ
كَأَنّ الكِتَابَ/ البَيتَ
سِجنُ أَفكَارٍ
سِجنُ كَاتِبِهِ وَالمَعَانِي
أَو غَابَةُ أَشجَارٍ
هُوَ
تَشَابَكَتْ أَغصَانُهَا
نَقرَأُ مَا تَيَسَّرَ مِن سُورَةِ القَمَرْ
[ فَفَتَحْنَا أبوابَ السَّماءِ بماءٍ
مُنْهَمِرٍ وفَجَّرْنَا الأرضَ عيونًا
فالتقى الماءُ على أمرٍ قد قُدِرَ ]
نُجُومٌ .. عُيُونٌ كالحُرَوفِ
تَائِهَاتٌ في الأَرضِ
تُضِيءُ للغَيمِ طَرِيقَ المَطَرْ
مَطَرٌ
مَطَرٌ
مَطَرْ
ما قِيمَةُ الأَرضِ دَونَ مطَرْ ؟
ما قِيمَةُ الحُبِّ دُونَ قُبَلٍ
دُونَ ثَمَرْ ؟
ما قِيمَةُ العِشقِ دُونَ شَكَاةٍ
أَو حَرَنْ ؟
يا امرَأَة _
لَيلُ العَاشِقِ صَفحَةٌ سَودَاءُ
نَهَارُهُ _
يَكتُبُ عَلَى صَفحَتِهِ شَقَاءً
يُخَالِطُهُ ضِيَاءْ
وَهَذِي الأَرضُ وَهُذِي السَّمَاءُ
كِتَابَا شَجَنْ
كأَنَّ عَوَاصِفَ رَعدِيَّةً
تَزرَعُ البَرقَ أَهوَالًا
فِي حُقُولِ المِحَنْ ..
يَا امرَأة !
لَمْلَمَ اللَّيلُ أَذيَالَهُ
خَوفًا مِن شَمعَةٍ تَقرَأُ كِتَابَ عَتَمَاتِهِ
عَلَى ضَوءٍ نَاعِسٍ
وَالفَجرُ يَنتَظِرُ بُزُوغًا
عَلَى الدِّمَنْ
هَيهَاتِ يَطلَعُ الفَجرُ
يَجرِفُ تُرَابَ المَآسِي
وَيَمحُو لَيلةً لَيلَى !
هَيهَاتِ أَنْ يَعُودَ مَا مَضَى !


(يتبع)


ميشال سعادة
من ديوان
[ أغصَان الشَّهوَة ]


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى