عبدالاله زمراوي - قِلادَتانِ مِن الهَوَى

(القِلادة الأولى)

اليومٓ أكْمَلْتُ التَسْكُعَ
طَارِحاً خَطْوي
بِسوقِ الأنبياء!

اليومٓ أكْمَلتُ التهجّدٓ
عند بابِ العُمرِ متكئاً
على اللّوْحِ المُسطِّرِ
مّثْقَلَ الخطواتِ
أبْكِّي كاليَمَامَةِ
بينَ فَكِّي السَمَاءْ!

اليومٓ أعلنتُ التَجرُدَ
خَالِعاً ثَوْبِي
ومُحْتَسِباً (سَمَالاتِي)؛
أُدَارِّي سَوْءَةَ العُمرِ
بأوْرَاقِ الخِبَاءْ!

(القِلَادَة الثانِيَة)

قَدْ قلتُ لأُمِّي
يا أُمَّاه؛
أقريبٌ هَذا الصُبْحُ؛
لكي نتهجَّدَ
أو نبكي
مِلء الشدقين؟

وَهذا الطفلُ الصخَّابُ
على كتِفي يَبكي
واراني يا أُمِّي عجبا:
قد ماتَ على كفي
مثقوبَ العيْنيَنْ!

وهذا الراقصُ
يرقصُ فينا؛
منذُ الأَمْسِ
ويرقصُ حيناً؛
مَمْلوءَ السَاقين!

سألوذُ بِحُزْنِّي يا أُمَّاه
حتى يلقاني الموتَُ
على غِرّٓة؛
او يُدنيني مولاي..

أو يخرجَ عيسى بسلامٍ
في ارض الشام..

آهٍ آهٍ...
قد تَاهتْ
أوزانُ قصائدِنا
تاهتْ والله؛
وذُبحنا كالشَاةِ
بأهدابِ السكين!

تاهت تاهت
يا ولدي
والشِعرُ على
الجُرحِ حزين!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى