* عيد المرأة * "ندوة المرأة العربية بين سندان الذات، ومطرقة الآخر". مداخلة الدكتور أيمن دراوشة / الأردن.

* يوم المرأة العالمي يوم ليس ككل الأيام *

في ورقتي هذه لا أريد التحدث عن تاريخ هذا اليوم، ولا عن الفعاليات والمحاضرات والاحتفالات والندوات، والتي أصبحت روتيناً مملاً، فيا ترى ماذا فعلت تلك الندوات التي طالبت بحقوق المرأة والمساواة بينها وبين الرجل؟

مجرد روتين، فلا وقائع ملموسة على الأرض إلا النزر اليسير.

في هذا اليوم، لماذا لا يكون إجازة رسمية لتلك المرأة العاملة التي أفنت عمرها في سبيل تربية أبنائها وتعليمهم؟

إنه يوم ليس ككل الأيام، فهو اليوم المتميز الذي يطالب فيه بأن تعامل المرأة في شتى بقاع الأرض معاملة إنسانية، وتقديرها عن جهودها في جميع المؤسسات والشركات الخاصة والحكومية.

وعلى الحكومات في أوطاننا العربية بالذات سن القوانين الرادعة بحق من يقتل شقيقته وينكل بها أشد تنكيل، خاصة بما يعرف بقضايا الشرف، وكذلك سن القوانين التي تحفظ لها حقوقها الشرعية في الميراث، لا أن تتنازل لأخيها تخجيلاً أو خوفًا، فأخوها لن يسأل عنها إذا افتقرت أو تطلقت، والمحاكم تعج بتلك القضايا التي أصبحت يومية.

نسمع كثيراً عن تنكيل عنصر الرجولة بالمرأة ولأتفه الأسباب، ولربما أدى ذلك للقتل الشنيع تحت مرأى الحكومات، وإذا كانت المرأة تخطئ مرة، فالرجل يخطئ عشرات الأخطاء ويقف القانون بصفه.

إنها المرأة القادرة على الغضب في زمن التسارع التكنولوجي وزمن الظلم الذي يقع عليها.

المرأة كل المجتمع وليس نصفه كما يقال، وهي الأساس والأوتاد التي تحمل البناء من السقوط، لهذا فتكريم المرأة بيوم عابر هو إجحافٌ بحقها، وعلينا الاعتراف بأنها قدمت للمجتمع من الإنجازات ما لا يستطيع فعله الرجال، وتاريخنا وتاريخ كثير من شعوب العالم شاهد على ذلك، حيث استطاعت المرأة أن تغير مسيرة العالم في كثير من الأحداث، وتقلدت مناصب حساسة، وحصلت على جوائز، بل وتوفقت على الرجل علمياً وأدبياً، فهناك رائدات الفضاء والطبيبات والعالمات والأديبات والمعلمات والمؤلفات والمديرات والمحاربات ورئيسات الدول، فهي خنساء الماضي بخنساء الحاضر، ومدام كوري وأجاثا كريستي وكليوبترا وزنوبيا وخولة بنت الأزور... إنها أسماء مزاحمة للرجل بتفوقها وقدرتها على خوض الصعاب على الرغم من نعومتها وحنانها الفائض ورقتها الانسيابية.

* أيمن دراوشة.

الأردن.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى