مصطفى معروفي - تأخذ مني الغيوم وتعرضها خامةً

تتأسس في كفه غيمةٌ
هو ماء ويبدو خفير فحولته
ويسير إلى جنبه مطر طارئ...
أيقظت رقصةٌ بمداي المرايا
تخثّر نبض النبوءات في خاتمي
ومضيت إلى جسد الشيح أفرزه
كالمجازات حين تقلّ جدارتها
وإذن لا محل لملء الفراغ لديّ...وجدت الدليل
فهل كان حظي ضئيل الخطورة
حتى تمكَّن من أن يغادرني فجأة...
لأناملنا صيغة...إنها مدن من رماد
ونحن نبايعها وقتما ذاب أوسعها في خطانا التي
ألفت أن نؤوّلَ أشكالها...
أنت تأخذ مني الغيوم
وتعرضها خامةً...تستعير وضاءة أسرارنا
ثم تلقي عليها ظلالك
لسنا نفكر فيك...فنحن قرأنا شفاه النخيل
وجئنا المساء نجوما لأسمائه،
وعْدك المستحيل يحاصر فيك الأيائل
يمتشق السهو كي فيه يغرس طعم الفراسخِ
وهْيَ تذيب صهيل المسافة
تلك حكايته...ومناط اختلالاته
منه للوقت سقنا المدارات ذات الفراغ الوثير
وذات البهاء الوجوديّ...
ها أنت تشرح خطوَ الغزال
وها أنت تمضي تجدد بيعتك الطللية للنهر
كنا نريدك رقما جميلا
فكنتَ هتافا مريرا يثير مناقبنا في صحائفها
ويشير إلى حجَرٍ كان يوقظ نافذةً
وإلى منحنىً فر من جبل خرِبٍ...
من دعاك إلى أن تلمَّ أديم السماء
وتخمش سردابها ثم تُحيي امتدادك ماءً ونارا؟
أدرْ لي يديكَ
لأسكب فوقهما غابة بمراجعها النادرةْ.
ــــــــــ
مسك الختام:
تفر الشمس من تعب النهار
إلى سرير الليل كي تغفو
و عند الفجر
يوقظها النهار
لكي يعانقها
و يأخذها لرحلته الجديدة.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى