مصطفى معروفي - مقبرة في وجه العالم

ما زلت أفتش بين السحب المكسوّة بالهيبةِ
عن قنديل ينقل غسقا من سنبلة زرقاء
إلى حجر أخضرَ يخطو مقترنا
بالخاتمة الصغرى للعسجد،
بين ظلال الغيم وبيني شبه جدار
لكن بين الغيب ومعجزة الأرض
صنوبرة جالسة تتأّمّلُ قدرتها...
لقد اتكأ الولد الملتف بثوب الشك
على الريح
مددت له من ناي بعض الأضلاعِ
فمال إلى لهب يستفتيه وأغضى
حينئذٍ لم أهدِ إليه مواويل هزار هامَ
بحب الأشجار فمات أليفا
مثل نهار أدمن تقبيل محيا فلاح
في مزرعة نائية ...
مولايَ
أنا أعمل والمصنع يشرب عرقي
ألبس قدَري بالمقلوبِ
أشاكس إنجيلا صاحبَ أنياب
وأشق الريح بيربوع لأقاسمها شطط الماء
لديَّ مجاز الأوديَةِ
ولن أجري أطْولَ
حتى لا أصبح متهَما من طرَف العبث اليومي
بأكل عشبته علناً
قبل قليل
جاء الحجر الواغل في الندرة يخطب ودي
قلت له:
لست مريدا أتبع شيخا حتى أغسل كفِّي بالطينِ
سأشهرُ مقبرة في وجه العالم
أنا أعشق مدن الله
أجيء الأرض من الجهة المغسولة بالعُرْيِ
وألقي لنوافذها بعصافيرَ لها أجنحة ملكيةْ.
ـــــــــــــــ
مسك الختام:
لو عاش المتنبي عصر النت
رأى سحبا تمطر شعراء
وبينهم الشعر يعاني الندرة
والفاقة في المعنى.






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى