مصطفى معروفي - كيف انكسرت آخر أمدائي

ثَمَّ حفيف يسأل نافذة
عن ذئب قال بآلهة الرفض
وأخفى معطفه بين السحب العابرةِ...
ولكن
أنتَ خلطتَ الدهشة بالموج
وشكلك يستأثر بشرود الغابة
هل وجهُ النايِ اسمٌ ثانٍ لمناحته؟
بيني ورموش الماء شجيرات رسمت غايتها
وأنا ولد كبريتي يصعد بدءا
فوق يديه تفيء الأدغال إليه صوتا وصدى
ريح هبت حالا...في يمناها دالية الأرق النافذ
في يسراها احتشد الطير وكان الليل
يصيخ السمع إليه،
من كان رثى الليمون وهرول يشرح آلام مكاشفة الحرف؟
(أرد عليك إذا قست الأبراج الحادة بطقوس الوردة)
وكما كنت أظن
سأحرث في الأرض ملاذا
أفتح نبض الشاطئ بثقوب الغيمة ذات الصيت المنآدِ
وأهتف ملء الفم:
قم وتعال إليَّ أيا حجل الوقت
تعال ودع ريشك يغسل أحزانك
أنت صديقي
وكما الريح تجيء أراك تخبئ قوسا وترش
دواليهِ علينا
وتسير حميدا مسكوبا من
أزمنة تلد الأسماء الموزونة،
كيف توارى شبحي الناجمُ عن زلزلتي؟
كيف انكسرت آخر أمدائي وأنا لم أجبرها
أن تدخل عمدا نفَسي؟
حدثتُ صديقي عن شجر أجمل من جبل
ألقى الطلُّ عليه سربالا كالأرق الخافق
قلت له:
خذ منديلك وارحلْ
غنّ لطائرك الميمونِ
لكيلا يتخبطك الإنسان من الحسد الرابض في العتمةْ.
ــــــــ
مسك الختام:
الأيديولوجية
تلك الغاوية المغوية
دأبت تبني سورا يحجب عنه
ضوء الشمس،
و وقفت شاهرة سيفا
تدرأ عن عينيه عرْيَ الواقع.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى