محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ربما كانت لعنة الخرطوم

ربما كانت لعنة الخرطوم
في أنها القحبة المُشتهاة ابداً
وفي أنها ، كلما مارست فينا البلاهة ، وادعت أنها عمياء عن جوعنا
شوينا مصاريننا
ثم اختبأنا في المزابل
ننشد اغنيات النشيد الوطني ، ونقتسم الموتى كتذكارات جانبية ، في ناصية (كان )
لكنني لم اعد اؤمن كالسابق ، بالحُب الذي يحمل في يده سياطا ، باللذات الرخيصة التي تمزق الظهر ، ولا تُطفئ ذاكرة ، بالطُرق المسمومة التي تغشنا بالورد ، بالرصاصة التي لا تجلب قمحا ، بالجُثة التي لا تكلفنا التذكر
اصبحت رجلا اخيراً
بلغت سن الخصوبة الصورية ، سن الرسم ، سارسم كل اولئك الوحوش
ينسلون مثل الاغنيات المحرمة ، من لحية القاضي
مثل الحبيبات الرخيصات من المواعيد المفلسة
مثل الاواني الميتة من الضحك ، على فداحة العشاء
وساُعلن جمهوريتي في الحذاء الجلدي القديم ، في القُبعة التي تسند الرأس من السقوط ، في الجيوب التي ثقبتها الاوقية الذكرية ، في الازقة الموشومة بالنساء الحقيقيات ، مثل كل الجرائم الانسانية التي لا تُخلف جُثة
ساتنقل بين الحانات ، الكأس يعمدني الرجل الوحيد الذي بشجاعة أن يقطع جسده لنصفين
الرجل الوحيد الذي حين يشتاق ، يخلع النافذة ، كما يخلع اقمصته ، واحزانه ، كما يخلع عمره ويرتدي الطفولة
ربما كانت لعنتها أنها مُشتهاة
الخرطوم
السفينة المثقوبة في جبل جليدي ، تحرق ركابها للتدفئة
ربما سنغفر ذات يوم للبحر الذي باعنا للفضيحة ، حين ارتكبنا القُبلة غير آبهين بالسياط
سنغفر للجُثة الوسيمة في الكتاب المدرسي ، الجُثة التي حكتنا بلهجة متلعثمة ولم نفهم
ايتها البلاد الداعرة
لافخاذك الخطايا التي لا تطالبنا بالمغفرة، ولصيفك الاجساد التي تقذفنا بشهوتها
وتُصلي للنسيان
ولبيوتك
لبيوتك الحداد الذي لا يعير الاسود حُزنا
ولا يكلفنا انتظارا
ولقبورك
العدم الذي يغوينا بامتهان الرصاص

عزوز
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى