مصطفى البحري - أحكام إغلاق حَنجرتي بمزلاج

من الشرفة أعلى
البيت
أرى

عمود كهرباء
أسفلَه
رجل متعب
يُدلي العمود قبعة خوص
فوق رأسه

في الرصيف المقابل
عازف كمان

الرجل المتعب
ينام
تحت قبعة الخوص
وتحت إيقاع الكمان

من فمه المفتوح
تطير
أسراب فراشات

( العمود وعازف الكمان
يتبادلان شارة النصر )


الرجل المتعب بقبعة الخوص
متأبطا شجرة
يركض
في اتجاه مسرح المدينة

تتبعه أسراب الفراشات
وموكب سيارات
رسمي


____




أنا أخرج الآن من سديم الألوان
مثل ظفر ناتئ في لوحة زيتية


الألوان الكثيفة لا تدع مكانا
للعبور
إلى جسد امرأة
من الخزف الصيني

تواصل الألوان تمددها على وجهي
تواصل امرأة الخزف الصيني تدحرجها خارج
لعبة الألوان

المرأة لا تحب
غير لونها الأول
لون الشجره

وأنا الخارج من سديم الصدفة
لا أحب أيضا
غير لوني الأول
لون الريح



_______



لا أحب أن أنتمي إلى أحد
رجلاي تتعلمان المشي من حجر الطريق
وعيناي سنجابان
يسبحان في حوض السمك

( خارج طقس الفصول تنمو أصابع الشجر
على كتفي )


تسألني
لماذا أتخذ شكل غيمة
وأنا
أحمل امرأة تعبر النهر
إلى
سرير الدهشة

( قلبي غيمة من طراز نادر )


لا أحب أن أنتمي ألى أحد
لذلك
أحشر ظلي
في ركن الغرفة قبل النزوح إلى خارج الصَّدَفه

وأُحكِم
إغلاق حنجرتي بمزلاج نحاسي


( لا أحب أن أنتمي إلى أحد )


أطعم الطيور
أصابعي كل ليلة

( جميل صوت طقطقة الاصابع في مناقير الطيور )


لا تكن غريبا أكثر من اللزوم
في حفل المساء

ضع فقط
طائرا مكان رأسك
حين ترفع عقيرتك
بالمواء





13/4/2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى