كاتب قصيدة النثر يبذل مجهودا كبيرا لكتابة نصوصه
انطلاقا من اعتماد مفاهيم وتقنيات تساهم في تاصيل
تصور جديد للكتابة الشعرية يتعارض تماما مع النمادج الشعرية القديمة والتقليدية ..تصور فكري مخلص لطبيعة
الواقع الحالي بكل تناقضاته الاجتماعية والاقتصادية ..
طبعا قد يتساءل البعض ويطرح السؤال التالي : هل الكتابة
الشعرية القديمة لا تأخذ بعين الاعتبار الواقع التي انتجت وسطه..؟ بالطبع الجواب سيكون بالايجاب ، وسنكون بمنأى عن المزيد من الشروحات ، لكن الواقع الحالي له مايميزه ، لهذا يحتاج لكتابة او لجنس ادبي يميزه عن العصورالسابقة ..
بمعنى أوضح سنقول وداعا للأجناس الأدبية القديمة ومرحبا بقصيدة النثر التي تعتبر محطة تجتمع عندها
كل الكتابات الإبداعية ...لكن هذا لا يمنع من وجود
بعض الإشكالات حينما نستحضر القارئ او حينما تتحول العلاقة بين هذا الابداع وبين المتلقي إلى علاقة نفور
وعدم اهتمام ... ولكن وفي كل الحالات يمكن التأكيد على
أن قصيدة النثر تحتاج قارئا بموصفات فكرية خاصة :
أولا : الجرأة الفكرية :
جرأة فكرية تجعل القارئ قادرا على الارتقاء إلى مستوى الانتاج الشعري وهذا لن يتأتى إلا بتوفره على أسلحة فكرية وثقافة نقدية وشعرية ، طبعا هذا الشرط يذكرنا بمقولة الشاعر الحداثي أبي تمام حينما طرح عليه السؤال المشهور : لماذا تقول مالا يفهم ؟ فأجاب : لماذا لا تفهم ما يقال ..؟
ثانيا : القدرة على الهدم والتجديد :
المطلب الثاني الذي ينبغي أن يميز القارئ ليس بسيطا وسهلا ، بل مطلبا وخاصية لم يستطع الحصول عليها
الكثير من القراء والكتاب في العصر الحالي لأنهم لايتوفرون على جرأة فكرية قادرة على هدم الثقافة القديمة والمتخيل القديم ، جرأة قادرة على التخلص
من الثقافة المدرسية التي رسخت في أذهاننا نمودجا
معينا قائما على المعادلة التالية : " اقرأ هذا ولا تقرأ هذا.."
والقارئ الذي يستطيع التوفر على خاصية الهدم سيكون بإمكانه ممارسة القراءة من خلال متخيل جديد قادر على
استجلاء الجمالي والفكري الذي تختزله قصيدة النثر ..
ثالثا : التوافق التخييلي :
هنا نستحضر المتخيل و المساحة اللغوية والصورة الشعرية وغيرها من العناصر التي يتوفر عليها الشاعر او تلك التي تساهم في صنع وإنتاج جمالية النص الشعري ، طبعا هذه المؤشرات الجمالية لا قيمة لها إلا في إطار العلاقة التي تقيمها مع متخيل القارئ .. ، هذا مايٌصطلح عليه بالتوافق التخييلي أي أن غياب هذا العنصر يجعل النص الابداعي غريبا ويجعل القارئ تائها وغير قادر على استجلاء ماهو جمالي وماهو فكري ..
هذه بعض الشروط التي ترتقي بالقارئ الى مستوى قصيدة النثر وتجعله قادرا على استكناه خباياها وجوانبها الجمالية ، وفي نفس الوقت ترتقي بجوانية قصيدة النثر
لتجعلها بين أيادي قارئ متميز ..
المصطفى المحبوب
المغرب..
انطلاقا من اعتماد مفاهيم وتقنيات تساهم في تاصيل
تصور جديد للكتابة الشعرية يتعارض تماما مع النمادج الشعرية القديمة والتقليدية ..تصور فكري مخلص لطبيعة
الواقع الحالي بكل تناقضاته الاجتماعية والاقتصادية ..
طبعا قد يتساءل البعض ويطرح السؤال التالي : هل الكتابة
الشعرية القديمة لا تأخذ بعين الاعتبار الواقع التي انتجت وسطه..؟ بالطبع الجواب سيكون بالايجاب ، وسنكون بمنأى عن المزيد من الشروحات ، لكن الواقع الحالي له مايميزه ، لهذا يحتاج لكتابة او لجنس ادبي يميزه عن العصورالسابقة ..
بمعنى أوضح سنقول وداعا للأجناس الأدبية القديمة ومرحبا بقصيدة النثر التي تعتبر محطة تجتمع عندها
كل الكتابات الإبداعية ...لكن هذا لا يمنع من وجود
بعض الإشكالات حينما نستحضر القارئ او حينما تتحول العلاقة بين هذا الابداع وبين المتلقي إلى علاقة نفور
وعدم اهتمام ... ولكن وفي كل الحالات يمكن التأكيد على
أن قصيدة النثر تحتاج قارئا بموصفات فكرية خاصة :
أولا : الجرأة الفكرية :
جرأة فكرية تجعل القارئ قادرا على الارتقاء إلى مستوى الانتاج الشعري وهذا لن يتأتى إلا بتوفره على أسلحة فكرية وثقافة نقدية وشعرية ، طبعا هذا الشرط يذكرنا بمقولة الشاعر الحداثي أبي تمام حينما طرح عليه السؤال المشهور : لماذا تقول مالا يفهم ؟ فأجاب : لماذا لا تفهم ما يقال ..؟
ثانيا : القدرة على الهدم والتجديد :
المطلب الثاني الذي ينبغي أن يميز القارئ ليس بسيطا وسهلا ، بل مطلبا وخاصية لم يستطع الحصول عليها
الكثير من القراء والكتاب في العصر الحالي لأنهم لايتوفرون على جرأة فكرية قادرة على هدم الثقافة القديمة والمتخيل القديم ، جرأة قادرة على التخلص
من الثقافة المدرسية التي رسخت في أذهاننا نمودجا
معينا قائما على المعادلة التالية : " اقرأ هذا ولا تقرأ هذا.."
والقارئ الذي يستطيع التوفر على خاصية الهدم سيكون بإمكانه ممارسة القراءة من خلال متخيل جديد قادر على
استجلاء الجمالي والفكري الذي تختزله قصيدة النثر ..
ثالثا : التوافق التخييلي :
هنا نستحضر المتخيل و المساحة اللغوية والصورة الشعرية وغيرها من العناصر التي يتوفر عليها الشاعر او تلك التي تساهم في صنع وإنتاج جمالية النص الشعري ، طبعا هذه المؤشرات الجمالية لا قيمة لها إلا في إطار العلاقة التي تقيمها مع متخيل القارئ .. ، هذا مايٌصطلح عليه بالتوافق التخييلي أي أن غياب هذا العنصر يجعل النص الابداعي غريبا ويجعل القارئ تائها وغير قادر على استجلاء ماهو جمالي وماهو فكري ..
هذه بعض الشروط التي ترتقي بالقارئ الى مستوى قصيدة النثر وتجعله قادرا على استكناه خباياها وجوانبها الجمالية ، وفي نفس الوقت ترتقي بجوانية قصيدة النثر
لتجعلها بين أيادي قارئ متميز ..
المصطفى المحبوب
المغرب..