محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - نحن افضل حالاً هنا

نحن افضل حالاً هنا
في منتصف هذه الملاءات الصامتة كجسد خرج عن ظله
دون أن يخلع الضوء
تعلمنا من السفر
أن الحياة اقل تعقيداً في صدر اُنثى غريبة
اقل تعقيداً ، حين لا نكون طرفاً في الحرب ، بل من يعتذر بزهرة
لقبر مهمل لجُندي دفن دون اسم
اقل تعقيداً
حين لا نخشى على انفسنا من الحريق القادم من فخذ جارة ، اشتهتنا سِرا
ففتحت نافذتها على غُرفنا المُضاءة باخرين
ينبغي
أن اُقبل السكين المطلي بالازرق
و بدماء ألهة طيبة ، جاءت تحمل المطر
وعادت تحمل جُثثها في توابيت اُعدت من عظام اشخاص سيئين في اختيار المحطات الملائمة لتجوالهم
على هذا العالم
تعلمت مُبكراً أن لا ابكي على اللبن المسكوب ، بل أن اتصيد اثداء بديلة
في امهات اشتبهن في فم عاشق ملائم للشتاءات الزاحفة باحصنتها ، من الغابة التي تقع خلف جسد تحطمت اشرعته في رصيف الفِراش
تعلمت مُبكراُ
ان استبدل الالهة في خزنتي باستمرار
فلكل مساء آله يناسبه
فالخمرة تحتاج لالهة طيبة ، لنضمن أن حديقة من النساء سيتفتحن من المسامات الضيقة
كاُغنيات مُخبأة في مخلاية جدة نسيت كيف تقبض الصباح من عتبة بابها
والهة تساعدنا على الخروج صباحاً نحو المحطة القريبة ، حيث بائع صحف ، يسلف اصابعنا الندم على اعمارنا التي تسحقها المدرعات التي تمشي على اجسادنا دون صوت
نحتاج لألهة تسمع بكاءنا ، ورغباتنا المُخبأة تحت قصيدة نسيت كلماتها في فم فتاة عابرة للصدفة
و الهة تُشاركنا الكسل حين نرغب في أن نفعل شيئا واحدا
هو "أن لا نفعل شيئا"
أن لا تفعل شيئا يحتاج الى مجهود أكثر من أي شيء آخر
أن تتجاهل عصفورا يغازل الشق الذي يتوسط الصدر ، ويُخطط ليبني عشه الهش
على جرحك المبتل باُصابع اُنثى جيدة في التقبيل ، وسيئة في التذكر
للمُدن اسرارها التي تخفيها عن ابنائها وتهديها للغرباء
هكذا اخبرتني تلك الغريبة التي فتحت لي بابها الموصد على اعين جيران فضوليين
و لقنتني لغة مدينتها ، والوان التراب ، والعصافير التي تمت لتاريخها بنبال قديمة
انا المُتبقي مني
أاكفي لرتق جُرحك؟
اسأل المومس التي جاءتني متعبة من خشونة العالم ، ونامت عارية
وآمنة من أي حب
لم تسمعني هي
رغم أن العالم بأكمله سمع حوجتي في ليلة شتوية
لعناقِ هادئ
ولبلاد لا تملك احذية ذات اطارات حديدية تمشي على ظهري ا
لتُعبد الطُرقات
لقطعان الموت الذي يأتي كمبشر مسيحي
مُؤمن بصنم
سمعت العصافير امطاري المحتجزة في مظلة مصنوعة من جلد افعى تتحدث بلسان النساء
سمعت الطبول الصمت الذي يتمدد في الحنجرة ككلمات ندم متعثر في صور قديمة
قِدم الموت
ايها الموتى العالقون في البوابة الرئيسية للعدم
اوراقكم الرسمية لا تكفي لتُعطيكم مقاعد مريحة في طائرة العالم الخلف ظهر الاله
نساؤكم اللواتي نهبن امام جُثمانكم الممزق لعدة بيوت واوطان ، لا يكفين لليلة واحدة
تمضوها وحيدين
برفقة الصمت
صلواتكم الخالية من أي حماس ، لا تكفي ليغفر لكم الموت ثقتكم العمياء في الحياة
لذا موتوا بصمت
مثلما احياء بصمت
و اؤجل الغناء لجنازتي المتعطلة لدواعي الشعر

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى