تنبهت من غفلتي التي افتعلتها، ورايتها تقف في نفس المكان على الجسر، كل يوم امر فيه على هذا الجسر اراها تقف في هذا المكان، لتوحي للاخرين بانها تريد أن ترمي نفسها في الماء، لذلك ومن فترة ليست بالبعيدة قررت ان اسير على الجهة الأخرى من الجسر، كي اتجنب رؤية هذا المشهد المكرر، ولكن هل فعلا أريد ذلك؟
كنت اليوم مشغول البال باحداث غريبة تحدث معي في الآونة الاخيرة، كما أن هذا الطريق اصبح روتينيا بالنسبة لي لذلك غفلت وعبرت من الجهة التي تحاول ان توحي للناس بانها ستلقي بنفسها منها إلى الماء, هذا ما حدثت به نفسي، لابرر ما سيلي.
"لقد احببتك" قالتها بصوت غريب، ضحكت في سري والتفت، كانت أول مرة انظر إليها، كانت تبدو رائعة الجمال، سحرتني بكل تفاصيل وجهها، وسألتني: اتعرف لماذا تبدو انت اصغر من عمرك الحقيقي، والكل يقول لك هذه العبارة؟.
لم اعرف بماذا ارد عليها، وهذه المعلومة التي تخصني من اين حصلت عليها؟!
" اتعرف ما الغريب فيك؟ حسن الظن بالاخرين، والرضا بالمكتوب؟" كانت الاسئلة تتوالى وانا صامت لا اعرف بماذا اجيب، " وروحك المرحة وافكارك الايجابية؟!"
اتكأت على الحديد الذي لازال بارداً من فعل نسمات الصباح المنعشة، وانا اسمع خرير الماء تحت الجسر وسألتها" من انتِ؟!" فقالت: أنا من تركت اهلي واصحابي من اجلك وتحديتهم بأني سأجعلك تحبني كما احبك ولكنك كنت تتجاهلني كل يوم وقد انقضت الفترة التي سمحوا لي بها.. الم ترى انه لا يعبر هذا الجسر صباحا كل يوم الا انت، الم تدرك اني انتظرك انت وحدك، الم يتبادر الى ذهنك ما سر كل هذا التوفيق الذي يحصل في حياتك منذ رأيتني أول مرة هنا؟!
هنا تذكرت قول أحدهم; أننا نحاول ان لا ننظر الى عين من نحب بشكل مباشر كي نخفي حبنا. هل كنت أفعل هذا عن عمد او عن غير قصد، وبينما تعصف هذه الافكار في ذهني، اسمعها تجيب عن تساؤلاتي: هنالك من يحاول أن يتلاعب بافكارك كي يبعدك عني، كي يعطيك انطباعا سيئا عني، كنت تراني بائسة احاول الانتحار او جذب الانظار، دون ان تفكر انك انت وحدك تسلك هذا الطريق صباحا كل يوم، ولا أحد غيرك اقف هنا بانتظاره.
واستطردت قائلة: تركت الجميع من اجلك، أنا من عالم الجن، وهم لا يسمحون لنا أنا نختلط بكم ولكني تمردت من اجلك انت وحدك، ووضعت قواي تحت تصرف امنياتك، كي تحقق كل ما تشاء، فقط من اجل ان اثبت لهم بانك قادر على ان تبادلني نفس الشعور يوما ما.
فرجعت النظر الى وجهها الجميل مرة اخرى، رغم أنني لم اصدق كلمة مما قالت، ولكني حاولت ان استعمل حنكتي في قراءة الصدق في عينيها. فانشدت اقول: فتنتك بالطرف الكحيل للحظةٍ قد كنت فيها ضائعا لا تعلمُ
فكأنما رمت السهام بطرفها خداعةً من حسنها لا تسلمُ
وتنهدتُ طويلا وسألتها; وماذا بعد؟!
صمتت ولم تجبني، فأستدركتُ قائلا: بدأت استمتع بحديثك لكني لا اجد ما اقوله لكِ. ان حبيبك الادمي قد مات، وهل تتصورين أننا نتركك بهذه السهولة؟
تعاون عليه بني قومك وسلبوه عقله حتى رمى بنفسه الى التهلكة.
اصفرّ وجهها ولم تتمالك نفسها فجلست ارضا وهي تنظر لي اقف فوق رأسها كأنها تريد سماع بقية الحكاية.
بعض النهايات مُرّة كالقهوة، لكنها ضرورية كي لا نخسر بعضنا.. أنا اخوك تجسدت في هيئة حبيبك البشري كي اهون عليك واحاول ان اجعلك تكرهينه حتى اني بدأت أشعر تجاهك كما يشعر هو، هو لم يحبك ابدا، بل كان يشعر بالضجر حين يراك هنا كل صباح، وهذا الاحساس راودني قبل لحظات، صدقيني يا اختي الحبيبة، لكنني مللت وطلبت ان اضع نهاية للامر، لقد احببنا جميع عيوبك يا اختي، لكننا لن نتقبل غيابك عنا، لقد كنتِ تقفين على ناصية الحلم وانت تعلمين جيدا أننا لن نقبل ابدا بما يدور في بالك.
اردت فقط ان اقف على ناصية الحلم واقاتل من اجل حبي، قالتها بيأس، لقد كذبت على نفسي حين تصورت انني استثناء، وهل من المفروض ان اعود اليكم وانسى واتأقلم؟
اجبتها: يمكنك أن تنسي، فالنسيان هو تدريب للذات على تقبل الواقع واحترامه.
نهضت واخرجت سكينا من جعبتها وقالت: أَيُّها الموتُ انتظرني خارج الأرض انتظرني في بلادِكَ، ريثما أُنهي حديثاً عابراً مَعَ ما تبقَّى من حياتي."
وبينما وقفت انتظر اوامر الجن لامنعها مما تحاول فعله، قالت آخر ما قالت: ايها الموت خذني الى حيث اخذت حبيبي، فلربما لم يكن مقدرا لنا ان نلتقي في هذه الدنيا، لربما سنتلتقي في دنيا اخرى، اجمل بكثير من هذه ويكفيني حينها انني سأكون معه.
وغرزت سكينها عميقا في صدرها قبل ان اتحرك، كأنما كان هنالك من يمسك بي ويمنعني من الحركة. ولم انتبه الا وانا احملها بين ذراعي واهتف: أشهد أن حضورك موت ، وأن غيابك موتان.
كنت اليوم مشغول البال باحداث غريبة تحدث معي في الآونة الاخيرة، كما أن هذا الطريق اصبح روتينيا بالنسبة لي لذلك غفلت وعبرت من الجهة التي تحاول ان توحي للناس بانها ستلقي بنفسها منها إلى الماء, هذا ما حدثت به نفسي، لابرر ما سيلي.
"لقد احببتك" قالتها بصوت غريب، ضحكت في سري والتفت، كانت أول مرة انظر إليها، كانت تبدو رائعة الجمال، سحرتني بكل تفاصيل وجهها، وسألتني: اتعرف لماذا تبدو انت اصغر من عمرك الحقيقي، والكل يقول لك هذه العبارة؟.
لم اعرف بماذا ارد عليها، وهذه المعلومة التي تخصني من اين حصلت عليها؟!
" اتعرف ما الغريب فيك؟ حسن الظن بالاخرين، والرضا بالمكتوب؟" كانت الاسئلة تتوالى وانا صامت لا اعرف بماذا اجيب، " وروحك المرحة وافكارك الايجابية؟!"
اتكأت على الحديد الذي لازال بارداً من فعل نسمات الصباح المنعشة، وانا اسمع خرير الماء تحت الجسر وسألتها" من انتِ؟!" فقالت: أنا من تركت اهلي واصحابي من اجلك وتحديتهم بأني سأجعلك تحبني كما احبك ولكنك كنت تتجاهلني كل يوم وقد انقضت الفترة التي سمحوا لي بها.. الم ترى انه لا يعبر هذا الجسر صباحا كل يوم الا انت، الم تدرك اني انتظرك انت وحدك، الم يتبادر الى ذهنك ما سر كل هذا التوفيق الذي يحصل في حياتك منذ رأيتني أول مرة هنا؟!
هنا تذكرت قول أحدهم; أننا نحاول ان لا ننظر الى عين من نحب بشكل مباشر كي نخفي حبنا. هل كنت أفعل هذا عن عمد او عن غير قصد، وبينما تعصف هذه الافكار في ذهني، اسمعها تجيب عن تساؤلاتي: هنالك من يحاول أن يتلاعب بافكارك كي يبعدك عني، كي يعطيك انطباعا سيئا عني، كنت تراني بائسة احاول الانتحار او جذب الانظار، دون ان تفكر انك انت وحدك تسلك هذا الطريق صباحا كل يوم، ولا أحد غيرك اقف هنا بانتظاره.
واستطردت قائلة: تركت الجميع من اجلك، أنا من عالم الجن، وهم لا يسمحون لنا أنا نختلط بكم ولكني تمردت من اجلك انت وحدك، ووضعت قواي تحت تصرف امنياتك، كي تحقق كل ما تشاء، فقط من اجل ان اثبت لهم بانك قادر على ان تبادلني نفس الشعور يوما ما.
فرجعت النظر الى وجهها الجميل مرة اخرى، رغم أنني لم اصدق كلمة مما قالت، ولكني حاولت ان استعمل حنكتي في قراءة الصدق في عينيها. فانشدت اقول: فتنتك بالطرف الكحيل للحظةٍ قد كنت فيها ضائعا لا تعلمُ
فكأنما رمت السهام بطرفها خداعةً من حسنها لا تسلمُ
وتنهدتُ طويلا وسألتها; وماذا بعد؟!
صمتت ولم تجبني، فأستدركتُ قائلا: بدأت استمتع بحديثك لكني لا اجد ما اقوله لكِ. ان حبيبك الادمي قد مات، وهل تتصورين أننا نتركك بهذه السهولة؟
تعاون عليه بني قومك وسلبوه عقله حتى رمى بنفسه الى التهلكة.
اصفرّ وجهها ولم تتمالك نفسها فجلست ارضا وهي تنظر لي اقف فوق رأسها كأنها تريد سماع بقية الحكاية.
بعض النهايات مُرّة كالقهوة، لكنها ضرورية كي لا نخسر بعضنا.. أنا اخوك تجسدت في هيئة حبيبك البشري كي اهون عليك واحاول ان اجعلك تكرهينه حتى اني بدأت أشعر تجاهك كما يشعر هو، هو لم يحبك ابدا، بل كان يشعر بالضجر حين يراك هنا كل صباح، وهذا الاحساس راودني قبل لحظات، صدقيني يا اختي الحبيبة، لكنني مللت وطلبت ان اضع نهاية للامر، لقد احببنا جميع عيوبك يا اختي، لكننا لن نتقبل غيابك عنا، لقد كنتِ تقفين على ناصية الحلم وانت تعلمين جيدا أننا لن نقبل ابدا بما يدور في بالك.
اردت فقط ان اقف على ناصية الحلم واقاتل من اجل حبي، قالتها بيأس، لقد كذبت على نفسي حين تصورت انني استثناء، وهل من المفروض ان اعود اليكم وانسى واتأقلم؟
اجبتها: يمكنك أن تنسي، فالنسيان هو تدريب للذات على تقبل الواقع واحترامه.
نهضت واخرجت سكينا من جعبتها وقالت: أَيُّها الموتُ انتظرني خارج الأرض انتظرني في بلادِكَ، ريثما أُنهي حديثاً عابراً مَعَ ما تبقَّى من حياتي."
وبينما وقفت انتظر اوامر الجن لامنعها مما تحاول فعله، قالت آخر ما قالت: ايها الموت خذني الى حيث اخذت حبيبي، فلربما لم يكن مقدرا لنا ان نلتقي في هذه الدنيا، لربما سنتلتقي في دنيا اخرى، اجمل بكثير من هذه ويكفيني حينها انني سأكون معه.
وغرزت سكينها عميقا في صدرها قبل ان اتحرك، كأنما كان هنالك من يمسك بي ويمنعني من الحركة. ولم انتبه الا وانا احملها بين ذراعي واهتف: أشهد أن حضورك موت ، وأن غيابك موتان.