مصطفى معروفي - مساء ناعم

تذكّرني الغيوم بنخلة
وقفت أمامي وهْيَ ترمي بالطيور عليّ
ثم رميتها بمتاهتي الصغرى
وقررت الهروب إلى مساء ناعم
أبصرته مستيقظا...
البحر مني صارَ
أضمره بكل فداحةٍ
أعرو النوارس قائلا:
عسل الشواطئ في يدي
قد أصبحت مدن الرياح متاحةً لي
أقتني حجر البساطة للقرى
والنأيُ أحضنه وألبس موجة
تصبو إلى الجزر البعيدة...
قلت هذا خاتمي
فص الزبرجد فيه يسأل عن
أمالِيد الليالي الساهرات
وكيف للأقواس أن تبني دوائرها
أحب نوافذ الأفق الفخيم
وأحتفي بالنجم حين أرى خطاه
ثؤثث الوجع الوديع وترتقي العتباتِ
ليس من السهولة أن يجيء الليل متئدا
ويزرع في الشوارع قُبلة
من جاء يركض خلف نايٍ؟
نام الناي ثم هو اختفى
من بزَّنا في أمرنا
ورمى المقولات الوطيدة بالأيائل والغيوم
تبارك الشجر الذي كفَل الظهيرة
وهْي تمشي في الشوارع...
في المدينة كان ينقصنا صباح هادئ
وأسِرَّة موضونة للعابرين بها.
ــــــــــ
مسك الختام:
ألبس الصمت
حين أرى ساحة القول و هْي بكف الرياح،
و قافلة الاستعارة
يحدو بها التيه في مهمهٍ للكلام.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى