جمال طاهر - في رياضِ الرسول

فلا قوْلٌ يداني الوصفَ منه* ولا أحدٌ يُدانيه الخِصَالا
فما زادَ المقالُ عليك شيئًا* ولكنْ زادَ في قولي الجمالا
صديقُ الوحي موصولُ المعالي* فما أسمى الصداقةَ والوصالا
جميلُ الوجه فاقَ البدرَ حُسنًا* وقد أربى على الحسنِ الكمالا
كريمُ النفسِ لا تعلوه نفسٌ* وإنْ فاقتْ سخاياها الرمالا
ولو قطع الهوى للوصلِ حبْلا* فَتِلْتُ لوصلكَ الغَرِّ الحبالا
لقد أهديتنا لطريقِ رشْدٍ* فجاوزتَ المفاوزَ والجبالا
فحُبُّكَ يا رسولَ اللهِ فينا* يفوقُ الوصفَ يجتازُ الخيالا
فصلوا دائما أبدًا عليه* وجِدُّوا السيرَ وابتدروا الرِّحالا
رفيعُ الذكرِ لا يعلوه ذِكْرٌ*
فقد لَزِمتْ مكانته الجلالا
مُهابٌ في مُحيَّاهُ ابتسامٌ* وقد جذَبتْ مَهابَتُه الرجالا
براهُ اللهُ منْ بَشَرٍ رسولا* ولكنْ فاقَ في البشَرِ احتمالا
فلم يتركْ زمامَ الدِّينِ خوفًا* وليسَ بمن رضى جاهًا ومالا
جزاه اللهُ عنَّا من رسولٍ*تحمَّلَ في رسالته الثّقالا
فأجملُ ما بدا في الأرضِ خَلْقًا* وأصدقُ ما به الثقلانِ قالا
رحيمٌ قد أتى للخلقِ طُرًّا*فعمَّتْ رُحْمُه الخلقَ اشتمالا
أتى جملٌ له يشكو ويبكي* وضمَّ الجزعَ حينَ بكى ومالا
شجاعٌ قد تصدَّى الكفرَ فردًا* وقد صدُّوهُ رُكْبانًا رِجالا
عفوٌ ما أتى إلا لِعفْوٍ* فسامحَ مَنْ أذى قولا فِعالا
ملاذٌ فوقَ مرْساهُ استقرتْ* قلوبٌ كابدَتْ سفرًا كَلالا
تقولُ النَّاسُ في الأهوالِ نفسي* وتلْهجُ أمتي ربَّ ابتهالا
فمَنْ رامَ العُلا صلى عليه* ومَنْ بلغَ المُنى زادَ ارتجالا
يهيمُ العاشِقونَ بكلِّ وادٍ* وعشقي غيرَ وادِكَ استَحالا
ونبضُ القلبِ إنْ أحيا جسومًا* فنبضُ هواك في الأرواحِ جالا
تتوقُ النّفسُ للعلياءِ دومًا*فشوقي رؤيةُ المختارِ طالا
رأيتُكَ يا رسولَ اللهِ رؤيا* وأرجو اللهَ في الأخرى الوصالا
وإني أرتجي جناتِ ربي* لعلِّي ألتقي النَّبعَ الزُّلالا
ليثربَ طارت الأشواقُ منِّي* وعندَ بقيعِها أرخيْتُ بالا
بروضِك قد سكبتُ بها شجوني* ولكني تضلّعتُ المنالا
وطئْتَ الأرضَ فازدانتْ بهاءً*وذكرُك صارَ في شفتَّى خالا
فصلوا ثمَّ زيدوا ثمَّ صلوا* على المختارِ وابتدِروا الرِّحالا

شعر جمال طاهر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى