بلقيس خيري شاكر البرزنجي - شرنقتي المبطنة

كدبيب النمل في غرفة مهجورة
يكتسحها الظلام وخيوط العنكبوت
ترسم على جدرانها المتشققة ألم مريع بحذافيرهِ
هكذا هجرت مملكة الكتابة
لا أعلم
ماذا حصل لي؟
الغريب في الأمر، لم تجف محبرتي،
ولم تتركني ريشتي وتحلق بعيدًا عني،
لكني لا أستطع جمع شتات ذهني
كأني لا أريد فتح عيني
بأطالة النوم السبئيني في شرنقتي المبطنة،،
هل أنا حقا مصابة بما يسمى (متلازمة الصفحة البيضاء)!!
أيتُّها الحروف المشاكسة
كيف هربت من ورقتي؟
لا أعلم بالتحديد اين اعتلالي؟
كأني اعاني من عسر شديد في إلهامي
لقد تطايرت أفكاري
مع الفراشات الحزينة
لتغادر هذا المكان الطافح بالبؤس
تناثرت مشاعري الجياشة من داخلي
لقد نضب خيالي تماما.. وجف كبحيرة
لم تعد النوارس تأتي اليها
لانها تبخرت كليا
تخانقت أفكاري، صوتي المتحشرج.
ذاكرتي التي تعود بي الى صبابتي
حيث كان ابداعي..،
يستمد ضياءه من النجوم والكواكب ، كانت الكتابة بمثابة مخدر من اشد انواع الكوكايين صفاء....اما الان اضحى كل ذلك بعيدا بعيدا جدا عني...
لم تعد الكتابه ترغب بي لقد تخلت عني.. وهربت مني.. كما يهرب السجين من زنزانته الموحشة..،،
سافرت حروفي وكلماتي
اقامت عزاء في قلبي
وغادرت عالمي الادبي
تركتني في بحرٍ هائجٍ ترتطم بي الامواج وحدي
هل ساركب قارب الكتاب مجددًا
وابحر في بحر الأدب...
ام اني سأغادرهُ مرغمة عني ؟
يا لهذا اللهيب الهائج في قلبي
لقد أشتد استعاره لشدة اشجاني
أنا لا أغادر هذا العالم المجنون أبداً
فأنا أن لم أولد كاتبة
فأنا كاتبة..،،
فلتنته هذه الهلوسات أو لا تنتهي
لقد عاد إليَّ إبداعي...

بلقيس خيري شاكر البرزنجي
.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى