بدوي الدقادوسي - ثلاثية الغربة

1- الرجل السمين الذي يجلس بجواري في الحافلة التي تقلنا لآداء العمرة اضطررت أن أجلس على نصف مقعدي ليجلس هو على كرسي ونصف ؛وكلما انكمش جسدي تمدد جسده حتى استولى على المقعدين تقريبا .
وامرأته تجلس على المقعد الأمامي منا هي وابناها ؛ وعلى كتفها فطيم فطلبه منها ليريحها من عناء حمله وأجلسه بجواره وناولته الفطور فأخذ يتناول فطوره بشهية ؛ ولما أبديت تأففا بعد ساعة من الصمت انتفض قائلا : هي الدنيا جرى فيها إيه؟ الناس مش طايقة نفسها ليه ؟ دي الناس لبعضها يا أخي؟ فالتفت الجالسون مشفقين لحاله ويرمقونني باحتقار.
2- طوال غربتي وأخي يزرع نصيبي من أرثنا بلا مقابل ولما قررت العودة لأحضان بلدي طالبته بنصيبي فشكى وبكى :بدلا من أن يساعدني ببعض مما عاد به ؛ يريد مقاسمتي في لقمة عيشي !! هي الدنيا جرى فيها إيه؟فالتفت الجيران نحوي كل أهل القرية يرمقونني باحتقار.
3-أذهب لعملي دون فطور ؛فزوجتي تطيل في صلاة الصبح وتجلس على سجادتها تقرأ (الورد الصباحي) ولاتبرح مكان سجودها حتى تنتهي منه ؛ فألقيت اليوم بوردها صائحا أنا أهم من أي شيء ! نظرت نحوي في ذهول وهي تستغفر الله : أكفرت ؟؟
قلت أنا أحتاجك والله لا يحتاج وردك ! ولو كان الله يكلمنا لقال لك هو أهم !
تجمع الجيران على صراخها وهي تستغفر من أجلي . فتفرق الناس وهم يقولون : الكتب التي يقرؤها لحست عقله ؛ ثم التفتوا خلفهم يشعيونني باحتقار .









[HEADING=3]193 commentaires[/HEADING]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى