مصطفى معروفي - كغيمةٍ

عيناه طائران ما انفكا
يصوغان ألذ المدح للنوء
هما أدلوجتان تصعدان سلّم الحزب الوحيد
نجمتان تشربان قمراً في فلك صافي السريرة
تنامان في قطيفة بَلِيلة ببهرج الأيام
في مدينة تغزو الرتابة أعاليها...
يحب أن يكون نبضاً للبراري وهْيَ
ترقى نحو سمتها الكبير
كان حالما ومستنيرا
يخفق فيه الماء والظل الأماميّ
وتعطيه الفراشات غيابها الأثير
وتقرأ التراب فوق ساعديه
خطاه عنفوانُ طائرٍ بمليون جناح
يعبر الخرائط الجميلة ويحتفي بذاته
تشتعل الأسماك حين يرتقي البحار
وإثْرَه يأتي مدار بعده مدار
والظنُّ منه حارس
يجوب ليلا صاحيا
حيث المدينة تداري مرفأً
أماسيه تنبض باليمام
يشرب ما يثير فيه قلقا أمواجه شوك
يقول للذي يلقاه :
"هاتِ نجمة تضيء لي الطريق،
لا تحدثْني عن السماء
إنني كالماء
خذ أصابعي
وامنح سريري معطفا من مطر الحريرْ"...
أمامه الرياح تجري رثةً
تطرق هذا البابَ...ذاك الباب
ثم تحتسي أغنية
جرت قديما فوق عود وارفٍ
ولبستْ ود الرباب...
أغنيةٌ جميلةٌ كغيمةٍ ترفلُ في الثوب النضيرْ
ـــــــ
مسك الختام:
الثورة في الوطن العربيّ
لها أنياب
و يقود الطاعون خطاها
و لذا
هيَ تخرج من رحم الشارع ميتةً،
و الأحلام الوردية تبقى
يحضنها أجل غير مسمى.




  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

"هاتِ نجمة تضيء لي الطريق،
لا تحدثْني عن السماء
إنني كالماء
خذ أصابعي
وامنح سريري معطفا من مطر الحريرْ"

هل تتحقق أحلامنا؟، أشك في ذلك، هل تتحقق أحلام أطفالنا؟
أشك في ذلك. نحن ولدنا في غابة لا شرع فيها ولا ناموس فمن يضمن
للحلم أن يصير حقيقة.

سيدي الشاعر المناضل في الكلمة والموقف مصطفى معروفي، أُكبِرُ
فيك سعيك الحثيث في نقل واقعنا بكل مافيه من عقد متشابكة
ومفاهيم أغرقتنا معها.
دمت متألقا أيها العزيز
 
أعلى