د. محمد سعيد شحاتة - امرأة من صقيع

ليلٌ
وشبَّاكان من وهمٍ
وحلمٌ أخضرٌ
والريحُ
وامرأةٌ تعانقُ ما تبقَّى من محال
لا فارسٌ يأتي
ولا طيفٌ تهادى في الخيال
يا طلعةَ الطيفِ الذي يشتاقه قلبٌ
تدثَّر بالهزائمِ والدمِ
مسكونةٌ روحٌ بألحانِ الجنائزِ
والغياب
مسكونةٌ بالعابرين على الضلوع
يا أيها الطيفُ الذي تشتاقُـهُ عينٌ
تحاصرها الدموع
ألقِ القميصَ على عيونِ القلبِ يرتدّ البصرْ
يعقوبُ ينتظرُ الحقيقةَ
هل يعودُ إليه يوسفُ حاملا رؤياه في كَفَّيهِ
والروحُ المُشَرَّدةُ الملامحِ تنتصرْ
ألقِ القميصَ
ولا تخفْ
فعلى ضفافِ النهرِ أفئدةٌ تجِفّ
*
ليلٌ
وشبَّاكان من وهمٍ
والريحُ
وامرأةٌ تعانقُ ما تبقَّى من خيال
ترتجُّ في صدرٍ بروقُ الحلمِ
آهاتٌ تبعثرت الملامحُ في ثناياها
وأدركها الحريق
تجتازُ أضرحةً بأعماق الضلوعِ
تدثَّرتْ بعيونِ مَنْ نسجوا من الحلم الطريق
ويلوحُ في العينين وشمُ العمرِ
أوديةٌ ...
وأشرعةٌ ...
ولمحٌ من بقايا الأفقِ
قلبٌ يستغيثُ شواطئهْ
صحفٌ مُبَعْثرةٌ
عيونٌ ظامئةْ
بحرٌ ...
وعاصفةٌ
متى تهدا طواحينُ الحياةِ ؟!!
متى تلألأُ في دجى امرأةٍ نجومٌ مطْفأةْ ؟!!
كانت تذوبُ كما يذوبُ الضوءُ فوق النهرِ
والكلماتُ حيرى
والشفاهُ تعانقُ البركانَ في أعماقها
*
ليلٌ ... وشبَّاكان
وامرأةٌ تعانق حلمَهَا
آهٍ من القصر المشيد على ضفاف الذاكرةْ
في زحمة الأفكار يقفز من حواف الزاويةْ
آمون يمسك بالكتاب
ويقرأ الأوراد
تستخفي العيون الماكرةْ
ليلٌ ... وشبَّاكان
وامرأةٌ تعانق حلمَهَا
عينان تلتمسان في الأفقِ المُفَضَّضِ غيمةً
جاء الخريف
ونعودُ ذكرى في ليالي الصيف
هي دورةٌ أخرى لذاك البائسِ/الطين/الجسدْ
أحدٌ ... أحد.
_________________
ديوان: الحلاج يبوح لمريديه .. 2019م
  • Like
التفاعلات: مصطفى معروفي

تعليقات

أعلى