حينما عاد شقيقي وسيم من زيارته الأولى لأمريكا، ورأى تمثال إبراهيم باشا، صرخ: ـ هل هذا تمثال الحرية؟ ثم سأل مستنكراً: ـ من إبراهيم هذا؟ لم أجبه! (مسكين! لا يعرف أن إبراهيم باشا هذا هو ابن مؤسس مصر الحديثة: محمد علي باشا. ولا يعرف أن إبراهيم باشا كان من أعظم قادة الحرب في العالم). حاولتُ أن أبعده عن قاعدة التمثال الأصمّ .. لإبراهيم باشا؛ الذي لن يعرفه أبداً مادام اختار أمريكا وطناً له! في طريق المطار ـ وهو عائد لأمريكا ـ رأى امرأة تمد يديها تستعطف سائحاً كي يمنحها جنيهاً، كيْ تُطعم أطفالها الجوعى. قال بالإنجليزية، وهو يتأمل ثوبها المهلهل: ـ إنها تمثال الجنون والفقر الذي يُعربد في حياتكم! وصرخ: ـ لا تمثال للحرية هنا! .. بل تماثيل للغرور والفقر .. والعوز! وضحك بخبث، وهو يقرصني: لماذا لا تنتقلون للعيش في أمريكا .. حيثُ الرخاء والوفرة؟!! ... الرياض 20/1/2007م د. حسين علي محمد