شريف محيي الدين إبراهيم - صفر

أبي واحد...
أصدقائي اثنان
أحبائي ثلاثة..
معارفي عشرات..
وأنا صفر!!
و أولئك الذين يمنحونا الدفء... الضوء ،أين هم؟!
ضاعت كل طرق الحياة المؤدية إلى بداية واحدة حقيقية ،ولم يتبق سوي السراب...
الحلوى، البسكويت، الشيكولاتة، الفاكهة، الخمر، والنساء!!
ادفع... تأخذ... تملأ كل جيوبك بالعديد من القطع الصغيرة والجميلة..
وفي السيارة ستجدها هناك، تبتسم لك في رقة، و تتلوي بين أصابعك، وكأنها سيجارة تحترق في شغف.
اسحب، اشرب، تجرع من متع الحياة...
دعك من صمت أيامك، وقسوة أحلامك.
هذه الفتاة تبتسم لك، قبلها، ولا تخش شيئا، وهذا الرجل يكشر لك عن أنيابه، ادفعه بقوة في صدره، ولا تعبأ بصراخه أو بأناته المدوية.
هؤلاء يكيدون لك كيدا عظيما..
. دعك منهم، اصفع أول من يقابلك، صح في وجهه:
أنا أعلم كل شئ عنكم... وكل أسراركم، وحيلكم لم تعد تعنيني في شئ قط!!
دعك من البداية، أو حتى النهاية!!
لا شئ يعوقك عن الحركة... عن المضي... عن الطيران.
اصعد إلى الطابق الأخير وألق بنفسك من النافذة...
لا تعبأ بجزع زوجتك الخادع، أو بكاء أطفالك الدائم، أو حتى تحذيرات هذا الشرطي الملتاع في الشارع.
هيا... اقدم... ولا تتريث أو تتراجع...
فأنت واحد...
وهو واحد...
وأنا لازلت صفرا!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى