محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لا اصدق أنني اعترفت اخيراً بذلك

لا اصدق أنني اعترفت اخيراً بذلك
لقد نجحت للحظة في أن اُحب نفسي
حين احببتها الى ذلك الحد
لأننا ابناء الشجرة ذات الرائحة الكريهة
ابناء الحيوانات المنوية
واللزوجة المزعجة
اننا ابناء الالتصاق
لهذا نحن نلتصق بالاخرين هكذا ، نحكهم باحزاننا
بتوهماتنا الصغيرة
لكنني نجحت للحظة في أن احب نفسي
حين احببتها الى ذلك الحد
وحدهم السكارى يُجيدون قول الحقائق حارة كالنقانق
وكضياع مفتاح المنزل في ليلة شتوية
او كالهزيمة امام انفسنا
ساعة الحائط تزحف بعيداً عن الحائط
نحو فستانها الاسود ، بحديقة ازهار على كتفه ، بالفتحة المتعمدة
وانا بعيد عن زحام المُدن ، والاسئلة الماكرة للطُرق
ونكران الغرفة
لرائحة جسدها المُفعم بالثرثرة
والتدخين العنيف
اُفكر في الثالثة صباحاً ، والمصباح يسرق الشخير من البيوت المجاورة ، ويدهنني بالحكايات
وانا اتأمل ما نجا منها ، قميصها التحتاني ، بخطوطه السوداء ، بملمسه البارد
معلق على مقبض اللحظة
ينفث صغار الخطايا
ويسخر لانني حين ذُبحت ترجيت النصل
وسمى الاخرون حشرجتي بالشعر
لكنني في لحظة ما
نجحت في أن احب نفسي
حين احببتها الى ذلك الحد
لقد احترمت هذياني الليلي ، والاحتكاكات السامة في الثياب العفوية للفقد
و فتحت اذرعي مثل غابة تتنصت لسهم يركض
تُطارده غزالة
وخبأت فراشة ، في لوني الرمادي
لاعلمها الحياد حين يتعلق الامر بالعطر
وعانقت الارائك الجانبية على البحر ، ربتْ على ذاكرتها حين عرفت مؤخرات لطيفة
تُهمس لبعضها بالأسِرة المؤجلة
ثم رأيتني باجنحة زرقاء
انا وانت
نحرك الاجنحة
لا لنحلق لأعلى ، بل نسحب الاعلى الينا ، بكل ما يملك من دعوات مرتجفة
ومن ألهة وانصاف شكاوي
في تلك اللحظة
لقد نجحت في أن احب نفسي
لأنني احببتك الى ذلك الحد

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى