أدنو فَتُشْعلُ مِنْ إحساسِها قَبَسا..
كأنّها الضّوءُ فضّتْ ذاتُه الغَلَسا
وكان عقلي فَراشَ التّيهِ في لغةٍ
وقد تجلَّى سراجُ الضّادِ وانعَكَسا
مثلُ اخضرارِ هدوءٍ إذْ تأوَّبَني
طيفُ الهويّة.. في أقصى الكِيانِ رَسَا
كأوّلِ الشّمسِ تُفشي السّرَّ في جسدي
حتّى تُلامسَ في مَرْجِ الرُّؤى النّفَسا
أدورُ سكرى على جوديِّ مَشهدِها
حتّى أُكاشفَ مِنْ عِرفانها قَبَسا
تحجُّ ذاتي عميقاً نحو فِتنَتِها
لِيُثمِلَ الكَشْفُ في الإحساسِ ما لَمَسا
كَـرُؤيةٍ تَتَعرّى فوقَ سِفْرِ دَمي
لِتَكتَسي بالصّفاءِ المحضِ ما انْبَجَسا
مِنْ فَرْطِ ما فلْسفَ التأويلُ حِكمَتَها
جَرَتْ كماءٍ بِصخرِ العقلِ حينَ قَسا
ومُنذُ سالتْ بِغَيماتِ الكلامِ.. نَما
مَجازُها الخِصْبُ في صَحرائِنا سَلِسا
تَمثَّلَ الضّادُ معنىً في مَدارِكِنا
لِيُسْرجَ الفكرُ وعْياً يَعبُرُ الخَرَسا
بُرهانهُ معجزات الوحْيِ مُذْ سَلَخَتْ
آياتُه العَتْمَ عن أفكارِ مَنْ نَعَسا
لِتَستفيقَ نَهاراتُ القلوبِ وقد
أفْنَتْ بِما انْسلَّ مِنْ خَفْقِ البُزوغِ مَسا
لِتَبلُغَ الغايةَ الفُصحى مَقاصِدُها
ويستقيمَ لِسانٌ كان مُلْتَبِسا
لِشاهقِ الفِكْرِ تَعْلو كالشِّهابِ إذا
يَدُبُّ نوراً.. فَتَكتظُّ السّما حَرَسا
حَوَتْ مِنَ الهَديِ في الألفاظِ جَوْهَرَهُ
مِنَ المعاني ومِنْ ديوانِنا عسَسَا
تَحنو على نَبْعِنا الغافي لِتَحْرُسَهُ
إنْ زَلَّ فيه بَيانُ الماءِ أو يَبِسا
فكيف تُوأَدُ والقرآنُ عاصِمُها
وكيف يُعْذَرُ مَنْ في وَأْدِها الْتَمَسا
تَجيءُ كالحُلْمِ صَوْتاً يافِعاً فإذا
أَصَخْتُ.. تُبْعَثُ في الوجدانِ إذْ هَجَسا
تُثَقِّبُ القَصَبَ الأعْمى بِأخْيِلَتي
حتّى تَبَصَّر بالعَزْفِ الذي هَمَسا
في البالِ تُشْرِعُ للصّوتِ الشّهيِّ مدى
لِيُسْفِرَ السِّحْرُ مِنْ نَعْتِ الصّدى حَدَسا
كأنّني أَسْتشِفُّ الغَضَّ مِنْ لُغةٍ
سِرُّ البلاغةِ كالأشجارِ قد غُرِسا
قُطوفُها ثَمَراتُ الشّمسِ دانِيةٌ
إذْ تَسْتديرُ على كَفِّ السّما هَوَسا
على شِفاهي مِنَ الإعجازِ دَهْشتُها
تُفَسّرُ الكونَ بالحِسِّ الذي نَبَسا
تُهَدهِدُ الطّلَلَ المَنْسِيَّ حيرَتُها
فنَستعيدُ وقوفَ الشِّعْرِ ما انْدَرَسا
قِفْ يا امْرأَ القَيْسِ، كَمْ أبْكَتْكَ ذاكِرَةٌ
يُصَلصِلُ الدّمْعُ مِنْ أوزانِها جَرَسا ؟
نَقْشٌ مِنَ اللّغَةِ العَصْماء في طَلَلٍ
يَبُثُّ فيه اخْتِلاجَ الرّوحِ لو طُمِسا
يَظلُّ يَقرأُ للإنسانِ رَوْنَقَهُ
إذْ يُلْهِمُ الضّادُ في الأطلالِ مَنْ جَلَسا
كأنّها الضّوءُ فضّتْ ذاتُه الغَلَسا
وكان عقلي فَراشَ التّيهِ في لغةٍ
وقد تجلَّى سراجُ الضّادِ وانعَكَسا
مثلُ اخضرارِ هدوءٍ إذْ تأوَّبَني
طيفُ الهويّة.. في أقصى الكِيانِ رَسَا
كأوّلِ الشّمسِ تُفشي السّرَّ في جسدي
حتّى تُلامسَ في مَرْجِ الرُّؤى النّفَسا
أدورُ سكرى على جوديِّ مَشهدِها
حتّى أُكاشفَ مِنْ عِرفانها قَبَسا
تحجُّ ذاتي عميقاً نحو فِتنَتِها
لِيُثمِلَ الكَشْفُ في الإحساسِ ما لَمَسا
كَـرُؤيةٍ تَتَعرّى فوقَ سِفْرِ دَمي
لِتَكتَسي بالصّفاءِ المحضِ ما انْبَجَسا
مِنْ فَرْطِ ما فلْسفَ التأويلُ حِكمَتَها
جَرَتْ كماءٍ بِصخرِ العقلِ حينَ قَسا
ومُنذُ سالتْ بِغَيماتِ الكلامِ.. نَما
مَجازُها الخِصْبُ في صَحرائِنا سَلِسا
تَمثَّلَ الضّادُ معنىً في مَدارِكِنا
لِيُسْرجَ الفكرُ وعْياً يَعبُرُ الخَرَسا
بُرهانهُ معجزات الوحْيِ مُذْ سَلَخَتْ
آياتُه العَتْمَ عن أفكارِ مَنْ نَعَسا
لِتَستفيقَ نَهاراتُ القلوبِ وقد
أفْنَتْ بِما انْسلَّ مِنْ خَفْقِ البُزوغِ مَسا
لِتَبلُغَ الغايةَ الفُصحى مَقاصِدُها
ويستقيمَ لِسانٌ كان مُلْتَبِسا
لِشاهقِ الفِكْرِ تَعْلو كالشِّهابِ إذا
يَدُبُّ نوراً.. فَتَكتظُّ السّما حَرَسا
حَوَتْ مِنَ الهَديِ في الألفاظِ جَوْهَرَهُ
مِنَ المعاني ومِنْ ديوانِنا عسَسَا
تَحنو على نَبْعِنا الغافي لِتَحْرُسَهُ
إنْ زَلَّ فيه بَيانُ الماءِ أو يَبِسا
فكيف تُوأَدُ والقرآنُ عاصِمُها
وكيف يُعْذَرُ مَنْ في وَأْدِها الْتَمَسا
تَجيءُ كالحُلْمِ صَوْتاً يافِعاً فإذا
أَصَخْتُ.. تُبْعَثُ في الوجدانِ إذْ هَجَسا
تُثَقِّبُ القَصَبَ الأعْمى بِأخْيِلَتي
حتّى تَبَصَّر بالعَزْفِ الذي هَمَسا
في البالِ تُشْرِعُ للصّوتِ الشّهيِّ مدى
لِيُسْفِرَ السِّحْرُ مِنْ نَعْتِ الصّدى حَدَسا
كأنّني أَسْتشِفُّ الغَضَّ مِنْ لُغةٍ
سِرُّ البلاغةِ كالأشجارِ قد غُرِسا
قُطوفُها ثَمَراتُ الشّمسِ دانِيةٌ
إذْ تَسْتديرُ على كَفِّ السّما هَوَسا
على شِفاهي مِنَ الإعجازِ دَهْشتُها
تُفَسّرُ الكونَ بالحِسِّ الذي نَبَسا
تُهَدهِدُ الطّلَلَ المَنْسِيَّ حيرَتُها
فنَستعيدُ وقوفَ الشِّعْرِ ما انْدَرَسا
قِفْ يا امْرأَ القَيْسِ، كَمْ أبْكَتْكَ ذاكِرَةٌ
يُصَلصِلُ الدّمْعُ مِنْ أوزانِها جَرَسا ؟
نَقْشٌ مِنَ اللّغَةِ العَصْماء في طَلَلٍ
يَبُثُّ فيه اخْتِلاجَ الرّوحِ لو طُمِسا
يَظلُّ يَقرأُ للإنسانِ رَوْنَقَهُ
إذْ يُلْهِمُ الضّادُ في الأطلالِ مَنْ جَلَسا