السعيد عبدالغني - مائة شذرة شعرية وفلسفية 1

.1
ذبحت الأرباب الملاعين
ويتمت البشرية جمعاء
وشربت دمهم كله
وتبولت عليهم
ورميتهم في النهر ،
ولم استرح
من أي سؤال فى رأسى .
.2
الرب
الذى يدير الكون
فى داخلي
بغي .
.3
لى روح هائلة
لقيطة
البداية والنهاية ،
تتحرك صدفة فى جسدى
ولا ترحم
أسرار البدد ،
تبارك القيود التى تلبس الاسود
وتلعن الوصول إليها،
تسبح في المجهول الغامض
وترش على جسدها ملحا
أشعر به
عربة مهجورة
فى كل ذرة من الملح صوت نادر
لشىء يتكسر ،
تعاندنى كثيرا
وتقول ” ان انتحرت لن افنى أيها الملعون
ولا سبيل لك للفناء ”
فاشتمها بأبشع الألفاظ .
.4
دعنى أيها المجاز
وحدى
لكى انتقم
من ذاتي
بدون اي تدخل منك
وبدون أن تساعدنى فى ذلك .
.5
المرآة التى تجرف وجوهى أمامها
وتسالنى عن وجهى الحقيقي
الذى يعدد دروب فقده للحلم
هى من يبصرني الان
بدون أن تمذهبنى
فقط تنظر لى
وتمد شفتيها المحترقة
لتقبل
طوب الخوف .
.6
أجمل ما فى الورقة
أنها تحرر القيد من لغته
وتضعه أمامى خائفا .
.7
الواقعيين لا يحبوا الشعر لأنه يدمر هويتهم للواقع لأن الشاعريين لديهم وطن أكثر اتساعا وجمالا وهو الخيال الذى يقوم عليه كل الابداع الموجود فى الواقع ، كل الافكار فى أوليتها كانت أفكار خيالية وبعد ذلك تم تنفيذها واقعيا .
.8
ألتصق بكل شىء فى الوجود
باستدارة نهدي الصدفة
وبخاصرة القدر
ولهب اللات
وأضحى بقبلتى للماء .
.9
هل الإله قابع بى فى مكان لا أعرفه
أم أنى قابع به فى مكان لا يعرفه ؟
لا أظن الحالتين ،
فهو غير موجود
وأنا غير موجود ،
هو فى مخيلتي
وأنا فى مخيلة التكوين .
.10

أحمل بيتا فى داخلى
لا ينام ولا يستيقظ
للعزلة الممتدة إلى الاوراق
وأشياء أخرى لا جدوى منها
سوى الوجود الصامت
كأن المكان ملاءة أشدها بمخيلتى
وتتقصف
أو صحن به دم أسود
تسبح فيه الاسئلة ..
وكأن الزمن أغنية
جبينها ظلام مضىء .
.11
السر يلبس قميصا أسودا
مطرزا ببقع زرقاء
لا تفنى .
.12
القصيدة تسأل نفسها
” هل أنا استيقاظ الشعور من الوجدان
أم يود الفكرة فى الذهن ؟ ” .
.13
صمت العزلة
المصلوب على الجدران الخائفة
يأخذ صوتى إليه .
.14
الظلام ،
سيجارة رخيصة ،
اسراب الدخان من فمى وانفي ،
رائحة مني الاغتراب،
أضواء خائفة ان تدخل إلي،
فنجان قهوة محوج
انسكبت قطرات منه علي ،
وسيدة تنشر الملابس فى البيت المقابل بقميص النوم ،
واشباح تعترك الأرض،
والله ينتظر أن تقدح قريحتى قصيدة
افك بها صدرية السماء .
.15
الشعر تذكير لنا بألوهيتنا السحيقة فى اللغة
وقربان عربيد للعدم
الذى لا يقبل أي شىء من الوجود سوى الشعر .
.16
عندما أسمع أي موسيقى ، تكتظ الكلمات داخلي ، بحثا عن أي ظلام محروق فى أى زاوية فى شخص أو أي إشارة لهاجس مغترب .
.17
الروح الحقيقية التى تخلق غالبا وهم نادرين جدا وخصوصا الروح الشعرية ، تكون خرافية وأسطورية وشاسعة نفسيا وتتقبل الغرابة والانطواء المجازى والسريالي لأنها وصلت إلى أماكن جديدة بها .
.18
الجرح يشعر بالعبثية
لذلك
يسخر منى ومن ذاته .
.19
كانت شفتي تتمشى على جسدها العتري الناعم الاملس الابيض وتزور الشقوق بلا هوادة ولا رادع جسدى ، كأن الجسد أفق غير مرءي وكتت أصل الى روحها بالقبلة الطويلة وعض شفتيها ومزج نهديها بالكلمات وكتابة الكلمات على ظهرها والعلامات فمثلا بين نهديها ، اكتب هنا المكان الذى أحيا فيه وبين فخذيه ، هنا المكان الذى يحيا به الشيطان وعرقها كان يشهى جسدها عندما ترقص بخفة وتتمشى بجسدها النحيل على ظهرى، الجنس وسيلة تعبير عن الجسد ووسيلة قوية مع الرقص .. الخ ، الأمر فى الجنس ليس الولوج لأن هذا أتفه شىء ، فى إحاطة الجسد ومعرفة من اين يستثار وماذا تريد أن ألمس، التخاطر بين رغبتها وجسدى وبين جسدها ورغبتى .
.20
هل أصدق القهوة عندما تنعس فى فمى
وتبجل الشروق النادر للمطر فى الشتاء؟ .
.21
أعرف غيمة مطعونة بالسدى الذى ينتج الغرابة
اخبرتني عن سر جسد الصفصافة التى تمطر عليها
انها كانت تحب ايل مات على نهديها .
.22
حلمى وحيد
فى عزلتي
وبلا مأوى .
.23
العزلة فاسدة
إن لم تكن
فى اللغة أيضا .
.24
لا أكون نفسي
إلا فى عزلتى ، لا فى العالم ،ولا فى أى عزلة اخرى
لذلك الموسيقى وشايتي علي .
.25
المجتمع العربي يريد السيطرة على حريتى بشتى الطرق لكى يمسخنى عبدا له، ما يريدنى ان اكون خياليا وابدع اي شىء ، لأن المخيلة تكشف زيفهم وتخلفهم ، أريد ممارسة حريتى القليلة حتى الصغيرة ، يعتقدون انى ملك لهم وملك لقيودهم .
.26
الناس تعتبر الكآبة والانتحار ضعف نفسي ، رغم أن الكآبة أولا تؤدى بالشخص إلى التعامل مع أكثر المناطق المعتمة الخالية من المكتشفين والاكتشاف النفسي يكون بالشعر والادب ليس بالعلم والانتحار ثانية وهو رفض كل الحياة بكل شىء فيها ومواجهة ما يخاف منه الجميع وهو الموت ، أين الضعف فى القدرة هذه على القول لكل شىء .
.27
أطفو فوق العالم
وتطفو أفكارى فى صفحات الافق
الاعماق مليئة بالشخوص الموتى
مات أول شخوصى من حيث ترتيب الخلق
كنت أسميه الله
وذرفنا دموعا كثيرا عليه أنا وشخوصى
إثر شجار مع شخص اخر لى
كنت أسميه الشيطان
الله لم يحتمل صدق الشيطان فى شعوره
فمات فى حبه .
.28
أقرأ عزلتى كل ليلة
ألواح الذاكرة الملومة
والقيود القديمة
والقيود الجديدة
والقبل الواطئة من فمى
وطمس رحمات العاهرات ..
أعد شخوصى
كما تعد أمى دجاجها وأنام
لكى يضج اللاوعي بما يختار لى
للمشاهدة فى الحلم .
.29
أجلس على النيل
فى مساء بارد تتحطم فيه كل الأضواء
والبوص يهتز من الرياح
فيصدر خشخشة توقظ الدود فى الطين ،
أجوب منلفى الداخل
انكسارات الماضى وأقدار الفراق
حيث كل شىء داخلى يوقظ الصمت ويمارسه
هذه الوحدة باهظة الرؤية
ولكنى منذ وجدت الاخر بالنسبة لى هو اللغة
والانثوي هو الله .
.30
وضعتنى فى جسد
يشعرنى بسجون جدرانه وحركاته وعلله
ووضعتك فى خيال
له طاقة الترحال
عندما أهيم فى فناء الوجد ،
محال أن يسجن هذا الخيال فى جثمانية .
.31
التحاجج العظيم بين أسرار فؤادى عنك ، أسرار لم أقولها الا للورقة الكتوم ، عندما انسدلتى من الغياب فأنت حضرة بدون حدود ، اطوف فيها حول روحك الطاهرة السديمية التى دائما كانت قريحة أخرى لى ، وجودك قريحة فيينا ، قراتك كما لم يقرأك أحدا وفهمتك كما لم يفهمك أحدا، أنت وجدى فيينا وجدى العظيم الذي جاوز كل الحدود الوجدانية وتفرد فى براهين بقاءى الى الان بدون جثمان حلم واحد ، فقط مجهول أزلي رهيف البدايات عنيف النهايات .
.32
يا حلاج المعانى لا تسمى بأي لفظ
عندما أكتب لك ولاشباهك والله
أطعمنى حالا وجديا كالذى أنا به
وأطمئنى تمام تحيرك فى سر الله
أنا لك فلك مثقل باهات المظلومين .
.33
يا إلهي
الليل يجلب الموت من عرائنه
والوجد يُقدم مع روحى المنعزلة فى نوم الناس
كأنى بلا محراب اللغة
وبلا قبر فى أي شعور .
.34
ما قتلوك يا حلاج إلا لجهل بك
وما فتئوا يهزأون بدمك على مر العصور
لأنك أنت الله الذى لا يخشى
والتخالف مع أرضيتهم ،
أنت مسرى يا حلاج
مسرى لكل خلوة آبقة بها كشف لا يفهموه .
.35
لوركا
هيا حرك سكون السماء
هذه المقبرة الواسعة
افطم الله عن الوجود
ولج إلى السدرة النهائية واقتله .
.36
فى بطنى فيينا الصغيرة ، فى بطن لغتى الواسعة ، والقبلة التى تنمو فى جسدى الى الان هى جهادى ضد عزلتى القوية ، كورت الوجود وجهك وفنيت فى الرؤية حتى عميت واصمت كل النشازات والموسيقى حولى وسمعت صوتك المفطور فى البكاء ، عرفتك فاحسست باللغة فى وصفك فناء ودنوت من سروجك في نجوات الليل الذى اسائله عن سطوعك فى السماء .
.37
الموت الذي يتنامى في كل شيء حولنا ، يمحو الكلمات من على الأوراق ويصمت الموسيقى ، يخرج منا إلينا بنوره المجرد ، يهدى كل حياة له ، يبتدىء كل ما نقوله وينهى كل ما نفعله ، هو ما ندين له بعزلتنا الباطلة التى لا تشرق الا بالغرابة والجنون ، هيا ، لن نناجى اي إله أو أي ربة او اي شاعر، سنناجى موتنا المتحقق فى افلاك السماوات المجنونة الوجد ، في ركائبه نراه وفي ركائبنا نراه وفي انسدلال المرايا في الحقيقة نراه ، نراه في كل شيء لأنه عيوننا التى لا ترى اي شيء سوى موات الأشياء والأشخاص والأفكار والمشاعر ، نحن نفنى كل شيء في اقتناءنا لفتنة التدمير ، هذا الانزياح والتغريب عن كل شيء ، نكح المشرق ونكح الواضح ونكح المدرك ونكح المعلوم ..
.38

أريد أن اغمس دموعى في جسد رياح وابعثهم لك لكى تشربهم لعل سقرنا ينتهى وشعرنا يستوى على تشكل أو اعتلال ، الافتقار إلى حجاب يتكاثر لغويا كحجابك، إلى تنزل آهله آفلة، أمينة على الصدق الوجدي، هذه المقامات التى نحن بها لا يصل إليها الناس ولا يفهموا معانيها ، بعيدة عن الأرض هذه التي يحيون بها ، الطواف حول الذات بحميمية السر والطفولة، وطيننا الذى تنمو فيه مخالب الكراهية لكل شىء ، طيننا الذى يسأل عن دهر اليوتوبيا متى سيأتى وعن الربات التى تتخلق في لحود الشعر، اين الشهود على عروشنا فى العبارات الحقيقية ؟ .
.39
الوجد الثقيل الذى لا يوجد به أى أجنحة ميتافيزقية ، فقدان الأمل فى الوجود وفقدان الامل فى وجودى ، وقبضة القدر والصدف الهاربة منه حتى واليأس المظلوم من نشأة الشعر في ، وإفلاس كل المرافىء المكتشفة للعقل والله معى ، واذلال عزلتى ممن حولى وعدم وجود شواهد على داخلى سواي فاللغة لا تفهم الكثير ، وأوزار الأسئلة عن ماهية كل شىء .
.40
الشعر إمام فى روحى
لا مأموم .
أنثره على وجوه العابرين المطلية بالمساحيق
والجدران المطلية بحبات المطر والأتربة
هو غيبى القاصد فى الاتساع
والتهجير للحشى الديجور
والنفاذ على عروش السدرات
وكتمان الألم للتيه
وإرادة الفناء للفناء .
.41
موت الله بى هو تجميع لكل الجنازات وتوحيدها فى صوت رخيم يشيعه وهذا الصوت سيكون خياليا لانى أعتمد أكثر شىء على المخيلة ، أن أؤبن الله وأحفر قبره فى ورقة وأدفنه فيها ، لأنى لا أستطيع الحياة وهو حي في ، كفاه وجودا فى أروقة الموسيقى وصفحات الهواء البارد وعيون اليتامى .
.42
حبكة الكآبة فى المجهول الذى يتبدى من وشايات الألم علي ، كأن قيامتى ولحظة انتحارى ، هى لحظة انتهاء مجهولي بالنبة إلى ذاتى ، هذا العصيان اللانهائي لدى تجاه كل شىء ، تجاه كل أحد حتى من يحبونى ، سببه التيه الفكرى والماورائي ، لأن نسبة غير قليلة من شخصية أى شخص هى نظرته للماوراء ، الغوايات الكثيرة للظلام النفسي المتورد فى شكل أفكار متطرفة وأفعال مضطربة .
.43
هذه العهود الذى أخذتها على نفسى للموت ، هى دين على كلماتى أن تلبس الاسود دائما وتكون مآتمية مشيعة للمعانى ،غضبة ، لا تخشى أي سلطة حتى سلطتى عليها ،أن تكون كلمات الوجود إلى نفسه ، كلمات السر إلى نفسه ، افتق يا شر أنفسهم التافهة ، افتق يا ألمى أدبار كل شىء .
.44
عندما أجلس على اطلال كل شىء فى لحظة شرية خوائية ، هذه اللحظات أخلقها ، من عجين صدفة غربة مرجومة بغربة ، كالآن ، يكون الكشف رهيب ، كشف نص وجودى ، أنا نص ، أنا فاعل فقط فى الدمار والتخريب وتهييج الأشباح من كل شىء ومن كل أحد ، جروحى تجعلنى شاهقا جدا لا يستطيع أي أحد الوصول .
.45
وحيد بلا زاد ولا مأوى فى خرائب الفلسفة ، أمشى وسط الناس وأشعر أنى غريبا ، منذ ساعة وأنا أمشى بينهم وشعرت بغربة شديدة من هؤلاء العشاق الذى يمسكون بأيادى بعضهم وهؤلاء الرجال الذين ينظرون للمؤخرات والنهود ، منذ شهور لم أمشى وسط أناس كثيرة ، وأنا أبتسم وأحدث نفسى بصوت عالى ، لم هؤلاء لا يفكرون فى الوجود ولا يهمهم أي سؤال وجودى ولا ماورائى ، لم أحمل نفسه تهتم بالكليات الفلسفية ولا أحيا مثل هؤلاء التوافه ، أكل وأشرب وأضاجع وأبحث عن أى طريقة للحصول على المال ، ودائما أجد أنى زاهد فى كل شىء منذ الطفولة ، لم يكن لدى حلم لأي شىء ، ولا حتى الكتابة ، أخلق طوال الوقت صدف لكى أوجد ، لكى أستمر فى البقاء ، لم أعد أريد أي شىء من أي أحد ولا أى شىء منى ، والأمر هنا هو أنى لم أعد أستطيع الحياة بهذا العقل لهذا هناك خيارين ، إما الإنتحار أو الجنون ، ربما أجرب الجنون قريبا وأهجر كل شىء كما كتبت اليوم لله فى الشذرات اليومية التى أكتبها له ” خلقتنى وهجرتنى وخلقتك ولم أهجرك ” .
.46
يتحدث أحدهم عن الموسيقى بعد أن اغلقتها زوجته ” إنها هنا ، هنا ، مشيرا إلى رأسه، لا أستطيع التخلص منها ، إنها لا تدعنى فى سلام ” .
.47
اليأس قبعة خوفى
وتطريز لوجودى فى العدم .
.48

ادحرج نداءات نظرتك لى
وانا فى اللاوعي
لكى اكون بك فى كل حيوة تذهبين إليها .
.49
أقبض باصابعك على جسدى
وبوجدانك على مخيلتي .
.50
بعدما حفرت وجودى فى الكون
نمت عاريا
بدون ألم من الجروح التى تطارد روحي
لا لشىء إلا لأكون
لأول مرة فى خيمة الشعر
.
تخرج رائحة روحى من عريي
وأدخل فى لاوعي الكلب
النائم على الأرض المقفاة المرتبة .
طفولتي هى درك سمائى
وحدود كآبتي
ينام فيها الله .
كيف أختار نفسي من شخوصي
وأنا ضيعت كل شىء
حتى ملح سدرة الحياة .
أحلم الان بحرية
لا تسكنها أي قيود
ولا حتى حشرجات المقدس .
غرفة سكرانة بالوحدة
وندى يُلقى فى كفن النور .
ظلمة النهاية
تتثاقل
فى ارتكاب صراخ الداخل .
لا أنتظر أحدا ليدخل علي عزلتي
لأنها بلا عنوان
فى الضياع .
.51
أبواب مفتوحة للعالم
ولكنى أحب عزلتى والانطواء عاريا على الكنبة
لا أحد يبصر خوفى
ولا حتى أنا
المى تجريدي
ينادى على أفق الله .
كنت أنا مرة
وبعد ذلك كنت التكوين .
.52
إرضاء اللغة من انقباضات وجدانى
وإرضاء اللاقيمة من شساعة كل شىء .
.53
قتل لصا الحياة
وبعد ذلك باع الموت لى .
.54
القصيدة تشبه ملح التشاؤم
وخوفها يشبه ندى المهبل .
.55
استدارات الخيال الابق من
ظل الرؤية
تتدفق فى ابخرة الذات الوهمية .
.56
المرايا الحية فى جسد الموت
تأفل من استكانة أمواج الحلم .
.57
اللغة تقتل الشعور والفكرة والخيال
وتحيي ليل يصيد الدروب فقط
كأنها جناح له الكثير من الوجنات .
.58
الان كوب فارغ أمام الشمس
لا يريد أن يتجرد لمرآة تنط على جسدى .
.59
ضيق يتكاثر فى اللامعنى
الذى يشوب كل ما انتهى إليه الكون .
.60
كيف تسعنى اللغة ولو قليلا
ولا يسعنى الله ؟
كيف تسعنى العزلة
ولا يسعنى العالم ؟ .
.61
الشعور بالله شعور خائف، الشعور نفسه ملىء بالخوف ولكنه مجهول وبه شساعة نفسية وإرادة فى تحقيق الذات من خلاله .
.62
أتخيل السماء تتدلى بنهود سوداء
بدون حلمات .
.63
لحظة تتسع بالموت والحياة ولحظة تنحسر منهم ولحظة تتسع بالحياة ونفيها ولحظة تنحسر منها .
.64
هل أنا الهواء الداخلي المنتن السري للاستعارة
أم قفص اللغة الذى يبكى على العالم ؟ .
.65
نيتشه يبصرني فى الحيوة التى هو بها
ولكنه فى حيوة
هو فقط فيها
لا أحد معه .
.66
عندما أقف أمام المرآة عاريا تماما
لا أبصر حزني في
ولا أبصر أي شىء
لأن الصورة لأ تجرد حزني
فالمرآة كينونة تافهة
الورقة أرفع منها .
.67
كلما ولجت الخراب القابع فى عيون العابرين
كلما انست وحدتى في
وارادتى فى ان لا أكون .
.68
الله لا يرتدى أيه ملابس
ولا يمسك مسبحة
ولا يصلى لأي أحد .
.69
أمشى فى ارواحكم
وفى قدمي جماعات شخوصي
وتمشون فى روحى
وفى أقدامكم جماعات الورود .
.70
لم أحب يوما العالم
منذ كنت صغيرا
فحتى كنت أتلمس القراءة على الورق الملفوف به الطعمية
أول مرة قرأت عليه
كان كتاب فلسفة يتحدث عن الروح
فسرقت الكتاب من المحل .
.71
أريد للعالم أن يشتعل ولا يتوقف
يتدمر تماما
واشهد تدمره
ولن ابكيه
بل ساضحك على تعاليمه .
.72
قلبي قربان خيالي للحزن
والله
قربان لخوفي الضائع فى العزلة .
.73
بدن النيل
طفل
يحبو
على اليابسة .
.74
الموسيقى تطارد ضيقى دائما
والشعر يسبه
والغرفة المنفوخة باللانهاية تعززه .
.75
نسوة توجد فى جسدي
وشياطين توجد فى روحى
والهه ملاعين توجد فى وجداني
وشساعات سوداء بدون جدران توجد فى مخيلتى .
.76
زهرة الآن
فى مصح نفسي
ينظر إليها أحد اشباهي
ويجعلها تنادي علي من رحمها .
.77
أوغل فى جرحي النقي
كلما رأيت افقا مستباحا من أحد شخوصى .
.78
أعانق طفولة الخوف فى الألم
وشيخوخة السماء فى النافذة الممزقة للفكرة
والتيه فى بوابات الذات .
.79
الحب علاقة سريالية بين الخوف والصمت
وحكاءية المكانية والزمنية للوجدان .
.80
النفس الإنسانية شاسعة جدا ولكن الحزن يجعلها ضيقة ، يضيق الداخل والباطن والمخيلة والوجدان والذهن والضيق يزداد مع الاستمرار وهذا الضيق يشعرني بالخوف من نفسي وأكون عدواني مع كل شىء وأولهم مع ذاتى .
.81
أحيانا من كثرة الحزن لا أشعر بأي شعور آخر ولا حتى أشعر بانسانيتى ولا أشعر بالحزن نفسه كأن وجدانى قد عدم بى .
.82
لم يعد لى أي شهوة
فأنا شبيه المطلق وحده
أتواصل مع عزلته بالتأمل .
.83
أنا العدم المطلقي الزائف
الذى لا معنى له
ولا جدوى له
ولا قيمة له .
.84
يجب أن أنصت إلى خصوصية الليل باستشهاد النور
وموقف الطيور منه .
.85
البرزخ بين اللفظ والمعنى
يوحى إلي بالخوف .
.86
الصراع بين النهائي في واللانهائي في، لا ينتهى ، والأمر هو العودة إليهم كل لازمن معين وكل حلول فى اللاوجود .
.87
المطلق هو أقصى تطرف لمخيلة اللانهائي ولكنه يحيا فى صراع مع ذاته لأنه يوجد أدبيا فقط .
.88
الشاعر ليس لديه يقين باللغة
والرسام ليس لديه يقين بالألوان
والله ليس لديه يقين بخلقه
والموسيقى ليس لديه يقين بالصوت .
.89
صلبان غرقى فى اللغة
وسجادة فى الشذرة .
.90
غراب يقف على القصيدة
وغزالة تقف على القيثارة .
.91
قبل أن افنى
ساعطى مقلتي لشجرة الصفصاف
والمى إلى أمى .
.92
الموت حيوة صغيرة
أنام فيها
كلما كرهت الوجود فى الحياة .
.93
أعانق لقاح المآتم
واشكو الفرح للحزن
وأمجد هزيمة الأقنعة بى .
.94
الكتاب المقدس السري للعالم
هو الصمت .
.95

الجنون يجعل عزلتى تزدهر
وتصلى لى
مائة فرض بدون كلمات .
.96
هناك خلل فى كينونتى أنها تفقد الزمن وتفقد المكان ولا أعرف كيف ارغم نفسي على الشعور بهم .
.97
تخيلوا اجنحتى تعيقينى عن الطيران
حريتى تمنعنى
لأنى دمرت الفضاء أيضا .
.98
أجلس بين ضلعي الغرفة
ويداي مضمومة على ركبتي عارى
وبعد ذلك أتذكر الله .
.99
الكلمات تشعر بالبرد داخلى والاحتضار
وأنا لا أعرف كيف انقذها .
.100
السؤال وحيد بى
يريد أن يكون فى عقل عابرى السبيل
اومىء لهم
ولكنهم لا يكترثوا
لينك ديوان أفيش الوجود ل السعيد عبدالغني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى