مصطفى معروفي - جئت أعرّي من أوقد في الزعتر ملْحا

أوراقك نيئة خذها وأرحنا
مزهرك الأشقر كان سينفعنا لو نحن
تجنبنا سقَط القول
وسقنا معنا الليل إلى قبعة الشجر الهامس
إن حدائقنا خلعت ساعدها المهنيّ
وأغرت أصص الحناء بنار اليتم
وعرت فينا الميل إلى العزلة...
ركضت طاقية الإخفاء بعيدا
متحتْ من سحنتها الآفاقُ...فذاك
هو النهر إذا غازلت الأقمار مراياه
وانتحلت خَطْبَ عذوبته...
لم أكُ أحكي عن آلامٍ لمسيحٍ ما أبدا
بل عن فاتحة الرقص ومنحى
النزعات القبلية فيه
فأبحتُ لخطوي ناصية الممنوع
لذا فاضت لي دالية الرفض يواقيتَ ومرجانا
أنا أدعو للصحو
وللنجم الرابض في أفقي أنتحل الألق الموشوم
على كتف الأرض لأركب نبرته
وأرابط بين الأمس وبين اليوم
وقد أتحرى دهَشَ الريح وأسأل عن
سأمي المُشْرَبِ باليرقات المسجورة قلقاً ورعافا...
إن مدّ يديه لي يقَق الأشجار
مددت له حجرا يأسر بعض نواياه
كنت لديه نايا ينشطر الإظهار به و الإضمار
فما عندي ساثير به قبرةً...أرسلها
ناحية الصمت وأعلن عن شبَهي التاريخيّ
أؤكِّد للباقين على الإخلاص:
إذا المد تأخّر نهض النخل
يرتل آيته العليا مثنى وثلاثا...
ما جئت لأكتب ذاتي
بل جئت أعرّي من أوقدَ في الزعتر ملْحا ثم توارى
جئت لأشعل مرآةً
لصديق يصعد هاوية تلبس فيضان الأزمنة المعسولة.
ـــــــ
مسك الختام:
يسحُّ السحـــــاب على جبلٍ
و لا يحْرِم السهل من جودهِ
و يروي النبات بدون انحيازٍ
لنبتٍ له الجـــــــاه من عودهِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى