محمد مزيد - الابله..

فتحتْ له باب الحمام وأشارت بيدها الى أنه يجب خلع ملابسه، علمتّه كيف يفتح الدوش.أكتشفت، إنه غير قادر على الأستيعاب ، قامت بفتح الصنبورين في أنبوب الخلاط ليندلق الماء البارد والدافئ .
ليس لديها ما يمكن قوله الى زوجها الذي يجلس أمام التلفاز على مقعده المتحرك . همست بأذنه " وجدتُه ينام عند عتبة العمارة ، لا أحد يرأف بحاله " .
لم يبد على زوجها الرضا أو الرفض من سلوكها ، فهو منشغلُ على الدوام بما يعرض في التلفاز .
تركته لمدة ساعة في الحمام واغلقت الباب ، بعدها ، فتحته فوجدته يجلس تحت الدوش بملابسه الرثة ،التفتت الى زوجها ، ثم دخلت الى الحمام سريعا فأغلقت المياه الدافئة وطلبت منه خلع ملابسه ، قالت له " ليس مقبولا أن يستحم الإنسان بملابسه "؟ كان ينظر إليها ببلاهة .
فتحت أزرار قميصه الأحمر الملوث ورمته الى السلة ، وطلبت منه النهوض ، فتحت له حزام البنطال وأزراره ، وأنزلته الى الاسفل ، ومن تحت قدميه أخذت البنطلون ورمته الى السلة ، بقي باللباس الداخلي يصل الى ركبتيه " عندما أخرج أنا أنزعه أنت ، أستعمل هذا الشامبو " .
بعد خروجها قال في نفسه " بعد خمس سنوات من زواجها من هذا الرجل لم يهدأ لي بال ، كنتُ على وشك الجنون ، تشردتُ في الشوارع أهيمُ على وجهي ، كل يومٍ أنامُ تحت نافذتِها ، لأنني أعرف إنها مازالت تُحبني ولكن السبل كلها أنقطعت إليها " .
يقول زوجها " بعد الزواج بسنتين دهستني سيارةٌُ مسرعةٌُ ، حطّمت حوضي ، بقيتُ طريح المقعد المتحرك ، تُداريني بعينين دامعتين طوال الوقت .. أعرفُ ماذا تريد " !
يقول حبيبها " ها أنذا في حمامها لوحدي، أرش على جسدي القذر المياه الدافئة ، لكنها حين دخلت وأنزعتني ملابسي تحركت أوصالي ، هل ستأتي تطرق الباب ثانية ،بعد أن تدخل زوجها في غرفتهما ؟ عيناه الى باب الحمام ينتظر ان تفتحه .
أنتظرها طويلا حتى طرقت الباب كما توقع، ثم دخلت وهي ترتدي البرنص الأبيض .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى