رضا أحمد - كيف بدأت الحروب؟...

مررت بموكب
الأميرة ترتدي فستانها القرمزي
رأسها الصغير غافٍ تحت التاج
وعيناها حافظتا أسرار
زهرتان ذابلتان،
طفلها ينقر بإصبعه غيمة
وتلحس المشاعل عينيه وفمه،
الحاشية تغني خلفهما: عاش الليل الطويل
عاشت الشمس أينما كانت،
القصر بنفسجي وعال
لكني رأيت العصافير
وميزت أحذيتها الصغيرة
والآنية الزجاجية التي تشرب منها زقزقتها
وتغرد،
الأميرة ترتدي درعًا
تمسك سيفها البرتقالي بيد
ورأس زوجها الحزين بيد،
الطرق خضراء بين الجبال والبحر
وحمراء في ردهة القصر
حتى مخيلة الفلاحين عن التفاح والطماطم،
كانت الأيدي قديمة
العيون قديمة
والليل أبدي،
الحكايات تفرد أجنحتها المقصوصة
تتعثر في الظلال
تشكو من ألزهايمر والتهاب المفاصل
لكنها مازالت صالحة للنوم
يوزعونها على الأطفال مع اللبن المجفف والحزن،
كان الصغير يقرأ رسائل جده
ولديه الرغبة نفسها في القتل
يضع الحناء على رؤوس الخيول
ويبارك الصف الأول بالنياشين والدموع،
كانت الحرب مملكة بعيدة
عليهم أن يذهبوا إليها في موكب
يمر على السجاجيد الحمراء
وفوق عيون التماثيل.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى