هشام حربي - وجوه اعرابها

هل كان بعد البوح من مطرٍ ، يفوح الشوق منه ، وهل رأينا نورنا والشمس تمرح فى مدار السرد ، هل تبدو السماء على اتساع مدارها باباً سنرجع منه ، لايبدو الفضاءُ مناسباً لزراعة الأزهار، هل عدنا بكل بذورنا من أجل ذلك ، كنتُ أضحكُ حين ألقى بذرةً فى النورِ ، ثم أطلُ بعد دقيقةٍ فأرى غلافَ القلب محترقاً ، فهل كانت على كفيكَ أزهار الملامسة التى جعلتكَ أشبه بالفراشة فى هشاشتها وفى وهم ادعائك حاجة الألوان للنار، الكتابةُ سربت لك وهمَ قدرتها على مزجِ الحقائق ، حين أدركتَ استحالة أن تعيشَ على ثرياتِ الفراغ ونورها ، ورميتَ أغصان الفصول ، فلَستَ من هذا الفراغ ولا خُلقتَ له ، وهل ستكون فى يوم من الأيام لوناً يحتسيه السادةُ الشعراءُ من كُتَّاب هذا الوحى ، أنت إناءُ عصرك من توجسك الطبيعى ، انتشائك بالحوار ومن ولوغك فى الحكاية عامدا ، قد كنتَ ترجعُ كل يومٍ عابساً متقمصاً وجهاً قديماً من قصاصاتِ الوجوهِ ، وكنتَ تقرأ ما بعين جماعةِ الرفقاءِ ، كيف يجوز أن تختارَ وجهاً للحكايةِ غير وجهِ فراشةٍ ، هى من تعيدُ النارَ للأوتارِ ، تجعلُ لاغترابِ البعضِ معنى
هل رأيتَ وجوهَ إعرابِ الفراشةِ فاعلاً فى أى نصٍ ، كنتَ ترصدها على زهرٍ فتهتف للبلاغيين من خلف النصوص ، تأملوا ألوانها فى كل وجهٍ ، هاهنا يتعين المفعول من بوح الرحيق ، فهل تمر على مساحة خوفكَ المشروع تعبرُ حارةً فترى القيامةَ فى عيون صغيرةٍ فى الحى لفحتها عيون النار ، قلتَ فراشةٌ مرفوعةٌ فى كل نصٍ ، كيف تغريها وجوهُ النارِ ، ثم تعيدها نصاً هجيناً من تراث الهندِ ، يزعم أن إحراقَ الفراشةِ زهرةٌ سلميةٌ ، ستظل تنبت فاعلاً فى شكل مفعولٍ ، ومفعولاً يجاهر باختيار فنائه ، من أجل هذا كنتُ أصعد فى السحابة ، ثم أخرج للفضاء ، وربما عاينتُ طعمَ النور ، لكن الفراشة فى ظلام الحيرةِ انطلقت .
........................... هشام حربى
من ديوان الرحلة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى