د. أيمن دراوشة - ترشيد.. قصة قصيرة للأطفال

ذهب أبو علاء إلى مؤسسة الماء والكهرباء لدفع الفاتورة المترتبة عليه، ولكن المفاجأة عندما علم بأن قيمة الفاتورة قد تجاوزت الألفين ريال، فقد صُدمَ من هول الفاتورة، وأخذ يصيح لقد حذرت أبنائي بأن يُحسنوا استخدام الماء والكهرباء لكن لا حياة لمن تنادي، والنتيجة فاتورة باهظة لا أستطيع دفع تكاليفها، فماذا أفعل أكثر من ذلك؟

في هذه اللحظة تقدم أحد الأشخاص ممن هم في عمر أبي علاء ويُدعى أبو عبد الله، وحاول هذا الأخير أن يهدِّئ من روعه والتخفيف عنه..

أبو عبد الله: لا حول ولا قوة إلا بالله، استعن بالله يا أبو جاسم، فلكل مشكلة ولها حل.

أبو علاء: كيف ذلك يا أخي والفاتورة نهشت راتبي، فأنى لي بالصرف على متطلبات الأسرة لنهاية الشهر.

أبو عبد الله: كان الله في عونك يا أبا جاسم، لكن احتسب ما حدث درس لك، فقد كان لزامًا عليك أن تخبر أولادك عن مساوئ التبذير وإهدار المياه والكهرباء بدون حساب.

أبو علاء: قلت لك يا أبا فهد لقد تعبت من نصحهم وإرشادهم.

أبو عبد الله: هذا خطأ يجب أن يعلموا فداحة تصرفاتهم، عليك أن تشرح لهم أنَّ الإسراف من الشيطان سواء للماء أو الكهرباء، وعلينا الحفاظ على هذه النعمة من الزوال.

أبو علاء: ربما أشفقوا على حالتي وساعدوا أنفسهم بتطبيق برنامج استهلاك الماء والكهرباء عندئذٍ سوف تنخفض الفاتورة.. كان الله في عون الآباء.. جيل لا يعرف خطورة ما يعمل.

أبو عبد الله: نعم يا أبا جاسم، هؤلاء بحاجة إلى رفق ولين وإقناع حتى يصبحوا مواطنين صالحين.

أبو علاء: فعلا أوافقك الرأي يا أخي، سأنبِّه أولادي بألا يسرفوا في الماء والكهرباء، حتى لو كانوا على نهرٍ جارٍ.

أبو عبد الله: وفقك الله وهدى الله أبناءك إلى الطريق الصواب.

بعد أسبوع التقى أبو جاسم صديقه

أبو علاء: الحمد لله فقد أخذت بنصيحتك، واقتنع أولادي بضرورة المحافظة على المياه والكهرباء من الهدر، ووعدوني بألا يهدروا شيئاً مرة أخرى، والنتيجة فاتورة منخفضة جدًّا عما سبق.. فشكراً لله.

أبو عبد الله: ألم أقل لك: الأولاد زينة الحياة الدنيا فهم بحاجة إلى توعية فقط، وها هم على قدر المسؤولية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى