حبست أنفاسي، حين دخلت الملكة الجميلة " كوبابا " الى صريفتي وأنا أسكن في هور الجبايش، بعيدا عن العيون، رافضا الإلتحاق بالجيش لمحاربة ايران، لم أكن على إستعداد لاستقبالها، كنت نائما، أحلم كيف أهرب من رجال الامن الذين يطوقون الصريفة. كان كابوسا انقذتني الملكة بدخلوها صريفتي ، توقعت دخول الفاتنة سمير اميس، غير أن الذي حصل هو هبوط " كوبابا " . ملكة السومريين بدلا عنها.
قالت لي الملكة كوبابا:
- انا وهي لا يمكننا ان نجتمع معا في مكان واحد .
لا أعرف كيف علمت برغبتي لقاء سمير اميس، كيف عرفت ما يدور في عقلي وقلبي .. حزنت بشدة لتحليق سمير اميس في هذا الليل حالك السواد، بغياب القمر، ولا نجوم تضيء السماء بسبب كثافة الغيوم ، تبخر حزني بسرعة، بمجرد أن هبطت " كوبابا " ، وهي الملكة الوحيدة من ملوك سومر التي جلست على عرش المملكة طوال مئة عام .
وقفت " كوبابا" في منتصف الكوخ، ترتدي ملابس مثيرة، تنورة قصيرة تكشف فخذيها، تضع على صدرها درعا فولاذيا واقيا للنبال، تحمل سيفاً يقطر دما، وجهها غاضب، شعرها الذهبي ينسدل على كتفيها، حتى يصل الى منتصف ظهرها .
شعرت بالرهبة من نظرات الملكة التي وجهتها لي، كانت تحاول العثور على قطعة قماش لتمسح آثار دم عن سيفها، عندما رأيتها اول مرة، " خرطت " البيجاما، تكشفت ساقاي لها ، فضحكت الملكة، قالت :
- لا تخف مني، أنا أبنة الاهوار، نبعي من هذه الأرض.
اشاعت كلماتها الاطمئنان في نفسي، شعرت بالارتياح والسرور . مدت نبالة سيفها الى بيجامتي ورفعتها فوق ركبتي :
- ارتد ملابسك؟
أظهرت لها بلاهتي، وعدم قدرتي على التجاوب مع حدة مزاجها وعصبيتها الواضحة، بصوت راجف قلت لها :
- لست خائفا ، لكنني اريد معرفة المزيد عنك ؟
جلست على الكرسي مقابل سريري، رفعت رأسها الى سقف الصريفة، فانسرح شعرها خلفها، رمت الدرع على الأرض، ظهر صدرها العامر، تغطيه بقميص أبيض شفاف لا يسترها كما يجب ، قالت :
- انا الملكة " كوبابا ".. الا تعرفني؟ أصبحت ملكة على هذه الأرض الشاسعة وعلى هذه المياه التي تسكن انت بجوارها، هاربا من رجال الامن خشية أن يزجوك بالحرب القائمة الان بيننا وبين الفرس؟
أبتسمتُ بحذر، أحببت تعبيرها " بيننا " وبين الفرس، كدت أقول لها أنا أعرفك، كنت تعملين نادلة في حانة، لكنني أرجأت قولي حتى لا تسيء فهمي.
قالت موضحة، ردا على كلام لم ابح به، مجرد خواطر مرت بذهني:
- بل كنت مالكة الحانة هنا في أرضنا السومرية، ليس كما خطر في ذهنك، كان المزارعون يكثرون من زراعة الشعير فيخمرونه للشراب، لدي مزارع كبيرة تغذي حانتي .
أصبتُ بالهلع والذعر ، اذ كيف تسنى لها أن تعلم بما يدور في خواطري، لا أعرف كيف أصبحت من مالكة حانة الى ملكة ّ!
ضحكت، ثم قالت :
- تريد أن تعرف كيف أصبحت من مالكة حانة الى ملكة لكش، لقد أغويت الملك ذات يوم، لما تزوجته، صرت أنا المتحكمة بمقدرات البلاد ، حتى جاء اليوم الذي أطحت به، وهو ثمل أحمق لا يعرف كيف يمشي، فصلت رأسه عن جسده بهذا السيف.
السيف ملقى على الأرض، فأشارت اليه بخيلاء . فكرت، كيف يمكن لامرأة أن تقتل زوجها الملك بهذه السهولة؟
قالت:
- تريد أن تعرف لماذا قتلته؟ حسنا، وجدت الملك زوجي، ينزوي بإحدى خادماتي، في غرفتها، بعض الرجال لا شرف لهم، بسهولة يغدرون بالعشرة، فأطحت برأسه وهو يمارس الحب معها، كما شطرت الخادمة الى نصفين. ثم أعلنت نفسي ملكة على سومر.
تصاعد الرعب والهلع والخوف منها، أنا الخائف اصلا من عناصر الفرقة الحزبية التي تطارد الهاربين امثالي ، منزوٍ في هذه الاهوار، أتنقل من مكان الى آخر ، بسبب اولئك الاوغاد ، الذين يطاردون الشباب، ليزجوهم في محرقة الحرب مع إيران، ها أنذا ، وجدتني في قبضة ملكة لا ترحم .
- لا تفكر أبدا إنني ملكة غير رحيمة، حقي لا أطالب به، بل أنتزعه من عيون الرجال، كما فعلت بماريا ملك سوريا، الذي جهز جيشا لمواجهتي، أنا أيضا جهزت جيشي لمواجته، وتوليت قيادته، هجمنا على سوريا، ووقعت ارضها الممتدة من نينوى الى البحر، تحت قبضتي، بعد أن هرب الملك ماريا الى الجبال، ها أنت ترى سيفي مازال يقطر دما بسبب تلك المعركة الحاسمة التي خضتها. ولما أرسلت علي أنت تستنجد بي، هبطتُ عليك، لأنك عندي أهم من كل الرجال الذين أعرفهم.
صوتها فيه خشونة، طوال مدة كلامها، لم تضحك أو تبتسم، الا مرة واحدة، تبدو جادة، عصبية، برغم أنوثتها الطاغية، التفتت يمنيا ثم يسارا وقالت:
- هل لديك أي طعام اسد به جوعي؟
كانت لدي دجاجة ماء مشوية، أكلت منها قليلا في الظهيرة، جلبتها ووضعتها على طاولة أمامها، جلبت الخبز والبصل، فالتهمت الدجاجة حتى أتت على عظامها، ثم تشجأت بصوت يشبه صوت الرجال .
- والان ، لماذا أردتني ؟ ما الشيء الذي من أجله طلبتني ؟
تحركت لدي مجسات الاستشعار،لا أعرف ماذا وراء هذه الأسئلة، صمتُ كالابله ، أردت أن اخبرها، كيف يكون شكل الملكة السومرية الوحيدة التي غزت بلاد سوريا، وبلاد فارس في الازمان البعيدة . غير انني ارجأت ذلك .
نهضت، كانت تبحث في الصريفة عن شيء ما، تمشي بخطوات بطيئة، تنظر الى بناء جدار الصريفة ثم الى السقف، ثم نظرت الى باب داخلي، فأشارت :
- ماذا خلف هذا الباب؟
أبتسمت بخوف:
- هذا الحمام الذي أسبح فيه واقضي حاجتي.
نزعت ملابسها، ثم دخلت فيه. نهضت أنظر الى قطع ملابسها، قلبت سيفها، صدمة الرهبة والخوف مازالتا تتحكمان بمشاعري .
بعد ساعة، خرجت من الحمام ، نشفت شعرها بمنشفة كانت معلقة خلف الباب، لم ترتد ملابسها، جاءت تمشي عارية، بخيلاء وكبرياء، وهي تنظر لي لأول مرة، نظرة لا اعرف معناها، بابتسامة مثيرة مغناجة، أستلقت على السرير، فقالت :
- تعال هنا ، نم معي .
نمت على ذراعها، وغفوت .
قالت لي الملكة كوبابا:
- انا وهي لا يمكننا ان نجتمع معا في مكان واحد .
لا أعرف كيف علمت برغبتي لقاء سمير اميس، كيف عرفت ما يدور في عقلي وقلبي .. حزنت بشدة لتحليق سمير اميس في هذا الليل حالك السواد، بغياب القمر، ولا نجوم تضيء السماء بسبب كثافة الغيوم ، تبخر حزني بسرعة، بمجرد أن هبطت " كوبابا " ، وهي الملكة الوحيدة من ملوك سومر التي جلست على عرش المملكة طوال مئة عام .
وقفت " كوبابا" في منتصف الكوخ، ترتدي ملابس مثيرة، تنورة قصيرة تكشف فخذيها، تضع على صدرها درعا فولاذيا واقيا للنبال، تحمل سيفاً يقطر دما، وجهها غاضب، شعرها الذهبي ينسدل على كتفيها، حتى يصل الى منتصف ظهرها .
شعرت بالرهبة من نظرات الملكة التي وجهتها لي، كانت تحاول العثور على قطعة قماش لتمسح آثار دم عن سيفها، عندما رأيتها اول مرة، " خرطت " البيجاما، تكشفت ساقاي لها ، فضحكت الملكة، قالت :
- لا تخف مني، أنا أبنة الاهوار، نبعي من هذه الأرض.
اشاعت كلماتها الاطمئنان في نفسي، شعرت بالارتياح والسرور . مدت نبالة سيفها الى بيجامتي ورفعتها فوق ركبتي :
- ارتد ملابسك؟
أظهرت لها بلاهتي، وعدم قدرتي على التجاوب مع حدة مزاجها وعصبيتها الواضحة، بصوت راجف قلت لها :
- لست خائفا ، لكنني اريد معرفة المزيد عنك ؟
جلست على الكرسي مقابل سريري، رفعت رأسها الى سقف الصريفة، فانسرح شعرها خلفها، رمت الدرع على الأرض، ظهر صدرها العامر، تغطيه بقميص أبيض شفاف لا يسترها كما يجب ، قالت :
- انا الملكة " كوبابا ".. الا تعرفني؟ أصبحت ملكة على هذه الأرض الشاسعة وعلى هذه المياه التي تسكن انت بجوارها، هاربا من رجال الامن خشية أن يزجوك بالحرب القائمة الان بيننا وبين الفرس؟
أبتسمتُ بحذر، أحببت تعبيرها " بيننا " وبين الفرس، كدت أقول لها أنا أعرفك، كنت تعملين نادلة في حانة، لكنني أرجأت قولي حتى لا تسيء فهمي.
قالت موضحة، ردا على كلام لم ابح به، مجرد خواطر مرت بذهني:
- بل كنت مالكة الحانة هنا في أرضنا السومرية، ليس كما خطر في ذهنك، كان المزارعون يكثرون من زراعة الشعير فيخمرونه للشراب، لدي مزارع كبيرة تغذي حانتي .
أصبتُ بالهلع والذعر ، اذ كيف تسنى لها أن تعلم بما يدور في خواطري، لا أعرف كيف أصبحت من مالكة حانة الى ملكة ّ!
ضحكت، ثم قالت :
- تريد أن تعرف كيف أصبحت من مالكة حانة الى ملكة لكش، لقد أغويت الملك ذات يوم، لما تزوجته، صرت أنا المتحكمة بمقدرات البلاد ، حتى جاء اليوم الذي أطحت به، وهو ثمل أحمق لا يعرف كيف يمشي، فصلت رأسه عن جسده بهذا السيف.
السيف ملقى على الأرض، فأشارت اليه بخيلاء . فكرت، كيف يمكن لامرأة أن تقتل زوجها الملك بهذه السهولة؟
قالت:
- تريد أن تعرف لماذا قتلته؟ حسنا، وجدت الملك زوجي، ينزوي بإحدى خادماتي، في غرفتها، بعض الرجال لا شرف لهم، بسهولة يغدرون بالعشرة، فأطحت برأسه وهو يمارس الحب معها، كما شطرت الخادمة الى نصفين. ثم أعلنت نفسي ملكة على سومر.
تصاعد الرعب والهلع والخوف منها، أنا الخائف اصلا من عناصر الفرقة الحزبية التي تطارد الهاربين امثالي ، منزوٍ في هذه الاهوار، أتنقل من مكان الى آخر ، بسبب اولئك الاوغاد ، الذين يطاردون الشباب، ليزجوهم في محرقة الحرب مع إيران، ها أنذا ، وجدتني في قبضة ملكة لا ترحم .
- لا تفكر أبدا إنني ملكة غير رحيمة، حقي لا أطالب به، بل أنتزعه من عيون الرجال، كما فعلت بماريا ملك سوريا، الذي جهز جيشا لمواجهتي، أنا أيضا جهزت جيشي لمواجته، وتوليت قيادته، هجمنا على سوريا، ووقعت ارضها الممتدة من نينوى الى البحر، تحت قبضتي، بعد أن هرب الملك ماريا الى الجبال، ها أنت ترى سيفي مازال يقطر دما بسبب تلك المعركة الحاسمة التي خضتها. ولما أرسلت علي أنت تستنجد بي، هبطتُ عليك، لأنك عندي أهم من كل الرجال الذين أعرفهم.
صوتها فيه خشونة، طوال مدة كلامها، لم تضحك أو تبتسم، الا مرة واحدة، تبدو جادة، عصبية، برغم أنوثتها الطاغية، التفتت يمنيا ثم يسارا وقالت:
- هل لديك أي طعام اسد به جوعي؟
كانت لدي دجاجة ماء مشوية، أكلت منها قليلا في الظهيرة، جلبتها ووضعتها على طاولة أمامها، جلبت الخبز والبصل، فالتهمت الدجاجة حتى أتت على عظامها، ثم تشجأت بصوت يشبه صوت الرجال .
- والان ، لماذا أردتني ؟ ما الشيء الذي من أجله طلبتني ؟
تحركت لدي مجسات الاستشعار،لا أعرف ماذا وراء هذه الأسئلة، صمتُ كالابله ، أردت أن اخبرها، كيف يكون شكل الملكة السومرية الوحيدة التي غزت بلاد سوريا، وبلاد فارس في الازمان البعيدة . غير انني ارجأت ذلك .
نهضت، كانت تبحث في الصريفة عن شيء ما، تمشي بخطوات بطيئة، تنظر الى بناء جدار الصريفة ثم الى السقف، ثم نظرت الى باب داخلي، فأشارت :
- ماذا خلف هذا الباب؟
أبتسمت بخوف:
- هذا الحمام الذي أسبح فيه واقضي حاجتي.
نزعت ملابسها، ثم دخلت فيه. نهضت أنظر الى قطع ملابسها، قلبت سيفها، صدمة الرهبة والخوف مازالتا تتحكمان بمشاعري .
بعد ساعة، خرجت من الحمام ، نشفت شعرها بمنشفة كانت معلقة خلف الباب، لم ترتد ملابسها، جاءت تمشي عارية، بخيلاء وكبرياء، وهي تنظر لي لأول مرة، نظرة لا اعرف معناها، بابتسامة مثيرة مغناجة، أستلقت على السرير، فقالت :
- تعال هنا ، نم معي .
نمت على ذراعها، وغفوت .