ذياب شاهين - الدوّامة(*)

ما الليلُ
إلا صدىً يَرتدي النجمَ
والضوءُ في غاسقِ الحلمِ
لو أشتهي دمعةً ماؤها الوجدُ
والروحُ كالنارِ
ترنو إلى جمرةٍ تحرقُ الضلعَ
أوّاهُ يا نارُ
فالخطوُ قيثارُ
من وقعهِ العينُ
تُسابقُ الرمشَ كي تضحكَ الدارُ
هنالكَ الأهلُ لو أطرقُ البابَ
هل يسمعُ النهرُ
آهاتِ من غابَ
كأنَّها الموجُ في صبوةِ الجرفِ
هل تعرفُ الريحُ
أنفاسَ من عادَ في شهقةِ الغصنِ
يا أيُّها الماءُ
من ثوبِكَ يَرتدي ثوبَهُ الجانُ
وتَرتوي من غَمراتِكَ الناسُ
فأنتَ كالصحوِ يلفُّكَ المحوُ
وأنتَ كالنومِ يَعدو بِكَ الحلمُ
فروحُكَ الموجُ من غابةِ الغيمِ
من برقِها النورُ
من رعدِها الصوتُ
يبعثرُ الخوفَ في العشبِ والعشِّ
فتبهتُ الطيرُ في ظلمةِ الغابِ
وينتشي الصخرُ في قمَّةِ الطودِ
فيلبسُ الثلجَ كي يمرحَ الذئبُ
إيّانَ يا عُمرُ
هل انتهى الوعدُ في غيهبِ الدربِ
أم كنتَ كالوهمِ في حانِةِ الريبِ
كأسًا شَربناكَ
قد لفَّنا السكرُ من خمرةِ العشقِ
نديمُنا الشوقُ لربةِ اللهوِ
خمّارةٌ تشتهي أنسَها الراحُ
هنالكَ البدءُ
في صبحنا نحتسي الماءَ
في ليلنا يُغلقُ اللوحُ
فهلْ حياةٌ خلتْ رائقَ الموتِ ؟
فالدهرُ حطّابُ
في كفَّهِ الفأسُ والأمرُ والبأسُ
لو تُقرعُ البابُ

الاثنين- بابل
‏18‏/04‏/2022‏ 03:15:39 ص


(*) هذه القصيدة على بحر العراق أو المتباعد وتفعيلتُه(فاعول/11←)، ومن جوازاته(فعول/←1←) و(فاعل/1←←) وهو موجود في الدائرة الثالثة سوية مع كل من بحر (المتقارب/←11) وبحر (المتدارك/1←1).


** التجديدُ في الشعرِ في جانبٍ منه كما كان يرى الأقدمون كأبي العتاهيّة والمحدثون ومنهم السيّاب، أن تُكتب القصيدة على بحور غير مطروقةٍ أو معروفة لتنحرفَ بالذائقة والأسماع إلى آفاقٍ رحبة، وهذه القصيدة على بحر (العراق/ المتباعد) تمثل نموذجا لمغامرتنا التجديدية لهزِّ الشعرية وتحريك الماء الساكن فيها، قراءة ممتعة أصدقائي


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى