عبدالقادر الجنابي - الله في كلمة

العجوزُ التي تعيشُ في الغرفة المقابلة لشقتنا، والتي كثيراً ما كانت تتأمل، في مرآة مشروخة، أحناءَ جمالِها المترهل… العجوزُ هذه لا أظنّها إلاّ قد ماتت. منذ ثلاثة أيّام وغرفتُها في ظلام يثير، في أذهان نُزلاء البناية التي أسكن، أسئلةً جدّ متضاربة. لكن… لِمَ هذا الشعور المتشائم بأنّ كلَّ غيابٍ هو موتٌ نهائي؟ العجوز هذه، إمّا انزوت عن أنظارنا لغرضٍ إبداعي (أَلَم تقل لنا بأنّها تنادم الكتابة أيّاماً لكي تتخلص من الصور التي جعلتها ضريرة) وإمّا ذهبت إلى بلدٍ آخرَ للاستراحة، للتأمل: ربّ هواء صحيح يتسرب من نافذة- ذاكرة بعيدة… إنّها عجوزٌ قبل كلّ شيء. غير أنّ ليلةً أخرى قد مرّت والظلامُ هو إزاءُهُ. "فليكنْ"، صرّح أحدُّ النزلاء، "مادام ليس هنالك من مَعلَم يؤكد لنا موتَ عجوزٍ. البابُ مُبهمٌ فحسب".
إنّه على حق: "مبهمٌ فحسب".
إذن، شيءٌ ما يسري.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى