د. علي عبد الغفار - من يكون هذا الشيخ؟

أُقسِمُ بأني رأيته تلك الليلة يهبط من سقف غرفة نومي، مرتدياً زياً ابيض اللون، كان طاعناً في السن لكنه كان شامخاً وقوراً بلحيةٍ بيضاء طويلة، كنت قد غفوت قبل سويعات قليلة لأنسى الألم المبرح الذي يلازمني منذ بضع ايام، ويقض عليّ مضجعي، بل اني كنت أشعر بالالم في كل الاوضاع، واقفاً او جالساً، مستلقياً او منشغلاً في عملي.
أنا اذكر جيدا كيف بدأ الألم، عندما حاولت ان اساعد زوجتي في ترتيب ما يوجد في الثلاجة المجمدة لتنظيفها من الثلج المتراكم، واتذكر انها قالت لي أنها يمكن أن تنجز العمل وحدها، وطلبت مني ان استريح، لكنني اصررت على مساعدتها وما ان بدأت بنقل بعض الاكياس لاضعها على طاولة قريبة ومع أول استدارة بسيطة مني احسست بالم فضيع في أسفل ظهري، الم يجعلك تضحك من شدته، واصبح يلازمني طوال اليوم، ويزعجني لدرجة اني كرهت نفسي وتمنيت ان ينتهي كل هذا حتى لو انتهت حياتي.
وفي تلك الليلة وبعد ان تناولت جرعة من المسكنات كي أتمكن من النوم ولو قليلا، رأيته وهو يهبط من سقف الغرفة، رأيته وانا احاول ان افتح احدى عيني بصعوبة، فأنا لم انم منذ بضعة ايام وقد اخذ مني التعب ماخذاً بالاضافة الى وظيفتي التي تتطلب الكثير من الجيد والتعب.
هبط وادخل يديه معا في بطني واحسست انهما وصلتا الى عمودي الفقري ولكن بلا الم، واخرج شيىاً يشبه شكل البرق الذي نراه في السماء، وله نفس اللون الفضي البراق، كان يسحبه بقوة حتى تمكن من سحبه من جسدي واخذ يجره خارجاً من غرفتي ولكن من خلال الباب، نعم؛ فتح باب الغرفة الذي ابقيه دائما مغلقا عندما انام، كان ثقيلا على جسده الطاعن في السن، يسحبه وكأنما يقاوم مغناطيساً يحاول اعادته الى ظهري المتألم، لكنه نجح في الخروج من الغرفة وحينها حاولت ان انهض والحق به لاعرف من هذا الشيخ، وسرعان ما نهضت وتاكدت بأني لم اكن احلم، وان باب غرفتي مفتوح فعلا، ولكن.. ما الذي يجري؟! أنا لا أشعر بأي الم في أسفل ظهري، لقد تخلصت من ذلك الألم الذي ازعجني وارقني ونغص عليّ حياتي لعدة ايام، فرحت كثيرا بذلك وجربت ان اتحرك بعدة اتجاهات دون ان اشعر بأي الم.. لقد اختفى الألم واختفى الشيخ ذو الملابس البيضاء كلمح البصر.
رويت ما حصل معي لزوجتي صباحا، كانت فرحة جدا لأجلي، وكان تعليقها الوحيد بأن عملا صالحا من اعمالي ودعوة احدهم قد كانت السبب وراء ما حصل لي.
لم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي يساعدني بها هذا الشيخ الجليل خلال حياتي، ولكنها كانت المرة التي صنعت لي املا جديدا بالحياة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى