مصطفى معروفي - الريح

راكبا قداسة ناري
ومتكئي من شيوخ المناكبِ
بين دروب المدينة كنت أسير
وأنعش نفسي بأحجية
وبمنزلة العتبات الأليفة أقنعها
فانتهى الطرف الآخر المنتمي لليقين
إلى الالتباس
أتت نزوة النوء بالغيم
أعطت تفاصيل شهوتها للقرى
منحت يقظة الأنبياء لشخص المدينة
لم أزل المستعير لوجه متاهي
أزوجه بإماء العصافير
بؤت بطعم السراديب منه
إلى أن تمادى الحبور به
فأتى النهر واحتله
وأباحت عقيرتَه الريحُ بين الوعول
وأجرت فجاج الأرض مجرى النوايا السميكةِ
ليت المرايا تحنّ فتحضر
عرس الهزار وتعرف نيرانها
إنني أشكر الريح
أمدح فيها دماثتها وهْيَ
تقترف البدء باسمي
وبالحجر المستوي في ثياب الإقامة،
ها أنذا قاطف لهبَ الرغباتِ
فتحت مخابئ للبحر في معصمي
إنه في الهزيع الأخير من الليلِ
ينهض كي ينتحي جانبَ البوح
في الشارع العامِّ
وهْوَ الذي صار يرغب في لسع عقرب ساعتنا السرمدية.
ــــــــ
مسك الختام:
و تآكل إسفلت الشارع
فاحتج الشارع
أن السيارات تمر
و تنهش منه اللحم
و أن مقاوله لص
منه سرق الدم.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى