علجية عيش - هكذا يأكل الأفلان ابناءه

بعد إطلاق أسماء شخصيات على جامعات و مطارات
مثقفون يطالبون بإعادة الاعتبار للمجاهد العقيد محمد الصالح يحياوي


مطلب واحد قدمهباحثون و مثقفون جزائريون في رسالة وجهوها لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون و هو إعادة الإعتبار لشخصية تاريخية و إطلاق اسمها على إحدى الهياكل الجامعية أو المطارات أو حتى البلديات في إطار المشاريع التي تنجزها الدولة، و من هذه الشخصيات العقيد محمد الصالح يحياوي الذي كان مرشحا لخلافة الرئ\يس الراحل هواري بومديبن بعد وفاته لكن يحدث العكس إذ تم اختيار الشاذي بن جديد مكانه و دون الدخول في التفاصيل فالرجل قدم الكثير للجزائر مذ كان في صفوف الثورة الجزائرية و تعرض لمحاولة اغتيال بسبب مواقفه، و إن كانت عائلة الفقيد قد ترفعت عن مطالبتها بهذا الحق، فالمسؤولون السامون بدءًا من رئيس الجمهورية و وزير المجاهدين أو وزارة الدفاع أن تتذكر فضائل هذا الرجل و تضحياته الجسيمة و إخلاصه لوطنه، فكل الشخصيات تم الاعتبار لها ماعدا هذا الرجل الذي كان مرشحا لأن يكون خليفة الرئيس الراحل هواري بومدين قبل أن يحدث الانقلاب عليه و إقصائه، لكنه تعرض للتهميش و الإقصاء على كل المستويات و لم يفكر و لا رئيس جمهورية في إعادة له الاعتبار، و تساءل مثقفون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ألا يستحق هذا الرجل الذي عرف بصاحب 18 رصاصة أن يطلق اسمه على جامعة من جامعات الجزائر أو إحدى مطاراتها ؟ كما أطلق اسم الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري على جامعة قسنطينة 02، و أطلقت أسماء شخصيات وطنية مثله على جامعات و مطارات أخرى، و ها هو رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يصدر قرارا بإطلاق اسم قائد المقاومة الشعبية بالصحراء الكبرى الشيخ أمود بن مختار على مطار جانت، فلماذا تستثنى هذه الشخصية الوطنية من التكريم الذي تستحقه تعبيرا عن ما قدمته من تضحيات؟ فالمجاهد محمد الصالح يحياوي الذي شغل منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطنين و أدار كلية الأسلحة بشرشال، معروف عنه بأنه مثقف محترف من خلال مقالاته التي كان ينشرها في أسبوعية المجاهد لسان حال حزب جبهة التحرير الوطني و كذا جريدة صوت الأحرار، إلا أنه تعرض للنسيان من قبل رفقاء الدرب و رحل عن الحياة حاملا في جسده رصاصات العدو دون أن يعاد له الاعتبار .
فرحيل رجل في وزن العقيد محمد الصالح يحياوي يظل خسارة للجزائر، و لا نبالغ لو قلنا أن تتبع مسيرة المجاهد محمد الصالح يحياوي رحمه الله في سياقها السوسيوتاريخي تبين كيف يصنع الرجال التاريخ بمواقفهم و تضحياتهم، فقد ترك العقيد محمد الصالح يحياوي رصيدا فكريا و سياسيا موثقا في خطبه و مداخلاته، و المتأمل في أسلوبه الخطابي يقف على أن الرجل رحمه الله كان مفكرا و ناقدا، كما يصنف في قائمة المثقف الثوري الملتزم بقضايا أمته، و ليس هناك مبالغة في تقدير الرجل في تغيير حركة النضال داخل حزب جبهة التحرير الوطني، بل هي في الحقيقة تعتبر دروسا لكل مناضل مهما كان انتماؤه الحزبي، هي دروسا من خلالها تتحرك الطاقات الكامنة في داخل كل إنسان، يُحَوِّلُ السلبية إلى إيجابية و السكون إلى حركة، و يُحَرِّضُ على البذل و التضحية و العطاء اللامشروط، فخطبه ترسم للناس الطريق و تضع لهم الأهداف، فيحدث التغيير، لقد عاش الفقيد في زمن تميز بالإدبار و ذهاب هيبة الشخصية الجزائرية و تربص أعدائها بها، و يبقى السؤال مطروحا:
لماذا تخلت جبهة التحرير الوطني عن المجاهد محمد الصالح يحياوي؟ و لماذا يأكل الأفلان ابناءه؟
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى