يسمونها الحمامة البيضاء. أناقة و سحر طبيعي. يليق بها اللون الأزرق. هي بيضاء من رأسها حتى أخمض قدميها. مبالغة؟ أكيد. إذن الأبيض هو قلبها. يسع الدنيا كلها. عشقها مغامرون، سياسيون، أدباء و رحالة. معشوقة هي منذ غابر الأزمان. من أجلها سالت دماء و في حبها سال مداد كثير.
أنا الذي أعشقها حدّ التلاشي فيها! صرخ بول بولز و هو يرفع كأسه عاليا و يدندن لحنا أندلسيا.
أنا المجروح بها و فيها. همس محمد شكري و هو يراقص كأس النبيذ قبل أن يرفعه إلى شفتيه.
صعودا و نزولا كنا نلعب الغميضة مع البحر في الدروب الضيقة الملتوية لهذه المعشوقة. عروس الشمال . أبيض، أزرق. حمامة بيضاء تحلق بزهو راقي في أديم الفضاء. يلفها البحر بحنان من كل الجهات.
أين سنتعشى؟ تساءلنا ضاحكين. كنا منتشين حتى قبل أن نشم رائحة النبيذ.
هيا إلى مطعم شكرى! لقد حجزنا هناك و هم في انتظارنا.
نزلنا درجات صغيرة فوجدنا نفسنا في مملكة شكرى. نسينا الحمامة البيضاء و عانقنا كلمات شاعر صعلوك. صور كثير منتشرة في المكان.
أتي دوما إلى هنا كي أراه يراقبني بعينيه اللتين تشبهان عيني الصقر في وجهه الملائكي. انظري ألا تلاحظين ذلك؟
شبه ابتسامة تضيء وجهه الطفولي. إشعاع عينيه يشي بطبعه المشاكس.
جلسوا، أكلوا، احتسوا نبيذهم، غنوا و تحدثوا في السياسة و الأدب. صاحب المطعم صديق ودود يلبي كل ما يطلبون.
عزيزتي كل الرواد يودون اقتناء روايتك بعد أن سمعوا أنك تحتفلين هذا المساء بتوقيعها. اعطني النسخ أقبض منهم ثمنها و أعطيك المال فيما بعد.
لماذا هذا المال اللعين ينغص علينا أحلى اللحظات. اعطهم النسخ و لننس الأمر.
أقسم صاحب المحل، صديق المجموعة و صديق الأدب و الأدباء بعد أن حدثهم عن محمد شكري و هو يشير بيده إلى الزاوية المفضلة لديه و التي كان يداوم على الجلوس فيها، اقسم إذن بأغلظ الإيمان أنه سيكون الأمين على تحصيل المبلغ.
مرت فصول، تعاقبت أحداث و نادتها الحمامة البيضاء مرة أخرى. مرة أخرى نزلت الدرجات الصغيرة ووجدت نفسها في جنة شكري. الأضواء الخافتة، الموسيقى الهادئة و ابتسامات محمد شكري في مكانها.
أين صاحب المحل؟ سألت.
رحل. لا أحد يدري إلى أين. باع المحل و رحل.
هزت رأسها أسفا، اتسعت ابتسامتها، رفعت كأسها و قالت:
في صحة محمد شكري!
أنا الذي أعشقها حدّ التلاشي فيها! صرخ بول بولز و هو يرفع كأسه عاليا و يدندن لحنا أندلسيا.
أنا المجروح بها و فيها. همس محمد شكري و هو يراقص كأس النبيذ قبل أن يرفعه إلى شفتيه.
صعودا و نزولا كنا نلعب الغميضة مع البحر في الدروب الضيقة الملتوية لهذه المعشوقة. عروس الشمال . أبيض، أزرق. حمامة بيضاء تحلق بزهو راقي في أديم الفضاء. يلفها البحر بحنان من كل الجهات.
أين سنتعشى؟ تساءلنا ضاحكين. كنا منتشين حتى قبل أن نشم رائحة النبيذ.
هيا إلى مطعم شكرى! لقد حجزنا هناك و هم في انتظارنا.
نزلنا درجات صغيرة فوجدنا نفسنا في مملكة شكرى. نسينا الحمامة البيضاء و عانقنا كلمات شاعر صعلوك. صور كثير منتشرة في المكان.
أتي دوما إلى هنا كي أراه يراقبني بعينيه اللتين تشبهان عيني الصقر في وجهه الملائكي. انظري ألا تلاحظين ذلك؟
شبه ابتسامة تضيء وجهه الطفولي. إشعاع عينيه يشي بطبعه المشاكس.
جلسوا، أكلوا، احتسوا نبيذهم، غنوا و تحدثوا في السياسة و الأدب. صاحب المطعم صديق ودود يلبي كل ما يطلبون.
عزيزتي كل الرواد يودون اقتناء روايتك بعد أن سمعوا أنك تحتفلين هذا المساء بتوقيعها. اعطني النسخ أقبض منهم ثمنها و أعطيك المال فيما بعد.
لماذا هذا المال اللعين ينغص علينا أحلى اللحظات. اعطهم النسخ و لننس الأمر.
أقسم صاحب المحل، صديق المجموعة و صديق الأدب و الأدباء بعد أن حدثهم عن محمد شكري و هو يشير بيده إلى الزاوية المفضلة لديه و التي كان يداوم على الجلوس فيها، اقسم إذن بأغلظ الإيمان أنه سيكون الأمين على تحصيل المبلغ.
مرت فصول، تعاقبت أحداث و نادتها الحمامة البيضاء مرة أخرى. مرة أخرى نزلت الدرجات الصغيرة ووجدت نفسها في جنة شكري. الأضواء الخافتة، الموسيقى الهادئة و ابتسامات محمد شكري في مكانها.
أين صاحب المحل؟ سألت.
رحل. لا أحد يدري إلى أين. باع المحل و رحل.
هزت رأسها أسفا، اتسعت ابتسامتها، رفعت كأسها و قالت:
في صحة محمد شكري!