مصطفى معروفي - وتريات دافئة

أجيء وفي الرأس يورق نجم النباهة، أفهم
أني مدين لرائحة الأرض حين
تعير الخريف بساتين وجهي
ويحصل عندي التعجب
(تلك البحار الوحيدة...هل
تشعل الموج يوما؟)
ألفْتُ خروج الرماد من العين
ما عُرينا غير بعض كتاب
نرى طعمه في المرايا
(تجيء إلينا تهرّجُ
ماذا إذن قال نور الصباح لتوأمه؟)
وأصب عناء محياي في جهة الشرق
أغفر ما مقلتي قد أذالتْه تحت إهابي
أنا فترة الزهو
حيث على أطلسي لا تميل الكنايات
عندي امتلاء الحياة
(تمنَّ نخيلا
لدى الأرض متَّسع واستراحةُ شاهدِ قبر)
وتنمو المتاعب
تطلب ترسا عليه تفيض المسافات
أما أنا فأزيح الزجاج الذي يتناثر
أقرأ مقبرةً
أفتح الصمت يوما بيوم
(هنا الماء يجري كليما
كما قد زعمْتَ بريق التساؤل
كان وجيها)
لقد لبستْنا البراءة
نحن أتينا الخريف نحاول إيقافه
كان فصلا وديعا
وفينا تغرب نافل أقواله
(أنتَ يا عطرَ من رحلوا
في الديار أوانٍ تحب الأيادي البليغة)
هل أستحيل سماء؟
أعود إلى النبع
أوصل حبل الصبابة بالقلب
أبني الدوائر قوسا فقوسا
أرتب أزمنتي فوق سبابتي
ثم ما زلتُ أزعم أن الغياب لقاء بساقين
لا يعرفان اتجاه المنافي
(على صخرتي حط طير
دمي غابة للأيائل
ما زالَ طيف الأماسي يحب أناشيدنا).
ــــــــــ
خاتمة:
الريح الغربية تلعب في باحة منزلنا
و تعيد صياغته،
لما استيقظنا لم نلق
سوى قابيل و قد وحلت رجلاه
في دم هابيل.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى