د. أيمن دراوشة - مواقع التواصل الاجتماعي وتضليل المجتمعات

نسعى في مقالنا هذا إلى تسليط بقعة ضوء على أحد أهم المواضيع الحساسة والمثيرة للجدل في وقتنا الحاضر لما لها من أهمية قصوى في واقعنا اليوم ألا وهي مواقع التواصل ودورها في نشر الأكاذيب والتزييف والانحلال الأخلاقي...

فقد أدَّى انتشار تلك الأمراض الاجتماعية الجديدة يوميا وعلى مدار الساعة، وما أن تحدث كارثة في الوطن العربي إلا ونجد الكل ينظِّر ويحلل ويفلسف على هواه ناهيك عن العنصرية المقيتة والسب والشتم ونشر الرذائل، وتحول خطاب الرقي بين الناس إلى خطاب عديم الأخلاق ومجرد من الدين والفضيلة.

من كورونا انتقلنا إلى ما هو أسوأ وهي موضة الجرائم التي حدثت في بعض الدول العربية لتصبح حديث العام والخاص والصغير والكبير بعد أن أصبحت تطبيقات مواقع التواصل بديلا للإعلام التقليدي، مما أساء الكثير استخدامه في بث الأكاذيب والحقد والتشهير والتزييف والعنصرية والتجديف بالدين والقائمة لا تنتهي.

مواقع التواصل التي اكتسحت العالم ودخلت البيوت من أوسع أبوابها حيث لم تعد هناك سيطرة على هذا الغول إن جاز لنا التعبير، حيث ابتلع قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا في غفلة منا لتبين لنا مدى الانحطاط الذي وصلنا له، وضعفنا أمام هذه الكوارث.

وما زاد الطين بلة هو الدور الكبير الذي مارسته البروباغندا الإعلامية في نشر الخوف والرعب وكل ما هو رديء مما يطرح العديد من الأسئلة الشائكة لعل أبرزها: إلى أي مدى يمكن القول أن الإعلام الجديد ساهم في نشر تلك الفوضى؟ وماهي الإستراتيجيات التي وضعتها الحكومات للتصدي لهذا الفيروس الأشد خطرا من أي فيروسات غزتنا؟ وما انعكاساته المستقبلية على واقع وحياة البشر؟ وكيف يصور لنا الإعلام واقع البشر في عالم بشري يزداد وحشية يوما بعد يوم؟

لقد عرفت البشرية في السنوات الأخيرة أشكالاً كثيرة من فوبيا الإعلام، إلا أن طرق هذا الإعلام الجديد، وما يمثله محتواها هو إعلام غير مسبوق من حيث سرعة انتشاره، وتنوع مصادره، وفبركة أخباره، وتباين دوافعه، وإذا ما تأملنا واقعنا بشكل أكثر سنجد أن مواقع التواصل باتت سمة من السمات التي تميز مجتمعاتنا مما ينذر بالخطر الكبير على مستقبل الأجيال القادمة التي ستعيش باضطراب وقلق وخوف تهز من شخصيتة نتيجة هذا الضخ الكبير من مقاطع الفيديو عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما سيؤثر وبشكل مباشر على المجتمعات قاطبة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى