هاني الغريب (هاني أبو مصطفى) - قبل أن يموت..

أمشي ومن حولي تجاسر منبرُ
أيخونُ في معنى عليٍّ قنبرُ

ويُقالُ عني ساحرٌ وأنا الذي
قلبي بهِ سرُّ الحقيقةِ يظهرُ

أنا لستُ أقلبُ آيةً بل في يدي
نورٌ وأنى كنتُ عقليَ يذكُرُ

ليلي مُناجاةٌ نهاري ضحكةٌ
عن فيضِ رحمتهِ العظيمةِ تُخبرُ

وإذا ذكرتُ سجدتُ أشعرُ بالهوى
في داخلي أبدًا يصيحُ ويزأرُ

ولَكَم ظُلمتُ كم اتُّهمتُ كم افترى
أهلي عليّ ودون أن يستبصروا

أنا ما قتلتُ أنا قُتلتُ وكان لي
في كُلِّ حادثةٍ دمٌ يتفجّرُ

ذنبي هو العشقُ الإلهيُّ الذي
للآن ينزفُ في الطريقِ ويقطرُ

ذنبي هو الأسماءُ تفضحُ خرقتي
وتجلّياتٌ قلّما تتفسّرُ

وأدورُ بين الغائبين مُفتّشًا
عنهم لقد كانوا هنا وتبخّروا

كالطفلِ أبكي تهتُ في أسواقِهم
وحدي كما مثل الزُّجاجِ أُكسّرُ

ومعي عصايَ وحين أُمسكُ سبحتي
بفمي تئنُ مشاعري فأُكبّرُ

أنا والذين معي بتكيةِ شيخِنا
ليلى تُلاعبُنا وفينا تعبُرُ

أسرارُنا جلبت لنا أحزانَنا
لكننا مما نرى لا نصبُرُ

ولنا من الأحوالِ ما لو بُحتُهُ
للناسِ ما قبلوا بنا وتجبّروا

للحضرةِ الخضراءِ برقٌ لم يزل
يغتالُنا ومدىً بعيدٌ أحمرُ

نحنُ الدراويشُ المساكينُ اختفت
أرواحُنا وإلى الجحيمِ سنُحشرُ

هذا الجحيمُ غرامُهُ لانرتضي
جناتٍ عدنٍ فالنعيمُ تأخُّرُ

وهناك لانحتاجُ حورَ العينِ بل
نحتاجُ دفءَ حنينهِ وسنُعذرُ

وندورُ ثم ندورُ
حول الفكرةِ الأُولى
وعند البابِ سوف نُطبّرُ

الله ليس سوى المحبةِ عندنا
لا يخلقُ الفوضى ولا يتذمّرُ

الله آلُ محمدٍ هم رحمةٌ
لم يظلموا أحدًا ولم يستكبروا

زرعوا السلامَ لذاك كانوا دائمًا
للعاشقين وبالطريقةِ أجهروا

أنا من دراويشِ العراقِ وحنطتي
منهم ويعقوبي نبيٌّ يُبصِرُ

وأُحبُّ دروشتي رأيتُ بعيِنها
ماغاب عن غيري وعوديَ أخضرُ

ويُقالُ عني ساحرٌ أنا ساحرّ
فعلاً وبالخمرِ المُعتّقِ أسحرُ

الوردُ مبخرتي إذا ما شمّها
مَن يعشقون تسارعوا وتعطّروا

أيُقالُ للحيرى كفاكم خمرةً
إن تعصروا ما في المواجدِ تسكروا

قل للدُّفوفِ أترقُصين بحضرتي
القومُ عن فهمِ التقارُبِ أعسروا

أنا في التكاثُرِ واحدٌ من حيثُ هو
وأنا إذا جهلوا الحقيقةَ أكثرُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى