د. محمد سعيد شحاتة - نقوش...

هي اللصَّةُ الماكرةْ
تباغتُ عينَ المحبين بالنظرةِ العابثةْ
وتسكنُ لؤلؤةَ العنفوانِ
إذا ما تجلَّتْ خطوطُ الشوارعِ في مقلتيها،
ولمْلَمَةُ العابرين بقايا سنين
تَخُطُّ ملامِحَها في الضلوعِ
دروبًا من الوجعِ المتجلِّي على صفحةِ الوجهِ
أنسجةً وأخاديدَ ..
أين أخبِّئ هذا البهاءَ ؟!
وفي أيِّ زاويةٍ
يَقْبَعُ الدمْعُ منتظرًا أعينَ السالكين ؟!
وفي أيِّ سهمٍ تعلِّقُ قلبَ المحبِّ
وتطلقُهُ في سماءِ المرايا ؟!
تشكَّلت الأمنياتُ غمامًا
لعلَّ الحقولَ تبوحُ بأسرارها ..
يتدلَّى لسانُ المحبين ..
ينزفُ بعضَ الرتوشِ ..
وتنكفئُ النشوةُ السافرةْ
*
تعال هنا أيها الليلُ ..
زاويةُ الحبِّ مثقلةٌ بالتفاصيلِ ..
عذراءُ تلك النقوشُ
ونحن مرايا انشطارِ التقاويمِ ..
حمقاءُ تلك الجسومُ الأسيرةُ
بين كبارِ الرعاةِ وأسئلةِ الزهرةِ الواهنةْ
*
تعال هنا أيها الليلُ ..
منقوشةٌ ذكرياتُ الطفولةِ ..
أضلُعُنا المتعرِّقةُ المشتهاةُ
وتسبيحةُ الغابةِ الوعْدِ
والأكؤسُ الآسنةْ
وانشطارُ الرصاصِ بعمقِ النفوسِ ..
تلالُ الصقيعِ ..
خريفُ اللحونِ ..
بيادرُ عطشى تراودُها السُّحُبُ الداكنةْ
تعال نقصُّ الحكايا التي أثقلتها الوعود ..
الخطا المستجيرةُ ..
مأهولةٌ بالتفاصيلِ أروقةُ الجبِّ ..
مصلوبةٌ فوق ذاكرةِ الوقتِ أجوبةُ اللصَّةِ الماكرةْ :
وألملمُ الأنفاسَ من بين الأسِنَّةِ والأعِنَّةِ
والمنابرِ والمعابرِ
والطقوسِ الغائماتِ
وألحنٍ سكنتْ دروبَ العمرِ
واستلقتْ على شطآنِهِ عينًا مشرَّدةً
وروحًا ظامئةْ
أتحسَّسُ القلبَ الذي ما زال يسكنُ في ضلوع النايِ
يستجدي العيونَ المطفأةْ
أبنيَّ
ما زالتْ عيونُ القلبِ ترقبُ خطوكَ الآتي
من الدربِ البعيدِ
ترمِّمُ الكلماتِ
كي تقوى ملامحُكَ النديَّةُ
أن تعودَ إلى مسارٍ خلَّفتْه خطى الأفاعي
أدمعًا حرَّى تُعانِقُها الأماني المرجأةْ
تتكاثفُ الذكرى ..
أشمُّ روائحَ الماضين
خلف تُخُومِ عُمْرٍ أثْقلتْهُ البيدُ
واسْتَلْقَى جراحًا نازفةْ
آهٍ من الجرحِ القديمِ
ومن بقايا عِطْرِ أنفاسٍ تخضَّبت الضلوعُ بها ..
تعتَّقت الدروبُ بما تَسَرَّبَ من حنينٍ ..
آهِ من عينيكَ يا ولدي
هما المشكاةُ والمصباحُ
حين يعانقُ القلبُ الجريحُ رباهما
فتَصُدُّ عن وادي أبيكَ كتائبَ الغربانِ
أو تُلْقي سهامَكَ كالرياحِ العاصفةْ
وتردُّ ما ألقتْهُ خيلُ عدوِّهِ من أحجياتٍ زائفةْ


_________
ديوان: خاصرة الذاكرة





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى