أحمد سواركة - لا تخجل من كونك تمشي عاريا

1
فتركت الأمر
ليظهر قميصٌ ارجواني يطير من عند الكتفين على شاكلة شعار جرافيتي
ثم صعد رأسٌ حليق في مطر استوائي
انزعجت قليلا من هذا ، وحاولت أن أكون موضوعيًّا
فسقط الرأس في نهرٍ ، عرفت فيما بعد أنه نهر شهَد أحداثاً تاريخية مهمة
أتكلم عن الحركة التي فقدها بائع الأجهزة المستوردة ، وهو يحاول حمل مجموعة أواني
ثم يهبط من على ظهر آلة كهربائية ؛ ليقيس المسافة بين صديق ، والذكريات الجافة
حاورني عن بناء مدينة حديثة
وقال : سنرسمها أولا على خريطة باللون الأصفر
وأنت ستحرر العبيد هناك
ففهمت العصر الذي يقصده ، أثناء ماكان يربط عنقه في شجرة عملاقة
قلت تراجع قليلا ؛ كي تموت
احتفى بي وهو ينقل جثة كبيرة
وأنا سألت أحد المارة عن يومه
فتجاهلني وهو يضغط صوته للداخل
ثم قذفني بعلبة صفيح فارغة ، مكتوب عليها لاتنتظر كثيرا ؛ فالقادم من مصنع المعلبات مهووس بالصدق
تركت هذا
وتابعت شخير الرجل القصير ، وهو يلحس أطراف اللوحة
فظهرت لي شهورٌ تمشي من عند الأبنية المهجورة
تجريديًّا ، سأفصل عنقا عن مركز الذكريات ؛ كي
أتفرغ لشئ ضائع
كما أنني أحتوي في أعماقي فراغا بدون باب
أركن فيه ملابسي المستعملة
وقطعة السلاح التي أنوي تغليفها مع الروح الجديدة
***
في الشرفة المائلة
سأزرع ذاتًا تشبه ذاتي
وأستقدم لوحات ليست مثل التي رأيتها فيلم مستر تيرنر
لا ، سأتقدم بنفسي من صندوق طويل
وأكتب عليه اسمي
واسم المرأة التي تستيقظ في الخامسة صباحا
سأناقشها عن العلاقة بينها وبين الإحباطات التي تعرضت لها ، أثناء ماكانت تنوي أن تتحول إلى غابة وشعورها الذي يأتي دائما بعد النوم
ستبكي
وتقدم تبريرا قويا ؛ كي أقتلها
وأنا وقتها سأكون قابضا على لونٍ رمادي
يتحرك برفق ، من الإطار الخشبي إلى بطن المرأة ، وهي
تزحف
في الاتجاه إلى كومة الملابس .
2
انزع عنك شبهة المواطن ، وتكلم
انتظر على الطريق شخصا لا تعرفه
واسحبه إلى مكان مظلم
ثم اتركه لحياته
اقطع هذا الشهر نصفين
اترك العمل فورا ؛ كي لا تتحول إلى شخص يعرفه الناس
تحرك للأمام ثم للخلف
متظاهرا بأنك تبني سفنا للقرن الثامن عشر
ولا تخجل من كونك تمشي عاريا كلما اقتضى الأمر
.
أحمد سواركة
. من مجموعة : بورخيس والمواعين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى