بدوي الدقادوسي - الجـــلاد

تحولت مقلته ليدٍ تعلو وتهبط مع كل لقمة ألقي بها في جوفي ؛أزداد تلذذا بتعذيبه؛كم أزدري كل من يسافر للخارج فيربط على بطنه حزاما ،ليعود محملا بالدولارات التي يشتري بها عقارا ثم يصاب بأمراض تحرمه من الاستمتاع بها فيحول نفسه بإرادته لحمار يحمل أسفارا؛ حين جاء ليقاسمني غرفتي عرضت عليه أن يشاركني ما أطهوه ،على أن نقتسم كل شيء ،رفض وعاش يومه على لقيمات مغموسة بالجبن أو الفول ،أستشيط حين أرى أمثاله يأبون أن يشتروا ما يجعلهم يبدون آدميين , الطلاب يشكون رائحة ملابسهم النتنة وحين يقتربون منهم يسدون أنوفهم من تلك الرائحة التي تزكمها ؛ حتى لحاهم يطلقونها توفيرا ؛هذا النوع سألقنه درسا لن ينساه ؛التهمت صينية البطاطس باللحم ؛صنعت كوبا من الشاي تفوح منه رائحة النعناع ، أخرجت علبة سجائري الفخمة سحبت واحدة منها أشعلتها بنشوة ,استلقيت على فراشي مزهوا ،عينه معلقة بسقف الغرفة ،كأنه ناسك ،هاتفته زوجته ؛انتفض خارجا يحاول طمأنتها ،لقد حوّلتُ الراتب كله اليوم وسيصلك غدا أعطيه له واستردي وصل الأمانة ،نهضت معتدلا ،بادرته قائلا :حولت راتبك وكيف ستعيش شهرك الطويل؟حاول أن يستل أحرفه من كومة أحزانه ؛أموت جوعا وما تدخل السجن ؛فهي التي وقعت كضامن على وصل الأمانة ؛عندما أكد الطبيب أن ابني مصاب بثقب في القلب ؛ لم يكن أمامي إلا اقتراض المبلغ لأجري الجراحة ؛مادت الأرض بي , أصابني غثيان , هرعت للحمام أفرغت ما في جوفي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى