زين المعبدي - قراءة في نص "ناعمة" للكاتب أيمن دراوشة

النص:

ناعمة جذلى تلك الذكريات التي تشحنكم بالنضارة والترياق المحلى؛ لتهبكم ولاءكم الروحي، وتجعلكم تختلون بكم فيما بينكم، حيث تضيفون الزمان على موائدكم العامرات، وتتأسون على ما فاتكم من قطارات...

القراءة / زين المعبدي

التشويق والإثارة بدأ من أول مفردة، أي أن ايمن بدا من العمق على خلاف كثير من الكُتاب، فالتقديم والتأخير جاء مبكراً، وعلم المعاني تبلور في صورة شتى بدأت كعروس بكر تلك الذكريات التي عشناها، ولا زالت تلازمنا، بل تلتصق بنا بروائح عبقة، وتشحنكم ويكأنه يتحدث عن مولد كهربائي شديد الطاقة

ورغم انتهاء وقت الذكرى إلإ إنها هي التي تمنحنا الطاقة حملنا الكاتب بأنفاسه وارتقى بنا بمرقاته حيث العودة للوراء ويقصد الذكرى التي تدفعنا للأمام تمام (كالأستيك)

لكي يعمل لابد من سحبه للخلف.

والترياق المحلى:

كيف يكون الدواء حلو وليس حلو فحسب أبدا

بل مُحلي عن قصد ويكأن الذكري هي من وضع الشهد بحياتنا.

لتهبكم:

الهبه دائما هي أغلى ما يملك الإنسان ولا تأتي إلا من الله ومن الأشخاص الكرماء الذين يعطون الثمين دون مقابل فالذكري منحتنا الطاعة والرضى والانصياع الروحي

ونختلف فيما بيننا ومناجاة الذات لنفسها الأنا الخفية والأنا الظاهرة والصراع بين الماضي والحاضر خلق ثورة عارمة من المشاعر والأحاسيس.

وكيف يضع الإنسان الزمن المعنوي بماضيه اللذيذ الذي أصبح ذكرى على مائدة محسوسة؟

فالمائدة كرمز ودلالة سيميولوجية توحى بالعطاء والخير والعشرة وإن ولا

فحقيقة دراوشة صنع بورتريه غاية في الروعة لكي نصفه لا بد وأن نصنع ما يضاهيه من الكلمات، فحتى مفردة فيما بينكم رغم أنَّ النفس المتحدثة واحدة، ولكن تشعر بأنك تخاطب عدة أنفس فهذا تفخيم للذكريات

فالنفس دائماً في صراع ما بين الندم على الماضي والسخط على الحاضر والخوف من المستقبل

أليس الله بقائل.

ولقد خلقنا الإنسان في كبد

صدق رب العزة

فالرضى بالقليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل هم التقوى بعينها، جعلنا الله من المتقين المبدعين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى