المهدي الحمروني - نحو نصٍّ شفيفٍ كالماء*

يا صديقي
لأن الإبل لم تدع حنينها بعد
أتعبني التوق للتوقُّف عن الشعر
والتقصِّي عن مزاجٍ شفيفٍٍ آخر للماء
لأن الريح الشاهقة في الصحراء
متصالحةً جدًّا مع صعلكة الفكرة
ليتنزّل النصُّ مغسولاً ب"ميلق" القريحة
مثل أطايب العُشب الزاهد على أطراف الجفاف
يا صديقي
لم تتوصَّ بقلبي
وأنتَ توصيه التوكأ على من يمُدَّ له يد القلب فقط
هل يبدو كبيرًا الآن؟!
وقد أطاح به المدى المحفوف بالغبار
ما أدنى اتّقاد رماده من الوجد
كُلّما هرِم في سموِّ خياله
رأى الحُبَّ مَصلَ خُلدٍ ووصفة حياة
يا صديقي
فُكّ ما يُسمَّى' بالقصيدة عن حرّيتي
إنّها تتأبَّى على مُخيِّلتي الحاضنة لها
فتنسُبُني لمشجّرة نزقها
وتدّعي أُمومتها لبنوَّتي النبيّة
لكنني ضجِرتُ بسطوتها
رغم عبادتي لثبات حُبِّ الأمِّ الغافر لقسريّة المنأى'
وغيرتها من مآل ارتباطي بسواها
مادمتُ لن أعود رضيعها
المُستحِمِّ بكفّيها
المسنود إلى نهدها
فخذ بيدي إلى العِتق
في رحابة
العزلة
□□
* عن قرب صدور ديوان
"ماءٌ دون وساطة الخزف"
___________________________
ودّان. 4 آذار 2022 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى