أريج محمد أحمد - تهيؤات..

يقتلني الليلُ خوفاً
بصوت الفحيح من أسفل سريري
الأناكوندا تنتظر ان أنزل قدمي
لتبتلعني ...

ثمة أيضا القطة ذات الذيل المقطوع*
ترسمُ طريقاً متعرجا بنقاط الدم
ومواؤها الجزع يطغى على الفحيح ...

صورة الساحرة سونيا ممتطية المكنسة
تغمز في الفراغ المظلم الا من عيني القطة ...

وشارعٌ طويل مازالت الحواجز المتوجة
بدماء الشهداء تجعله متحفزا للمضي في *
التغني بأشعار وهتافات الثورة
يأتيني نغمها الهادر
من بعيد أظنه من وراء الجدار
المتصدع في ذاكرة الخرطوم
الثائرة عبر التاريخ ...

ثمة امرأة أيضا تجلس
القرفصاء تضرب الودع *
أظافرها طويلة في إهمال
وشعرها الأشيب يطوق
عنق الغيب بالخزعبلات
ستأكلك الافعى ...
ستنام القطة بالقرب
من ساقيك ...
حينها أشعر بشيء
لزج على الملاءة
أضم ساقي في خوف
كم يبدو المفتاح بعيداً عني
لأشعل الضوء
لأنهي ذلك الكابوس اليومي
أبعد من قدرة العائدين من الموت
تحت جنحِ الظلام على السير
باعتدال
هم أيضا يتخبطون أسفل سريري ...

يا الله هناك عالم من الرعب
يسرق النوم من عيني
أين حصاني الأبيض ذي الجناحين *
ليخلصني
لم لا ينبت الياسمين مثلا تحت السرير
في مشروع معطر للانارة الخافتة ؟
لم لا ينبعث صوت مقطوعة موسيقية
لموزارت
تعانق السماء وترقص على وقعها
خصلاتي على الوسادة
وسادتي التي تغرق في الأرق
المتدفق عبر أذني
هي ليست مرتاحة معي
وانا كذلك
أقذفها في ضجر
أسمع لعنات بصوت العجوز
التي تلقيها في وجه القطة
التي بدورها تقفز لتفادي الضربة
لتقع في براثن الأفعي
صوت
عظام
ت
ت
ك
س
ر
يسكت صوت المواء
اهدأ
يقترب صوت الهدير
(ثوار أحرار ح نكمل المشوار )
تركض العجوز باتجاه
صورة الساحرة
فتفسح لها المجال وتحلقان
بعيدا بالمكنسة
يتواصل الهدير
يعلو
ينير الطريق بقلوب مترعة بالأمل
يبتلع الجدار المتصدع الأفعى
وتبدأ الصدوع في الالتئام
يسكت الفحيح
يقترب المفتاح مني
أتمطى في وجل
أشعل الضوء
أنزل رأسي
وأنظر أسفل
سريري
هناك
حقل
من
ا
ل
ض
و
ء
وعبق رائحة الياسمين
.........

-----------------------------
- القطة المقطوعة الذيل وردت في نص( شيء من عالم آخر )
- ضاربة الودع وردت في نص (حينما تكتبني القهوة)
- الحصان الأبيض المجنح وردت في نص( تسلل)
- دماء الشهداء اشارة لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة والحواجز (التروس) التي كانت تقام على مداخل ميدان الإعتصام لحمايتها من الإقتحام ولأجلها بذل الثوار أرواحهم .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى