مصطفى معروفي - جوهرة

أنا النازل السرمدي
من الزمن المستحيل إلى آخر القبّراتِ
أضم بها ما تنحى من الأمس
نحو الضفاف العتيقة...
سرب العبير تمطى قليلا
أماط قواريره من تطلُّعنا
وحكاياه أجمل من موت مزرعة
في أقاصي فتوحاتنا،
يا صديق الأغاني الشهية
إنك ملح موائدنا
وهواء موانئنا
كيف كنت قبيْلَ احتراق المواعيد
في دربنا وهْو جميل كماء المحيا كما قد ترى
أتيناك نجري
وفرّ لقاؤك من وجهنا
ما الذي حرض الدم فيك لكي
تتغنى بآلامنا ثم تلقي بها لرياحك؟
ما الذي دفع البرق حتى أحال مراياه طرا
على ما نسيناه من جرحنا ؟
وفهمناك إذْ جئتنا هامسا
والشجون تدحرجها في سهوب رؤاك
ألا إنني أشهد الآن أنك واحدها
تتسلح منك المراثي
وتدخل آخذةً إذنَك بابَ الهشاشة
إعط يديّ رؤوس المصابيح
سوف تسوق الأماليد أعلى تحياتها
صوب جيرانها...
من ثقوب الغيوم الوطيئة سوف نرى المطر الغض
ينفض عنه إهاب الحقول الرديئة
سوف يقرأ في وجهه جارُه
نصف أنملة لا تريد الإقامة بين اهتراءاتنا
إننا في يد الوقت جوهرة
تحتسي من كؤوس الغياب مفاتنها
وتقبِّلُ خد المساء النديّ
وتسأل عن زمن لابس معطف التهلكةْ.
ـــ
مسك الختام:
أنا حجر اليقين
أرى يراعي دائما يجري وراء الاستعارة
كي بها يلقي إلينا عريَ هذا العالمِ.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى